افتتاح الدورة 37 للمهرجان الدولي للشعر توزر تحلّق عاليا كالنّسر فوق تونس الشمّاء

على مشارف منطقة راس العين، التي اقترنت باسم الشابي وشعر الخلود وبأحد النزل بالجهة، افتتحت صباح أمس الجمعة 24 نوفمبر فعاليات الدورة 37 للمهرجان الدولي للشعر بحضور

عدد هام من الشعراء من القارات الأربع إلى جانب نخبة من المثقفين والمبدعين من أبناء الجهة جميعهم جاؤوا لينشدواشعرا ويكتبوا باحرفهم تراتيل الامل والجمال في مدينة ساحرة هي «توزر».

هذا المهرجان العريق، انطلقت فعالياته، بالنشيد الوطني، ثمّ كلمات الافتتاح، التي استهلها الشاعر ومدير الدورة محمد بوحوش، ثم الكلمة الرسمية لوالي الجهة، وأيضا رئيس الجمعية المنظّمة الشاعر عادل بوعقة، والمندوب الجهوي للشؤون الثقفاية.

وخصّص شريط الفيديو الذي عرض بالمناسبة للترويج لبعض المعالم والمواقع التراثية والتاريخية والسياحية بتوزر، وأيضا تقديم ضيوف المهرجان من شعراء ونقاد وإعلامين، أغرتهم جمالية الإطار المكاني والزماني، حيث تحالفت روعة الفضاء خيمة أحد النزل الراقية بالجهة، مع الطقس الربيعي، لتقديم أروع الصور والمشاهد لعدسات المصورين وشكلت مادة دسمة، لمن يعشق الكلمة، ويتفتن في اقتناص لحظاتها الساحرة والعابرة والتي تزيد في إشراقة مدينة توزر، موطن الشعر والشعراء، والتي تحلّق اليوم وكعادتها في مثل هذه المناسبات، عاليا، كالنسر فوق تونس الشمّاء، وقد تميّز اليوم الافتتاحي بروعة الاستقبال وحسن التنظيم ممّا ساهم في إنجاح الفعاليات التي تواصلت خلال الفترة المسائية بأمسية شعرية كبرى، بمشاركة عدد هام من شعراء تونس والشعراء الضيوف.

وتنتظم هذه الدورة تحت عنوان: الشعر والغموض، ويكتسي هذا المحور أهمية بالغة، في ظل الأطر المشحونة بالتساؤلات حول مستقبل الشعر في تونس، والوطن العربي، وحتى المحيط العالمي ومحمولاته القيمية والجمالية، وشروط قراءته وتأويله في سياق حالة الاستفسار للذات المبدعة بحساسية الشك والاختلاف، والانصات الى العلاقة الخفية بين الجديد الشعري، وبين التحولات التي تغذيه، بمشروعية اللحظة التاريخية، والتعبير عنها، بروح الاستشراف بمحمولاتها الوجودية القادمة، وما أفرزه النظام العالمي الجديد من موجات وتيارات، وطرائق وآليات مستحدثة للكتابة وإنشاء النصوص لا سيما الأدبية منها على اختلافها ببلاغتها وتماسكها الفنّي، في مجتمعات بدت متخلفة عن الحداثة، متزحلقة بقشورها. وسيكون هذا المهرجان العريق، الذي يعدّ أب المهرجانات الشعرية في تونس مناسبة للاحتفاء بالشعر العربي والعالمي، وفتح المجال للحوار الفكري حول محور الدورة، حيث تتعدّد القراءات والنصوص، والمقومات الإبداعية. في محاولة جادة وهادفة، لفتح آفاق أرحب للمهرجان، وتوسيع مداراته واهتمامات بما يليق بجهة الجريد التي انطلقت منها أكبر المشاريع والأسماء والتجارب التي كانت لها إسهامات فاعلة في إثراء المدونة الشعرية العربية والعالمية.

وفي السياق ذاته، فقد تم إعداد ورقة علمية، جاء فيها بالخصوص «يمثّل الغموض في النصّ الأدبي عاملا مهما، للتأثير في الملتقى لما يحمله من مزايا تشحذ عقله، وتدفعه للتفكير والمشاركة الايجابية الفعالة... والغموض هو ما يمنح الفهم من أكثر من طريق، أو تعدّد احتمالات المعنى «كما يحمل مصطلح Figure of Speech « في الانقليزية المعاصرة معنى اللغة المجازية» وهي تعني تلك اللغة التي تمثل المستوى الفني، والجمالي المتصل بالدلالات والرموز المرتبطة بالأعمال الابداعية... أما الابهام فهو أشد من الغموض لعدم وجود هدف يذهب إليه الانسان... وظاهرة الغموض جاءت من أمور منها: الغموض الدلالي، استحالة الصورة الفنية غموض الرمز... هل هي أزمة ثقافية؟ أم هي أزمة لغة؟ أم أنها أزمة تواصل وقطيعة بين الباث والمتلقي، ولهذا وغيره فقد قرّر المهرجان الدولي للشعر تناول الغموض عنوانا للمداخلات العلمية، التي سيتناولها الباحثون جاعلين مداخلاتهم منقسمة إلى قسمين اثنين: القسم الأوّل نظري، أما القسم الثاني فهو تطبيقي، على أثر من آثار شعراء الجريد.
اليوم خلال اليوم الثاني للمهرجان السبت 25 نوفمبر، تكون وجهة المشاركين في المهرجان مدينة تمغزة الساحرة، حيث تنتظم الجلسة العلمية برئاسة الأستاذ الهاشمي بلوزة.

وتتضمن مداخلات:

- الغموض في الشعر الحديث:
الدكتور عثمان بن طالب.

- الطين بين وضوح التشكل وغموض المعنى:

الأستاذة منية العبيدي (جامعة القيروان)

- شهادات عن شعراء الجهة:
الدكتور جلال خشاب (الجزائر)

- شهادة حول تجربة الشاعر الفقيد محمد شكري الميعادي: للأستاذ عبد الله المتقي (المغرب)

ثم مداخلة لممثلي المؤسسة التونسية لحقوق التأليف والحقوق المجاورة وتتواصل بمدينة توزر القراءات الشعرية والزيارات السياحية على غرار مدينة أولاد الهادف الأثرية، ثم تلاوة الفاتحة بروضة الشاعر أبو القاسم الشابي.
وتختتم الفعاليات غدا الأحد 26 نوفمبر بالاعلان عن نتائج المسابقة وتكريم بعض الشعراء وضيوف المهرجان، وتلاوة البيان الختامي والتوصيات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115