مسرحية «برلمان النساء» لصابر الحامي: الصراع على السلطة .. هاجس الجميع

ماذا لو استفاق الرجال صباحا ليجدوا انفسهم بملابس زوجاتهم وفي اماكنهم ايضا؟ كيف يشعر الرجل ان استفاق ليجد انه بات مكلفا بالطبخ والغسيل وانتظار الزوجة حد عودتها من عملها؟ وكيف يشعر حينما تصبح السلطة نسوية بامتياز؟ اسئلة طرحها المخرج صابر الحامي في عمله الجديد «برلمان النساء» إنتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف.

في برلمان النساء تنقلب مفاهيم السلطة، باسم الدستور تسلب السلطة من الرجل لتعطى الى المرأة التي تصبح تحت قبة البرلمان وصاحبة القرار الاول والأخير.

أحداث العمل تدور في مدينة ما، انقلبت الاحداث فيها، اصبح الرجال في محل النسوة، يعيشون الحياة اليومية للنساء فيلبسون لباسهن، يضعون الزينة و يهتمون بشؤون المنزل، اما النسوة فاصبحن سيدات القرار، سيدات المكان باسم الدستور تنقلب الاحداث في تلك المدينة.

في «برلمان النساء» الكثير من النقد يوجهه المخرج صابر الحامي في شكل كوميديا سوداء، حوار بين الممثلين محمد بن سلامة ومعين العيدودي يكشف عن انقلاب سدة في الحكم وكيف يفكر الرجال في النساء عادة، حوار مضحك خلفه الكثير من الرسائل عن انتشار العقلية الذكورية وسيطرتها والنظرة السطحية التي يمارسها البعض من الرجال على النساء، «برلمان النساء» نص جريء فيه الكثير من الالفاظ التي يراها البعض «سوقية» ولكنها زادت النص اضحاكا وجعلت من الضحكة اسئلة تبعث الحيرة، في المتفرج رجلا كان أو امرأة، فإن كان المتفرج ذكرا ستجده يبحث عن جزئبات تفكير المرأة ويسال عن معاناتها اليومية بما في ذلك «الرغبة الملحة في قضاء الحاجات البشرية» فلدقائق نجد احد الممثلين يجسد حالة المرأة حين تشعر بالالام في الشارع، فإذا ما كان المشاهد انثى فسيتعاطف مع الرجل في معاناته المتواصلة لان حمل المرأة جد صعب على الرجال.، صور كاريكاتورية،في تجسيد للألم بطريقة مضحكة، كيفية تحرك الرجال بلباس النساء ومحاولة تقليدهن مضحك ومصير للسؤال ايضا عن قدرة المرأة على مجاراة كل الالام فقط لتبدو جميلة وقوية.

في «برلمان النساء» للعجائز حظهنّ أيضا إذ لهن الحق في قليل من الحب والحنان ايضا ووضعت رئيسة البرلمان قانونا مفاده ان الشباب لا يحق له مضاجعة الشابات الا بعد المرور بالعجائز حتى يشعرن انهن لازلن على قيد الحياة ومرغوب فيهنّ جنسيا، مشهد كاريكاتوري وكانه صورة عن الدولة التي اصبحت فضاء يرتع فيه الكثير من «الفاسدين» الشباب الذين وجب أن يمروا على كبرى العجائز للظفر بهدية افضل، على الركح مزج غريب بين التراجيدي والكوميدي فتضحك حد البكاء وتبكي حد السخرية من نفسك ومن المحيطين بك.

ركح خال من الديكور أجساد الممثلين واصواتهم هي ديكور العرض، فقط بضعة كراسي يحملونها في بعض المشاهد كاشارة الى التنازع على الكراسي والرغبة في الوصولر الى السلطة التي تسكن كل انسان، فقيادة المنزل سلطة و اتخاذ القرارات سلطة اما الدخول الى البرلمان فسلطة تتطلب الكثير من التضحيةومنها التخلي عن القيم احيانا.
في مسرحية «برلمان النساء» تميز أبناء الكاف وأثبتوا انهم جد جريئين على الركح، نص جريء واداء محترف يؤكد قدرتهم على النجاح وتاثيث وتقديم الاضافة للمشهد المسرحي في الكاف.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115