«نحن هنا» في مهرجان الفيلم القصير بالكاف «نحن هنا» لترسيخ ثقافة الحياة وبناء جيل يؤمن بأهمّية الفنون

يسعون لرسم الفرحة عند الأطفال ويرغبون دائما في اكتساح كل المؤسسات التربوية لنشر ثقافة الحوار و الفنون، يعملون على ايصال الفن للطفل التونسي اينما كان خاصة لأطفال المناطق البعيدة التي حرمتهم الجغرافيا من مؤسسات ثقافية، هم جمعية «فني رغما عني» التي قدمت برنامج «نحن هنا» ضمن فعاليات مهرجان الفيلم القصير بالكاف.

«نحن هنا» عنوان للحلم بواقع افضل، عنوان لتمتع الطفل بالحق في الفنون والحلم دون خوف، نحن هنا لترسيخ حب الحياة عند صغار تونس، نحن هنا وفر لاطفال سيدي منصور و البرنوصة ودشرة مقرة وبحيرة مقرة ودشرة السمانة اسبوع من الورشات المفتوحة، ورشات في الموسيقى والمسرح والغرافيتي لأطفال حرمتهم الجغرافيا من حقهم في الفنون.

نحن هنا..وهنا لرسم ضحكة صادقة
للاطفال حقهم في الابداع، هناك في ارياف الكاف حمل ابناء فني رغما عني الكثير من الاحلام الى اطفال عطشى للابداع، حملوا معهم الموسيقى والرسم ليشعر اولئك الصغار انهم جزء من هذا الوطن ولهم الحق في التمتع بالفنون، فكثيرٌ منّا يرغب في تغيير الواقع الذي نعيشه والذي يحرم نسبة كبيرة من المواطنين من احتياجاتهم الأساسية ليس فقط في الحقل الثقافي ولكن في كثيرٍ من الأحياء المأزومة. ولن يتأتى تغيير هذا الواقع إلا بالعمل سويا من أجل مقاومة كل أشكال الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان خاصة في المناطق الريفية و من هنا نحن نؤمن أنه أمام استنفاذ القنوات التقليدية للتحسيس والخطاب ومساعدة الفئات الهشّة التي تعاني من الأحوال المعيشية الصعبة فالفن يمكن استخدامه كأداة للحفاظ على الذاكرة على حد تعبير سيف الدين الجلاصي رئيس جمعية «فني رغما عني»، فالفن بإمكانه الإستجابة لضرورة التحسيس بمفاهيم المواطنة و محاولة فتح آفاق جديدة خاصة للشباب اليافع كما تتيح مقاربة التدخل الثقافي من اجل إصلاح المنظومة التربوية طرح المسألة بطريقة مبتكرة تجعل المتقبل يؤمن بأن الفن له دور أساسي من أجل المناصرة و التغيير ، وفي هذا الاطار كان لقاء ابناء الجمعية مع اطفال ارياف مدينة الكاف.

لابناء القرى الريفية و«الدشر» المنقطعة عن المدينة، تنقل سيف الدين الجلاصي وعزيز عياري واميمة صمّود ووائل عمار وعاطف حمداني ولسعد بروطة وخليل دريدي وحملوا الالوان ليرسموا على الجدان الصامتة ويوقظوها من سباتها، الوان مختلفة لنشر البهجة عند الاطفال الصغار ضمن برنامج «نحن هنا» وكان اللقاء في منطقة سيدي منصور، دشرة السمانة وبحيرة مڤرة، حومة الرابطة وبرنوصة وبحيرة مڤرة ، لمدة أسبوع حطت الجمعية الرحال بين الاطفال حاملين معهم الرقص والموسيقى والمسرح سعيا الى توظيف الفن ليكون اداة ووسيلة للدفاع عن الحقوق وللتعبير الحر.

تحت هنا...مشروع لنشر ثقافة المقاومة بالفن
نحن هنا لنشر ثقافة الحياة، نحن هنا مشروع ثقافي انطلق منذ عامين والهدف منه اكتساح المؤسسات التربوية ثقافيا، البداية كانت من دوار هيشر للتواصل رحلة المشروع والمشرفين عليه حد انجاز ما يفوق 18قاعة لممارسة النشاط الثقافي في المدارس والمعاهد، وعن المشروع يقول سيف الدين الجلاصي.
«نحن هنا» ليس مشروعا تحدّده عوامل مكانية و زمنية ، نحن هنا هو برنامج موسّع يفتح ذراعيه على محاور اساسية عل غرار التكوين والتدريب والتزويق والتأثيث والانتاج والتوزيع والتحسيس والتوعية واتاحة الفرص لدخول المواهب الصاعدة لمجال الاحتراف و المهنية».
ويضيف محدثنا فالبرنامج هو جسر بين الفنون والمواطنة ضمن فعاليات مشروعها الذي يساهم في برنامج إصلاح المنظومة التربوية ومناهضة كل أشكال العنف المدرسي والتطرف العنيف .

وفي هذا الاطار تواصل جمعية «فني رغما عني» مبادرتها بهدف تشييد اكبر عدد ممكن من المساحات التي تعنى بالنشاط الثقافي و الفني في الوسط التربوي ( مدارس ابتدائية ، إعدادية ، معاهد ثانوية ) و إحياء المبادرات لمنح الفرصة للتلاميذ من اجل التمتع بحقهم و الدفاع عنه وذلك عبر تنمية حس المواطنة لديهم والإيمان بوطن يتمتع فيه جميع الناس بحقوق وضرورة الالتزام بالواجبات وذلك من خلال تجهيز قاعة في كل مؤسسة تربوية خاصة بالنشاط الثقافي إضافة إلى متابعة سير الأنشطة والورشات التكوينية .

ويمكن الاشارة الى ان جمعية «فني رغما عني» قد أشرفت منذ 2015 إلى حد ألان على تأسيس 18 مساحة ثقافية في مختلف ولايات الجمهورية منها منوبة وتونس وبن عروس وبولعابة وحيدرة (القصرين) ونابل وتعتزم افتتاح المساحة العشرين (20) قبل نهاية 2017 وتحمل اسم الفنان الشاب «عدنان المدب» الذي سقط على ركح حمام الاغزاز وهو بصدد التحضيرات الاخيرة لمهرجان سينمائي، وستحمل القاعة اسم المناضل الشرس على حقوق ابناء الارياف في السينما، كما سيتم تخصيص الفضاءات القادمة للمناطق الريفية و الحدودية التي تعاني من التصحر الثقافي والوضع الاجتماعي والأمني المتدهور.

ويساهم برنامج «نحن هنا» في تحقيق مفهوم الاغاثة عبر الفنون، الإغاثة من الفقر ومن الركود الذهني و الحرمان التنموي و الاغاثة من العنف والتطرف من خلال العمل مع الأطفال والمراهقين اليافعين فتلك هي الايادي التي ستمسك بتونس يوما ما، هي التي يحيون فيها روح الأمل والإرادة وحب هذا الوطن ، هي الاجيال التي سيعلمونها الرقص والعزف و الرسم على جدران المدينة، هي التي ستغني لتونس وهي نفسها الشبيبة التي يحلم مشروع نحن هنا بتكوينها وتجنيدها لنشر خطاب المحبة في كل مكان لهذا هم يتواجدون في المدارس ، في الكليات و المعاهد، لذلك ينشرون ثقافة حب الحياة بين ربوع ارياف هذه الارض .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115