في اختتام الدورة 4 لمهرجان دوز الدولي للشعر أدب وشعر وتنويه بالمشاركة النسائية المكثفة...

اختتمت الأحد 5 نوفمبر 2017 فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان دوز الدولي للشعر الشعبي ، دورة الراحل العيدي بلغيث والتي نظمتها هيئة المهرجان بدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية وذلك بدار الثقافة محمد المرزوقي.

فقرات اليوم الختامي أدارها المبدع محمد بالحاج والشاعر بوبكر البغدادي وكانت متنوعة من خلال جمعها بين الأدب والشعر والغناء ،فضلا عن حضور جمهور كبير من مريدي الشعر الشعبي وهم كُثر بدوز، والثقافة عموما والشعراء المشاركين في المسابقة الذين انصب تفكيرهم في من سيكون فارس هذه المسابقة الدولية بمشاركة فطاحلة الشعر الشعبي من تونس ومصر والاردن والعراق والجزائر.. المحطة الأولى كانت أدبية بامتياز حيث انعقدت ندوة نظمتها إدارة المهرجان بالتعاون مع جمعية البديل الثقافي حول الباحث في الأدب الشعبي الراحل محمد العيدي بلغيث لتؤكد انفتاح التظاهرة حول مناشط متعددة في الرسم والإلقاء والمسابقات والمسرح والموسيقى  والمعارض ..علما وان مغادرة بلغيث  المشهد الثقافي كانت خلال شهر ماي المنقضي وخلف رحيله فراغا كبيرا.

ندوة حول بلغيث العيدي
غاصت الندوة في القيمة الثقافية والإبداعية للمُحتفى به و انطلقت بسيرة استرجاعية ثرية قدمها الأستاذ الشريف بن محمد فأضاء مراحل من العمل الدؤوب والثقافة العميقة والتوثيق الدقيق للفقيد وعرَّج على سيرة بلغيث وخصاله وسماته ،كما جمعت القراءة التأريخية والبعد الإنساني العاطفي وهو ما تجلى في مقدمة كلامه فقد بيَّن أن علاقته بالفقيد ستلقي بظلالها على البحث في إضافته الثرية والمهمة وعرض بن محمد في آخر مداخلته تسجيلات نادرة تبين سعة محفوظ سي العيدي بلغيث وإشاراته النقدية الصائبة ..أما مداخلة الباحث في الأدب الشعبي الأستاذ بلقاسم بن جابر فقد كانت الورقة العلمية البحثية التي اراد صاحبها بيان أهمية المبحث النقدي للراحل  من خلال كتابه الوحيد «الرحلة في الشعر الشعبي»

الذي قال الباحث انه الكتاب الاول في النقد التخصصي للشعر الشعبي التونسي الذي تجاوز مرحلة الكتب التأسيسية والتوثيقية اذا استثنينا كتاب الاديب محمد المرزوقي «ملاك شاعر الحكمة» وبين الأستاذ بن جابر أن غرض الضحضاح الذي أطلق عليه العيدي بلغيث اسم «شعر الرحلة» متجاوز الاستاذين محمد المرزوقي ومحي الدين خريف (الاول سماه شعر الطريق والثاني شعر السراب) غرض صعب ومتوعّر روّضه بلغيث وصنفه الى اربعة انواع الرحلة الخيالية والرحلة الرمزية والرحلة الواقعية والضحضاح الخادع وهو ما راه الباحث بن جابر رؤية دقيقة وصائبة وقعت على أهم أنواع «شعر الرحلة « ورأى بن جابر أن إضافة الراحل لم تتم في مستوى التسميات والاصطلاحات والحدود فحسب بل امتدت الى التحليل والدراسة والشرح وضبط الأوزان ،وقد عدل بن جابر في هذه النقطة بعض ما رآه تعميما او مجانبة للوزن الفعلي واتى بامثلة من كتاب الرحلة) وتطرق الى قضية الفنيات والأساليب في أدب الرحلة في الشعر الشعبي والى قضية اللغة والمصطلح والمعارضات ولكنه أكد على القيمة «الاتنولوجية» للكتاب الذي وضع قاموسا دقيقا للعامية التونسية الواردة في أشعار الضحضاح وخلص الباحث بلقاسم بن جابر إلى أن العيدي بلغيث يرتقي بعمله الى رتبة علمية ونقدية يحاذي فيها أساتذة الشعر الشعبي التونسي ويتميَّز باطلاعه الواسع ومحفوظه الجمَّ الذي مكنه من مواصلة عمل الجهبذ سي محمد المرزوقي..

المداخلة الموالية أمنها حسن مبارك العيدي وكانت شهادة حول بلغيث الذي اعتبره مرجعا للادب الشعبي  مع امتلاكه لصفات مميزة لعل أهمها حبه وغيرته على تراث وثقافة الجهة ، في حين وضع الكاتب والباحث جلال الشعينبي مداخلته تحت عنوان « العيدي بلغيث دارسا ومحققا للشعر الشعبي « وبين فيها ان الراحل كان علما من اعلام تونس البارزين دعم مدونة الشعر الشعبي بعديد الدراسات القيمة التي تعد من أهم المراجع في هذا المجال مضيفا انه  كرس جهده من اجل ان  يكتسب الشعر الشعبي المكانة اللائقة به فجمع و حقق ودقق و صنف  حتى اصبح من يعرفه لا يفصل حياته عن هذا الفن الذي تعلق به و صار له عاشقا وراويا ودارسا وأكد الشعينبي ان العيدي بلغيث كان مخلصا للشعر الشعبي وصاحب فكر ومشروع و مواقف جريئة أمد الدارسين والمهتمين بالعديد من النصوص والأفكار والمراجع ..واثر نقاش عميق جال في مختلف الجوانب الشخصية والعلمية للراحل العيدي بلغيث ، كان الموعد مع عديد المداخلات الشعرية تغنت خاصة بدوز والصحراء وحيت تونس،  أمنتها نخبة من الشعراء الشعبيين التونسيين والعرب على غرار أيوب بن مسعود ، الشاعر العراقي هلال الشمري، البشير عبد العظيم،محمد ضو بن عمر ،محمد بوكراع ،الأردني شوكت البطوش.

تقرير لجنة التحكيم
تقرير لجنة التحكيم  والذي تﻻه عضو اللجنة  شهاب بن عمر تضمن خاصة  شكر كل المساهمين في انحاح التظاهرة من ادارة و الشعراء العرب الذين وضعوا فيها من سحرهم وعشقهم الشيء الكثير مع التاكيد على اعتماد مقاييس واضحة حتى ﻻيظلم نص ورغم عسر تناول الموضوع «الندم» فذلك لم يمنع من حسن التخلص ومهارة الصور في عديد القصائد كما ثمن التقرير المشاركة النسائية المكثفة في هذه الدورة ودعا لتكريمهن... وقد آلت الجائزة الرابعة للشاعر ايوب لسود في حين تحصل الشاعر محمد بوكراع على الجائزة الثالثة اما الجائزة الثانية فكانت من نصيب الشاعر البشير عبد العظيم والجائزة اﻻولى ﻻبن القيروان الشاعر حابر المطيري وقصيدة تمحورت حول اﻻنتخابات وندم  ﻻحق على المشاركة فيها من خلفية سياسية...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115