حكايتنا مع العقربي في المعهد العالي للفن المسرحي: حكاية وفاء لقاعة ورمز من رموز المسرح التونسي

هم طلّاب علم ومعرفة، وباحثون عن الامل والحلم، هم زارعو الحلم في المشاهد والمواطن العادي، طلبة المعهد العالي للفن المسرحي ليسوا كبقية الطلبة لأنهم سيكونون في المستقبل

ممثلين واساتذة مسرح واساتذة المسرح هم باعثو الفرحة عند التلميذ في جميع مراحل دراسته، هم اوفياء لمن سبقوهم، اوفياء لمن علموهم ان المسرح مقاومة والمسرح تمرد والفعل المسرحي عنوان لإرادة حياة متقدة وصلبة لا تخشى الحيف ولا تهاب الظلم والدعم.
ولأنهم عشاق للفن وعشاق للحياة يقدم نادي «السجاد الاحمر» بالمعهد العالي للفن المسرحي بتونس تظاهرة يوم الاثنين 4 ديسمبر تكرّم شخصية «محمد عبد العزيز العقربي» رائد المسرح التونسي، تظاهرة عنوانها «حكايتنا مع العقربي» يشارك فيها مجموعة من طلبة المعهد الحاليين والسابقين.

حكايتنا مع العقربي حكاية غرام بالمسرح
حكايتنا مع العقربي هو عنوان التظاهرة التي ينظمها نادي السجاد الاحمر والمكون من طلبة المعهد، طلبة اختاروا ان يكونوا فاعلين في المشهد الثقافي داخل المعهد وخارجه، طلبة اختاروا الابداع سبيلهم منذ الدراسة حد التخرج، لكل طالب في المعهد العالي للفن المسرحي حكاية مع قاعة عبد العزيز العقربي، حكاية «اردنا تقديمها في شكل فني لتكريم العقربي اولا و للخوض في شجون الطلبة وذكرياتهم ثانيا» على حد تعبير فارس العفيف.

و ينظم المعهد العالي للفن المسرحي يوم 4 ديسمبر 2017 تظاهرة تحت عنوان «حكايتنا مع العقربي›› انطلاقا من الساعة العاشرة، التظاهرة من تصور وانجاز نادي «السجاد الاحمر» الذي يكرّم كل شهر شخصية مسرحية أو ثقافية ذات صيت وإضافات. وقع الاختيار في أول مناسبة على عميد المسرح التونسي: محمد عبد العزيز العقربي (1901 - 1968).
وتنقسم فقرات التظاهرة الى شهادات ومراوحات موسيقية ومشهديات مسرحية.

وفي تصريح لـ«المغرب» أشار فارس العفيف ان «ابنة الفقيد السيدة انصاف العقربي تحل بيننا ضيفة شرف نفرش لها السجاد الأحمر. وستخصّص نصف ساعة لمداخلتها حول والدها «أبا وفنانا».
واضاف محدثنا أنه تمت دعوة العديد من خريجي المعهد للمشاركة في فقرة الذين تربطهم بمسرح العقربي ذكريات وأحلام. من أبرز هؤلاء ، المطربة لبنى نعمان والممثل غانم الزرلي وطالب الدكتوراه في العلوم الثقافية بلال الجلاصي جميعهم ابناء المعهد، لكل منهم حكاية مع قاعة العقربي، لكل طريقته في التعبير عما عاشه في تلك القاعة من مشاعر وأفكار دفعته ليكون مميزا اليوم فلبنى نعمان صاحبة الاحساس المرهف وصاحبة مشروع حس وغانم الزرلي من انجح الممثلين اليوم وأكثرهم قدرة على تجسيد اصعب الشخصيات وبلال الجلاصي من انشط الفاعلين الثقافيين، طالب دكتوراه واستاذ يعمل على المسرح والمواطنة ثلاثتهم تجمعهم حكاية مع قاعة العقربي.
ويتخلل البرنامج غناء أوبيرالي تؤمنه المغنية وصديقة المعهد رانية الجديدي، فقرة موسيقية طريفة تضاف الى عزف الفنان السوري أحمد بيج على الة التشيلو. أما خلود الناعس، الطالبة بالمعهد، فستقدم مشهدية تحمل عنوان «نفس» من إخراج زميلها فارس العفيف و«نفس» هي تعبير عن الولادة، ولادة امرأة بالماريونات، ولادة الحلم ايضا، ولادة افكار متجددة لبعث الروح في حيطان المعهد، ولادة تظاهرة السجاد الاحمر التي انقطعت لسنوات، ولادة امل يصنعه طلبة المعهد العالي للفن المسرحي.

