بعد فوزه بجائزة «العويس للدراسات الأدبية»، الدكتور حمادي صمود لـ «المغرب»: لا أزال طالب علم ومعرفة ...

• أهدي الجائزة إلى العزيزة تونس
لأنه «من القلائل الذين تتوفر في منتجهم المعرفي درجة عالية من العمق والتمحيص، وتأصيل المكتسبات المعرفية الإنسانية في الثقافة العربية»...

كانت جائزة العويس للدراسات الأدبية والنقد(2016 - 2017) من نصيب الدكتور حمّادي صمّود «تقديرا لجهده في إثراء النقد العربي الحديث، وتقديمه أفكارا ومعالجات جديدة في التراث البلاغي العربي...».

تمنح مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية جوائزها مرة كل سنتين إلى المبدعين في حقول الشعر، والقصة والرواية والمسرحية، والدراسات الأدبية والنقدية والدراسات الإنسانية والمستقبلية. وقد تم الإعلان، مؤخرا، عن أسماء الفائزين في الدورة 15 لهذه الجائزة، وهم:شوقي بزيع، وهدى بركات، وعبد الخالق الركابي، وحمادي صمّود، وجورج قرم. وتبلغ قيمة الجائزة لكل صنف من أقسامها 120 ألف دولار أمريكي أي ما يعادل 300 ألف دينار.

تتويج طال انتظاره...
بعد أن فاز بها الكاتب عزالدين المدني (في المسرحية) والمفكر هشام جعيط (في الإسلاميات) والباحث عبد السلام المسدي (الدراسات الأدبية والنقد)، كان الدكتور حمّادي صمّود رابع باحث تونسي يقطف جائزة العويس الثقافية التي يؤكد أصحابها بأنها جائزة «مستقلة ومحايدة لا يخضع منحها لأية تأثيرات أو ضغوطات، ولا تخضع في معايير منحها إلا إلى الجانب الإبداعي دون النظر إلى الاتجاهات السياسية أو المعتقدات الفكرية للمرشحين، كما لا تميّز بين لون أو دين أو جنس».

بعد أن بلغ إجمالي عدد المرشحين لجوائز العويس الثقافية بمختلف حقولها 1662 مرشحا، نجح الباحث التونسي حمّادي صمّود في حصد جائزة الدراسات الأدبية والنقد بعد خوض غمار التنافس مع 263 مرشحا عربيا.

ولم يخف الدكتور حمّادي صمّود في تصريح لـ»المغرب» سعادته البالغة بفوزه بجائزة العويس للدراسات الأدبية والنقد، قائلا: «قد لا تسعني كل عبارات الفرح والغبطة لوصف ما يخالجني من مشاعر السرور والابتهاج لحصولي على هذه الجائزة القيّمة على الصعيد العربي. وقد لا أذيع سرّا إن قلت بأني انتظرت هذا التتويج منذ سنوات بعيدة بعد ترشيحي لهذه الجائزة حتى خلت أني نسيت أمرها ولم أعد أفكر في الموضوع... فكانت المفاجأة السارة بالإعلان عن اسمي كفائز بجائزة الدراسات الأدبية والنقد وإن في هذا التشريف اعتراف بما قدمته من بحث وما بذلته من علم لا يسعني إلا أن أنحني له اعتزازا وفخرا...».

ويضيف الدكتور حمّادي صمّود: «أهدي هذه الجائزة إلى العزيزة تونس خصوصا وأن اسمي انضاف إلى كوكبة من كبار المفكرين في بلادنا ممن سبق لهم الفوز بهذه الجائزة الكبرى وهم الدكتور هشام جعيط والمسرحي عزالدين المدني والناقد عبد السلام المسدي.كما أهدي هذا التتويج إلى جيلي الذي خضت معه مسار محاولة التغيير وحملت معه مشعل التجديد... ومع طلبتي الذين أصبحوا زملائي وأصدقائي أتقاسم هذا التتويج فلولاهم لما كان هذا النجاح. إلى كل هؤلاء الفضل في هذا الفوز لأني بفضلهم اجتهدت، ومن أجلهم ثابرت في الاشتغال على الفكر العربي والموروث الأدبي من أجل النهوض الفكري والعلمي.

