Print this page

عرض الملحمة الشعبية بفضاء أضواء المدينة لا تكافح من أجل النجاح، بل كافح من اجل القيمة

الفن مقاومة، الفن نفس متجدد كما شعلة الاولمب لا تنطفئ مطلقا، الفن اداة للنضال للحفر في صخور الجهل و انشاء لبنات اساسها الحب والامل و الإبداع الفن مقاومة او لا يكون، وفي المزونة ولد فضاء «اضواء المدينة» ليضيء الدروب الابداعية المظلمة، لتشع انواره على احلام الشباب علها تفتح امامهم سبل التميز و الخروج من دائرة اليومي و تنقذهم من العدم

واللّاشيء وتبعث فيهم حب الفن و ممارسته للحياة.

أضواء المدينة يقدم لأبناء المزونة من ولاية سيدي بوزيد تظاهرة عنوانها « الملحمة الشعبية» ملحمة يكون فيها الفن الفارس المغوار و يكون الشباب وأفكارهم سلاح المقاومة، مقاومة الرجعية مقاومة التصحر الثقافي وبناء ثقافة بديلة تنبع من ايمان الشباب بلامركزية الثقافة وضرورة انتاج اعمال فنية لتحقيق الحرية.

الملحمة الشعبية... المزونة ارض للإبداع
مهما كانت تحديات الحياة التي تواجهك .. تذكر دائماً أن تنظر إلى قمة الجبل ، فأنت بهذا ،تتذكر العظمة وتنظر إليها ، تذكر هذا ، ولا تدع مشكلة ما أو أمراً ما ، مهما بدا لك خطيراً أن يحبط من عزيمتك، ولا تدع شيئاً ما ، مهما كان يصرفك عن القمة فهذه الفكرة، هي الوحيدة التي أريدك ألا تتخلى عنها مقولة لالفونسو اورتيس وهي شعار عبد الفتاح الكامل مدير فضاء اضواء المدينة.

الملحمة الشعبية، ملحمة فنية ولدت من ارياف المزونة، هناك في المنازل المترامية، بين الجبال و في الاماكن الجد بعيدة لازال الشيوخ والعجائز يحافظون على الموروث الشعبي فهم وحدهم حراس الذاكرة الشفوية بعيدا عن الاعلام ووسائل التواصل الحديثة تبقى «الخرافة عندهم وسيلة للتواصل و لتذكر بطولات السابقين، ومن باب المحافظة على الموروث الشفوي للمزونة مدينة وريفا ولدت فكرة الملحمة الثقافية، «جبنا ارياف المزونة منزلا منزلا، ومع مكبرات الصوت اخبرناهم ان فضاء اضواء المدينة سيقدم مسابقة لافضل «خرّاف» او حكواتي، وبالفعل تجاوب الشيوخ والعجائز مع الاعلان و توافدوا على الفضاء ليسردوا على الجمهور خرافاتهم» هكذا يتحدث عبد الفتاح الكامل عن فكرة الملحمة الشعبية.

ويضيف محدثنا أنه جاء الى الفضاء 12 «حكواتي» قدموا حكاياتهم طيلة شهر رمضان واختارت لجنة التحكيم المتكونة من اساتذة مسرح وشعراء شعبيين حكاية «صخر ابن مرة» للعم محمد كافضل خرافة، ليبقى الرهان كيف تحول تلك الحكاية الشعبية الى عمل فني يكتسح الشارع، عمل يجمع كل الفنون، بعد تسجيل الحكاية، تم اقامة خمس ورشات وهي ورشة «صنع الاقنعة» و»ورشة فن الممثل» و»ورشة فن المهرّج» و»الكوميديا دي لارتي» و»ورشة الكوريغرافيا» و لمدة ثلاثة اشهر انهمك كل المشاركين في الورشات لصياغة الملحمة التي ستقدم في شوارع المزونة يوم 24نوفمبر الجاري.

