مسرحي مغاير ومخالف، احتفال اختتم بتجسيد الدورة الاولى لمهرجان محمد بن عثمان لمسرح الهواة الذي احتضنته مدينة الكاف بعد احتفالات انطلقت من شارع الحبيب بورقيبة.
نصف قرن من الابداع ولد عنه ما يفوق 100عمل مسرحي، شكّل بعضها علامة فارقة في المسرح التونسي، الفرقة انتجت أعمالا على سبيل الذكر «الكريطة» و«عرس الذيب» و»عطشان يا صبايا» و«هاملت» و»طرق عساليج» و«نسور» وغيرها من الاعمال ذات البعد الاجتماعي والسياسي الناقد والساخر.
الخمسينية احتفال انطلق من العاصمة
أسبوع من الاحتفال، أسبوع من التذكير بما قدمته الفرقة الجهوية بالكاف الى المشهد المسرحي التونسي عموما، اسبوع من معانقة الحلم و الابداع المتجدّد والفرقة المسرحية القارة بالكاف بعثت عام 1967 على يد فقيد المسرح المنصف السويسي وهي فرقة نشأت هاوية ثم ذاع صيتها وطنيا وعربيا حيث عرفت كيف تنحت لنفسها مسيرة كبرى من خلال إنتاجها لعديد الأعمال الفنية والمسرحية الرّائدة كما كان لها الفضل في تكوين أجيال من المسرحيين وفي التعريف بهم ومن بينهم البحري الرحالي الذي تحدث عن الفرقة بالقول «إن أهل مدينة الكاف كانوا ينتقلون مع الفرقة المسرحية في حافلات حين تذهب لتعرض إحدى مسرحياتها في مهرجان الحمامات الدولي (الذي يبعد ما يقرب من 240 كيلومترا عن مدينة الكاف)» مضيفا: «أن اقتناء تذكرة للدخول إلى عروض الفرقة المسرحية أصبحت عادة يومية بالنسبة إلى سكان مدينة الكاف وجزء من مصروفهم اليومي على حد تعبيره، وهو ما مكنها من البقاء على قيد الحياة لمدة نصف قرن»..
وقد انطلقت فعاليات هذه الدورة بصفة استثنائية من العاصمة احتفالا بمرور خمسين سنة على تأسيس الفرقة المسرحية القارة بالكاف، حيث احتضنت قاعة «الريو» معرض صور ومعلقات لمسرحيات ولمقالات صحفية مع مطويات حول الفرقة والمركز، إضافة إلى مذكرات تخرّج ودراسات في الغرض، ليعرض إثر ذلك شريط وثائقي حول الفرقة المذكورة (إنتاج ذات المركز) وفي اليوم ذاته احتضن الشارع عرض نوار اللوز وهو عرض موسيقي مسرحي نبع من الذاكرة الشعبية لجهة الكاف وجبالها، ثم عرض مسرحية «قم» من انتاج المركز، ولجمهور العاصمة ايضا كان اللقاء مع العرض الاول لمسرحية برلمان النساء» للمخرج صابر الحامي.
وللاشارة فقد أنتجت الفرقة المسرحية بالكاف نحو مائة عمل مسرحي خلال الخمسين العام الفارطة شكل بعضها علامات فارقة في تاريخ المسرح التونسي، وتوزع هذا الإنتاج المسرحي الضخم بين 46 عملا حين كان اسمها الفرقة المسرحية القارة بالكاف خلال الفترة المتراوحة بين 1967 و1993) و53 عملا مسرحيا حين بات اسمها مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف، وذلك من 1993 إلى 2017.
وأنتجت الفرقة المسرحية بالكاف تحت إدارة المنصف السويسي 24 عملا، وهو الإنتاج الأضخم تحت إشراف مدير واحد، وهي دلالة على عمق تأثير الرجل في هذه الفرقة المسرحية.
ومن بين أهم المسرحيات التي أبدعت الفرقة المسرحية بالكاف في إخراجها للمتفرجين نذكر مسرحية «الهاني بودربالة» التي اقتبسها المنصف السويسي عن موليير (1967) ومسرحية «عطشان يا صبايا» وهي من تأليف الكاتب التونسي سمير العيادي وإخراج المنصف السويسي (1974) علاوة على مسرحية «هاملت» (1971) و»الحلاج» وغيرها من الاعمال التي ظلت عنوانا لنجاح الكاف في انارة المشهد المسرحي التونسي.
الاحتفال ولد مهرجانا جديدا
الاحتفال بخمسينية الفرقة القارة بالكاف لم يقتصر على العروض التنشيطية بالعاصمة ولا على العروض المسرحية بمركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف، وانما ولد من رحمه مهرجان جديد ينضاف لقائمة التظاهرات التي تعيش على وقعها مدينة الفنون الكاف.
واعترافا منه بأهمية مسرح الهواية نظم هذه الأيام مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف بإدارة الأستاذ عماد المديوني الدورة الأولى لمهرجان محمد بن عثمان لمسرح الهواة.
مهرجان تواصل على أربعة ايام، الافتتاح كان يوم 16نوفمبر بقاعة «المنصف السويسي» اين انطلقت المسابقة الرسمية للمهرجان بعرضين لمسرحيتي «توّة زادة» لجمعية الشباب المسرحي بحمام سوسة و»سيّب صالح» للجمعية المسرحية بعقارب، وتخللت ذلك تجليات مسرحية لمسرحيتين من إنتاج الفرقة وهما «نسمة راشومون» قدمتها مريم العكاري و»عطشان يا صبايا» قدمها صابر السبتي.
وبالنسبة لليوم الرابع، فقد تمّ خلاله برمجة ثلاث مسرحيات هاوية في إطار المسابقة وهي «صابرة» لجمعية فرقة بلدية دوز و»شعباطة» لجمعية البحث المسرحي بطبلبة و»مزقرطو» لجمعية ميميزيا للمسرح بتازركة، لتعرض في اليوم الختامي وفي ذات الإطار مسرحيتان وهما «خمسة اللي لحقو بالجرة» لجمعية النهضة التمثيلية ببنزرت و»حماة الحمى» لجمعية أنوار المسرح بفوشانة، لتختتم فعاليات الدورة بالإعلان عن النتائج وبتوزيع الجوائز على الفائزين..