بعد 30 سنة «طريقي إلى الحرية» يرى النور
إن غادر الدكتور حمّادي صمّود مدارج التدريس منذ عشر سنوات فإنه لم يتقاعد عن طلب المعرفة ولا يزال متعطشا إلى كل حرف وكل سطر وكل أثر جدير بالتعلم حيث يقول:» يبقى الإنسان طالب علم ما بقيت في جسده الحياة، وكل يوم يمرّ دون قراءة أو كتابة هو بالنسبة لي خسارة لا تعوّض ومضيعة للعمر ...»
 ولأن قلم حمّادي صمّود لا يعرف الخمول أو الخمود، فمنذ أشهر كان صدور كتابه الأخير بعنوان»طريقي إلى الحرية» عن دار محمد علي للنشر. وفي هذا الأثر يتحدّث الدكتور حمادي صمّود عن سيرته وحياته وما عايشه في القرن العشرين من تحوّلات المجتمع التونسي في علاقة بتعميم التعليم وتحرير المرأة...في تقاطع مع الراهن، الآن وهنا...
وإن كان كتاب»طريقي إلى الحرية» بمثابة سيرة ذاتية أم شهادة على العصر يرّد صاحبه حمّادي صمّود موّضحا:»بعيدا عن محدّدات الجنس لا يمكنني أن أسجن كتابي في خانة السيرة الذاتية أو الشهادة و الرواية... قد يكون كل هذا وذاك ولكن ما يمكنني الجزم به هو أن هذا الإصدار لا يتقيّد بموازين أكاديمية بقدر ما هو نابع من الذات الواعية بسياقاتها وممّا اختزنته الذاكرة وأبقت عليه في خزانة الذكرى وخانة التذكر... طيلة 30 سنة وهذا الكتاب يعيش في داخلي ويلح عليّ في الخروج إلى النور ...وأخيرا كان «طريقي إلى الحرية».

ولكونه رجل علم وتعليم، ومن منطلق إفراده حيّزا هاما من كتابه الأخير للحديث في مسألة التعلّم والتعليم كان تعليق الدكتور حمّادي صمّود على مردود المؤسسة التربوية اليوم كما يلي:» إن الحديث الراهن حول المنظومة التعليمية التونسية بكل ما يحمله من سلبـية وتشكيك يحتمل الكثير من المبالغة وسوء النية، فبكل تواضع أعرف مستوى جلّ الجامعات العربية التي قد تتفوّق على تونس على صعيد الإمكانات المادية لكن المستوى التعليمي لدينا يبقى الأفضل ... صحيح أن المؤسسة التربوية تشكو من التراجع والإشكالات العديدة والمعقّدة لكن هذا لا يعني أن تضمحل كل انجازات المدرسة العصرية التي صنعت الأديب والطبيب والمهندس والمحامي ... بين عشيّة وضحاها! قد نحتاج إلى استشارة أهل الاختصاص ورجال ونساء التعليم كي نتوّصل إلى سبل حلّ هذه الإشكالات...ولكن للأسف لا أحد يستشير أصحاب الشأن، فوحده السياسي يحتكر الكلمة اليوم !

حمّادي صمّود في سطور
من مواليد قليبية سنة 1947. حصل على جائزة رئيس الجمهورية عندما أحرز الإجازة في اللغة والآداب العربية سنة 1968 وبعدها حصل على التبريز مع نيل جائزة رئيس الجمهورية في اللغة والآداب العربية سنة 1972.وسنة 1980 حصل على دكتوراه الدولة بأطروحة عنوانها «التفسير البلاغي عند العرب: أسسه وتطوره إلى القرن السادس».
صدرت له عدة مؤلفات بالعربية في البلاغة وفي النقد العربي وفي الخطاب الأدبي وفي الأجناس الأدبية، كما كتب في التراث والحداثة ونشر عدة مقالات بالفرنسية في دائرة المعارف وفي بعض الدوريات المحكّمة.وتولّى ترجمة معجم تحليل الخطاب سنة 2008 والمعجم الموسوعي الجديد في علوم اللغة سنة 2010. وهو عضو بالمجلس العلمي لبيت الحكمة منذ 2012.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115