«الملحمة الشعبية» ملحمة فنية تحضر فيها كل الفنون، وبالإضافة الى الورشات ستكون الموسيقى أيضا حاضرة، فلكل حكاية موسيقاها وبذلك تكتمل صورة الملحمة التي ستجمع أكثر من 30 شابا وتتوزع على ثلاثة فضاءات، الانطلاق من فضاء أضواء المدينة، الجزء الثاني من الملحمة في الشارع اما المشهد الاخير فيسكون في دار الثقافة بالمزونة ، عمل يكشف ايمان ابناء الجهة بالفن رغم التصحر الثقافي ايمانا بمقولة البير كامو « اكتشفت وانا في عز الشتاء، ان بداخلي حرارة الصيف» .

أضواء المدينة واستقطاب 120شابا في ظرف وجيز
ولد الفضاء ليكون كبيرا يتسع لاحلام الشباب التي لا سقف لها، وجد ليكون حاضنة حقيقية للابداع ويكون سند أبناء المزونة في الحلم، هو الفضاء الاول و الخاص والوحيد في مدينة المزونة من ولاية سيدي بوزيد، فتح ابوابه للحياة يوم 29افريل 2017 بتظاهرة «تل الزعتر»، اشهر قليلة حقق فيها الكثير لصالح شباب المنطقة.
الفضاء اساسا كان مقر التجمع الدستوري الديمقراطي وقد تمكنت الجمعية من الحصول على ترخيص من البلدية لتحويله الى فضاء ثقافي، ومنذ عامين انطلقت اشغال التهيئة والتجهيز والترميم والإصلاح بمجهودات ابناء الجمعية ومن اموالهم الخاصة ومساعدات المواطنين الذين هبوا لنجدة الحلم والوقوف الى جانب الحالمين بمشروعهم.
ومنذ عامين والأشغال قائمة والحلـم يزهر تدريجيا، ذاك الفضــاء المهجور اصبح بفضل ابداعات ابناء الجمعية ورغبة مواطني الجهة فضاء ثقافيا جميلا زينته الالوان والرسومات، ليولد فضاء اضواء للفنون.

هناك في المزونة لا وجود لحركة ثقافية او فضاءات ومهرجانات، شحّ ثقافي تعيشه المدينة وأريافها فالمشرفون على الفضاء انطلقوا في الحلم وهم يرددون مقولة اليزابيث اكرز الين « أنظر..! إننّا نعيش في عالم مليء بالمجاعات، والجفاف ، والحرمان، والألم ،عالم فيه كل أنواع البؤس، والأسى، ولكننا، لا نستطيع أن نموت ، رغم المرض، والتعب ، والوهن، فكل شيء ، يمكن أن يولد من جديد».

وفي ظل أشهر معدودات تمكّن الفضاء من استقطاب 120شابا وشابة، 120 حالما بالابداع ومؤمنا بقيمة الفن في الحياة، الفضاء منذ افتتاحه يقدم لرواده مجموعة من النوادي هي نادي الرسم والموسيقى والمسرح والسينما والشعر والرقص العصري ، ولا يقتصر نشاط النوادي علفى التاطير وانما تشارك في الابداع فكل ناد مطالب بتقديم انتاجه اما لثلاثية او نهاية الموسم الثقافي حتى يكون للفضاء انتاجاته الخالصة مسرحية وموسيقية، ففضاء اضواء المدينة بات منارة ابناء المزونة وربما ارتفاع عدد المشاركين في النوادي كشف مدى ضيق المكان والحاجة الماسة لمزيد توسيعه حتى يتّسع لأحلام شباب المزونة.
أيام قليلة تفصل أبناء المزونة عن الملحمة الشعبية، ملحمة تتحد فيها كل الفنون وتشرع لنوافذ الامل في مدينة بعيدة عن المركز اختار أبناؤها الهامش ليبدعوا وينجحوا.

المشاركة في هذا المقال