في افتتاح مهرجان دوز الدولي للشعر الشعبي عودة إلى بيئة الصحراء مع فطاحلة الشعر الشعبي

وسط حضور جمهور مكثف عاشق للشعر الشعبي ، انطلقت مساء أمس الاول الخميس 02 نوفمبر 2017 بدار الثقافة محمد المرزوقي وباشراف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ،فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان دوز الدولي للشعر الشعبي ، دورة الراحل العيدي بلغيث والتي تنظمها هيئة المهرجان بدعم من مندوبيتي الشؤون الثقافية والسياحة وتتواصل إلى 5 نوفمبر 2017.

تظاهرة تأتي لتؤكد زخما ثقافيا استثنائيا شهدته بوابة الصحراء دوز ،هذه السنة وتتواصل الى نهاية شهر ديسمبر من خلال عديد المهرجانات في مختلف مجالات الإبداع ،فضلا عن إصدارات غزيرة لابناء الجهة في الادب والشعر لعل آخرها الديوان الشعري «تراتيل وجد» للشاعر زبير بالطيب ..فكرة مهرجان الشعر كان ضرورة باعتبار أن في كل بيت مرزوقي حافظ للشعر او قائل له..جهة ترعرع أبناؤها وبناتها ايضا، على قول الشعر الشعبي لطبيعة  وجمالية المكان الصحراوية والبدوية ، الجمل ، الفرس، الواحة.. لهذا عودة الروح للتظاهرة هذه السنة بعد توقف قصير ،شكل ضرورة لابناء الجهة ودفع بالعديد من الغيورين على الشعر الشعبي والثقافة عموما بدوز بالاضافة لمندوبية الشؤون الثقافية بقبلي لعقد هذه الدورة  ..

اشراف وزير الشؤون الثقافية على حفل الافتتاح- بعد أن تجملت قاعة العرض انطلاقا من خصوصيات الجهة التراثية والتقليدية -لم يقتصر على الجانب البروتوكولي بل كان دافعا قويا بعد فك شفرة انعدام الموارد المالية خلال جلسة عقدها ليلة الاربعاء باحد الفضاءات السياحية بالجهة ،والتي كادت تعصف بهذه الدورة ، أما عن فقرات الافتتاح فكانت حبلى بفقرات متنوعة  انطلقت بمعارض ثقافية اهتمت بمؤلفات الفقيد محمد المرزوقي ،معرض شعراء في الذاكرة، معرض قصائد مغاربية، معرض قصائد بعيون تشكيلية ومعرض الخط العربي من إنتاج دار الشباب ابراهيم بن عمر بدوز ..ليكون الموعد مع الافتتاح الرسمي حيث رحب بعد دقيقة صمت ترحّما على روح شهيد المؤسسة الامنية ،مدير الدورة الاستاذ عز الدين بالطيب بالحضور مثمنا اشراف الوزير على هذه التظاهرة ودعمها ،كما رحب وقدم الشعراء الضيوف الذين يقارب عددهم الثﻻثين من تونس ومن الدول العربية على غرار الجزائر ومصر والأردن والعراق والسعودية..هذا وعبر الوزير في كلمته عن سعادته بالحضور مجددا بدوز التي تختزل فعلا ثقافيا هادفا وثراء المخزون التاريخي والحضاري للجهة ،وفي باب

ثقافة الاعتراف تم تكريم عديد الشخصيات في الشعر والأدب والاعلام على غرار عائلة المرحوم محمد العيدي بلغيث ،عائلة الشاعر الراحل احمد بن سالم البرغوثي، عائلة المرحوم سالم بوخف، الدكتور رياض المرزوقي ،الأساتذة احمد حرزالله وصالح المليتي وصالح بيزيد والشاعر الجزائري توفيق ومان..الموسيقى كانت حاضرة في اﻻفتتاح من خلال كورال معهد زرياب بدوز تحت ادارة الفنان الحبيب مدس واغاني ذات طابع تراثي على غرار «والله نحبك» و «على الله» كذلك قصيدة بعنوان «ارسم ولدي» للشاعر ايوب لسود القاها تحت تشجيع المتابعين ،حفيد الشاعر الكبير علي لسود المرزوقي «ارسم ولدي» بالاضافة لمقطع مسرحي في شكل حوار شعري شعبي رصد رؤيتين متناقضتين للمرأة..
أما عن المداخلات الشعرية فراوحت بين قصائد لضيوف الدورة على غرار الشاعر الليبي الكبير معاوية الصويعي  و قصائد في إطار المسابقة الشعرية حول موضوع «النّدم» لعديد الشعراء من تونس والبلدان العربية نذكر من بينهم عادل الجبراني، الجزائرية وهية بن بسكري ، الليبية فطومة عز الدين البحوري ، محمد بن ضو ..علما وان لجنة التحكيم مشكلة من اﻻساتذة صالح المليتي كرئيس وشهاب بن عمر ومحمد الجزيراوي كأعضاء..

سهرة بين المسرح والشعر الشعبي
في الجزء الاول من السهرة كان الموعد بدار الثقافة محمد المرزوقي مع آخر عمل مسرحي لفرقة بلدية دوز للتمثيل تحت عنوان «صابرة» من إخراج الفنان مكرم السنهوري، اشعار الشاعر الناصر بنعون ،سينوغرافيا الفنان التشكيلي شرف الدين بنعلي ،موسيقى الحبيب مدّس وإدارة إنتاج الفنان منصور الصغير..مسرحية لقيت اعجابا كبيرا  خاصة من ضيوف المهرجان لا فقط في مستوى المضمون والجانب الفني بل ايضا لتقاطعها مع طبيعة التظاهرة باعتبار ان النص  المسرحي كان ملحمة شعرية ..اما الجزء الثاني من السهرة فكان بفضاء خاص في محيط سوق دوز للصناعات التقليدية وحديث عن الشعر الشعبي وتنوعه عربيا بين الشعبي والعامي والزجل ،كذلك مداخلات شعرية تعددت اغراضها ومواضيعها..
وعودة لزيارة وزيرالشؤون  الثقافية محمد زين العابدين  ، فقد كان له لقاء اول بهيئة مهرجان دورة تونس الثانية لسباقات المهاري الهجن الذي سينعقد  يومي02 و03 ديسمبر 2017 بدوز حيث قدمت الهيئة فلسفة المهرجان ومشروع برنامج الدورة الجديدة خاصة في بعده الثقافي،  اما الوزير فثمّن  القيمة الرمزية والتاريخية والاجتماعية لهذه التظاهرة ودورها في

إحياء ثقافة المخيال العربي.. هذا وأكد مدير المهرجان أحمد عبد المولى لـ «المغرب» ان الجلسة كانت متميزة ومثمرة حيث انبهر الوزير باهداف التظاهرة في مختلف ابعادها ، كما وعد بدعم هذه الدورة ماديا وفنيا من خلال الترفيع في الميزانية المرصودة للمهرجان، مع الحرص على الحفاظ على هذه الثقافة الصحراوية والسعي إلى تصديرها مغاربيا وعربيا وعالميا من خلال العمل على توقيع إتفاقيات واستضافة كل من له شأن بهذا القطاع من تونس ومن الخارج حتى يكون لهذا الحدث قيمة وطنية ودولية ..لقاء ثاني للوزير كان مع  هيئة الدورة الخمسين لمهرجان الصحراء بدوز وتم التاكيد على تطوير هذه التظاهرة العالمية باعتبارها منطلقا لتنشيط السياحة الداخلية ...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115