الكوفة الصغرى تحتفي بمائوية أب الرواية التونسية البشير خريّف: احتفاء متميّز بأديب متميّز

العظماء لا يموتون، هم خالدون ابدا، العظماء تخلدهم كتاباتهم وابداعاتهم النابعة من قربهم للمجتمع ونقلهم لهواجس المواطن وخلجات قلب كل شرائح المجتمع، ولانه كان قريبا جدا من هموم المواطن التونسي وكانت له طريقة مميزة في استعمال الدارجة التونسية في كتبه حفظها تاريخ الادب التونسي وبقي اسمه عنوانا لاديب تونسي متميز وان أخذته المنية فقد بقيت

آثاره تشهد انه كان من العظماء.

البشير خريف الملقب بأب الرواية التونسية تحتفي نفطة بمرور 100 سنة على ميلاده، احتفاء يقوم على مجموعة من المداخلات بخصوص كتابات خريف القصصية والروائية والنفس التاريخي في كتاباته التي يعرفها المهتمون بالأدب التونسي على غرار «برق الليل» و «بلارة» و «الدقلة في عراجينها» احتفال في نفطة ايام 17 و18 و19نوفمبر الجاري.

البشير خريف كتب التاريخ في شكل قصة
مائة عام مرت على ذكرى ميلاد البشير خريف ابن الكوفة الصغرى نفطة هناك ولد عام 1917 وفيها تعلم ابجديات الكتابة الاولى، مائة عام مرت على ميلاد اديب كانت له قدرة مميزة على تناول التاريخ قصصيا، البشير خريف ألّف العديد من كتبه فجر الاستقلال، تأثر بموجة الاعتزاز بالذات والانتشاء بالحرية وكتب التاريخ قصصيا، في كتبه تحدث عمن كانوا ابطال الحركة الوطنية المعروفين والمجهولين، من كتبت أسماؤهم ومن نستهم الاحداث جميعهم تذكره البشير خريف وقد تفنن الكاتب في المزاوجة بين الاحداث التاريخية والاحداث القصصية مزاوجة حافظت على الجوانب التاريخية الثابتة واغنتها باحداث خيالية وفرت لها اركان «القص الفني» في «محفظة السمار» نوه باسماء الزعماء الوطنيين مخلدا ذكراهم ومفاخرهم ومساهمتهم في الاستقلال، أما في «برق الليل» فتحدث عن تونس ايام العهد الحفصي ووجه رسالة حضارية عن مدى تسامح الاسلام والمسلمين، وللمرأة حضورها في «بلارة» التي تحدث فيها عن اميرة حفصية كان لها دور قيادي ايضا، فآثار البشير خريّف التاريخيّة جمعت بين الشخصيّات التاريخيّة والخياليّة وتفتّحت على قصص عاطفيّة بطابع إنسانيّ مشرق وأطلّت من زواياها وجوه أبطال خياليّين مثّلوا نماذج لفئات باسلة تجاهلها التاريخ..

وبعد الاستقلال كتب عن المجتمع، وعن المرأة بعد ان افتكت حقوقها وبعد ان زالت السلطة الاستعمارية كتب البشير خريّف روايته حبّك درباني والدقلة في عراجينها عندما أثمرت بذور الوعي وتخلّصت البلاد من الاستعمار وظفرت المرأة بحقوقها وألغيت هياكل الأنظمة القديمة. وكانت ظروف النخوة بتحقيق تلك الانجازات حافزة للبشير خريّف على البحث عن زمنه الضائع واستعادة ماضي جيله الذي استبدّت به العواطف المكتومة وخنقته الهياكل الهرمة وكتمت أنفاسه قبضة المستعمر. وقد وظّف البشير خريّف التقنيات القصصيّة لتحقيق «الصدق الفنّي» في آثاره تحقيقا وصلها بالمنزع الواقعيّ، فاستغلّ الوصف لتصوير البيئة التي تجري فيها الأحداث تصويرا كشف عن واقع المجتمع وأنار أخلاق أفـــراده ونفسيّاتهم، كما تمكّن من جعل لغة الحوار ومضامينه مناسبة لوعي الشخصيّات، دالّة على عقليّاتها وطبائعها.

في نفطة الاحتفاء بمائوية خريف.
مائة عام مرت على ميلاد ابن نفطة، فيها ولد عام 1917 ثم انتقل الى تونس العاصمة عام 1920 إلى حيّ رحبة الغنم بالعاصمة صحبة والديه وإخوته. وبعد أن اختلف إلى كتّاب «سيدي البغدادي» وإلى «مدرسة السّلام» القرآنية التحق سنة 1925 بالمدرسة العربيّة الفرنسيّة الكائنة بنهج دار الجلد فأحرز الشهادة الابتدائيّة سنة 1932. وفي فضاء العائلة جنى البشير خريّف منذ فجر شبابه ثمار الأدب العربي القديم والحديث وحفظ بعض عيون الشعر العربيّ.

البشير خريف اتصل مع أبي القاسم الشابي ومحمد البشروش وعلي الدوعاجي ومحمد صالح المهيدي وانضم الى نوادي الصحافة والادب ومن هناك ولدت كتاباته الاولى «ليلة الوطية» في جريدة الدستور التي أصدرها شقيقه مصطفى خريف، وبمناسبة المائوية تنظم وزارة الشؤون الثقافية احتفالا يكون مناسبة للتذكير بكتابات خريف ومساهمته في الحركة الادبية التونسية ايام 17 و18 و19 نوفمبر الجاري.

وتخصّص أولى الجلسات يوم 17 نوفمبر لثلاث مداخلات هي « أدب البشير خريّف ومستويات التلقي» لفوزي الزمرلي، و«في خصوصيات تجربة خريّف السردية» لمحمد الصالح بن عمر و «البشير خريّف بين المكان الأول والمكان الثاني» لحسونة المصباحي، .فيما تتناول جليلة الطريطر مسألة المرجعي في المتخيل الروائي «افلاس أو حبك درباني» للبشير خريف أنموذجا.

وضمن مداخلات اليوم الثاني (18 نوفمبر) يقترح عمر حفيظ مداخلة بعنوان «البشير خريف في عيون النقاد».

وتختتم سلسلة هذه الندوات يوم 19 نوفمبر مع مصطفى الكيلاني الذي يخوض في فلسفة المروي في « الدقلة في عراجينها» للبشير خريّف «دوال الحرية ومدلولاتها»، ليقترح إثر ذلك محمد آيت ميهوب تحليلا لقصة «المروّض والثور»، فيما تقدّم سعدية بن سالم مداخلة بعنوان «خريّف مؤرخا من خلال رواية بلاّرة».
في نفطة سيحتفون بمن لقّب بأب الرواية التونسية واقتلع الاعتراف بهذا الصنف الأدبي عربيا وعالميا، ووقّع لبصمة قصصية أخّاذة بفضل التصاق قلمه بالواقع وقدرته الفائقة على محاكاته بأسلوب قصصي شيّق..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115