العقربي رائد المسرح التونسي
يعتبر محمد عبد العزيز العقربي عميد المسرح التونسي في الستينات فهو أحد الوجوه الفاعلة في بناء صرح المسرح التونسي منذ الثلث الاول من القرن الماضي، فلقد التحق بالعمل المسرحي عن طريق محمد بورقيبة مدير فرقة الشهامة العربية سنة 1918 حين باشر وظيفته الادارية في مستشفى عزيزة عثمانة اين كان يعمل محمد بورقيبة كعون صحي فأعجب هذا الاخير بسحر صوت العقربي ووظفه كمنشد في فرقته واسند له دورا في مسرحية «هملت» وآخر في «شهداء الوطنية» فنجح في الاثنتين وبعيد هذه التجربة راح يتنقل من فرقة الى اخرى فعمل مع الهلال التمثيلي ثم جمعية «ليسور» وبدعوة من زميل دراسته في التعليم الابتدائي محمد الحبيب، انضم الى المستقبل التمثيلي فكانت له تجربة مهمة اذ قام بدور البطولة في مسرحيتي «مجنون ليلى» و«عائدة الغنائيتين» وشاركته البطولة حبيبة مسيكة وفضيلة ختمي فتألق في هذا النوع من المسرح مما جعل محمد الحبيب يكلفه بتدريب الممثلين على التمثيل والإلقاء والانشاد مع قيامه بالأدوار الغنائية الصعبة.

وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية عاد مع محمد الحبيب الى النشاط في جمعية الكوكب التمثيلي وعهد اليه بتكوين الممثلين وتجويد قدراتهم الفنية عبر الالقاء والتمثيل والانشاد، ونتيجة لتمكنه الفني ذاع صيته بين الجمعيات المسرحية اثر انتاج جمعية الكوكب التمثيلي لصاحبها ومؤسسها محمد الحبيب للمسرحية الغنائية «ولادة وابن زيدون» لعبد الرزاق كرباكة وقد أشرف محمد عبد العزيز العقربي على تلحين فصولها والقيام بأهم دور فيها، فأبهر الجمهور بروعة انشاده ومتانة أدائه المسرحي مما رشحه وأهّله لإرساله للدراسة في معهد روني سيمون بفرنسا ونتيجة لتفوقه عيّن لتدريس الإلقاء والتمثيل لطلبة هذا المعهد، ولما عاد من فرنسا شارك يوسف وهبي في بطولة مسرحية «الصغيران» سنة 1950 فتوهّج نجمه في المسرح البلدي بتونس وصفّق الجمهور التونسي طويلا لنجاحه الباهر ولطلاوة وحلاوة صوته الجهوري الشجيّ، وعند بعث مدرسة التمثيل العربي سنة 1951 عينته ادارة المعارف والفنون المستظرفة استاذا في الإلقاء والتمثيل بها الى جانب تكليف حسن الزمرلي بإدارتها وكل من محمد الحبيب وعثمان الكعاك والطاهر قيقة وحمادي الجزيري بخطة التدريس فيها وبعد ثلاث سنوات تخرّج الفوج الاول من طلبتها ومن ضمنهم جميل الجودي وعبد اللطيف الحمروني والرشيد قارة ونور الدين القصباوي.

محمد عبد العزيز العقربي من رموز الحركة المسرحية في تونس فنان يستحق رد الاعتبار وتعريف الاجيال القادمة بانجازاته ومساهمته في تاسيس حركة مسرحية ناقدة للسلطة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115