ببيت الحكمة: محاضرة حول فلسطين الشهيدة ...

هل فلسطين شهيدة أم هي مجرّد جريحة؟ كيف أسهم حق الاعتراض (الفيتو) في تعميق الجراح الفلسطينية؟ هل أصبح وعد بلفور حقيقة أبدية؟ هل توهب حريات الشّعوب بقرارات الهيئات والمنظّمات؟ أم هي الحقوق التي تستوجب معركة الاقتلاع؟ أيّ معنى لمقولة حق الشّعب في تقرير المصير أمام جرائم خمسين سنة من الاحتلال؟

انتظم في هذا الإطار يوم الخميس 12 أكتوبر لقاء فكريا بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة»، قدّم خلاله الديبلوماسي أحمد ونيّس محاضرة بعنوان «فلسطين الشهيدة 50 عاما من الاحتلال، 42 فيتو».
افتتح اللّقاء الدكتور عبد المجيد الشرفي بملاحظة حول عبارة فلسطين الشهيدة حيث رفض رئيس المجمع مقولة «فلسطين الجريحة» لأنّها قضية متجدّدة فلا يمكن لقوانين حق الاعتراض (الفيتو) أن تقبرها وإن تخطّت الأربعين، ثم تناول المحاضر في لقاء أشرفت عليه الأستاذة منيرة شابوتو الرمادي المشدّدة على عبارة الشهيدة - مسيرة نصف قرن من الاضطهاد والتعسّف على الشّعب الفلسطيني والقوانين والمواثيق الدولية لعلل متعدّدة، أهمّها غطاء الفيتو الأمريكي الذي يوفّر الحماية كلّما قدّمت مشاريع القوانين الداعية إلى احترام الذّوات الإنسانية وسيادة الشّعوب . ألم تنعم إسرائيل بكرم الفيتو الأمريكي منذ 24 أكتوبر 1945 أي منذ تاريخ نشأة الأمم المتحدة؟ لقد جاد العطاء الأمريكي بما يفوق الأربعين فيتو لصالح إسرائيل ضد المنطقة العربية، وبما يتجاوز الثلاثين وتحديدا 31 ضد القضية الفلسطينية .

استخدم الفيتو وفقا للأستاذ أحمد ونيّس كلّما قدّمت مشاريع قوانين تدين الممارسات الإسرائيلية في المنطقة العربية مركّزا أساسا على القضية الفلسطينية، ومن أبرز هذه المشاريع تلك التي تتعلّق بحق الشعب الفلسطيني في «ممارسة حق تقرير المصير» والمفاوضات التي يتمتّع «فيها الجانب الفلسطيني بنفس حقوق الدولة العضو في الأمم المتحدة» إلى جانب عديد المشاريع الداعية إلى «وقف عمليات الاستيطان» و«عودة اللاجئين» و«حماية المقدّسات» و«احترام المدنيين» الخ...

تخضع السياسة الإسرائيلية إلى «لوبي استعماري» و «مجموعات ضاغطة» لا تسمح حسب المحاضر بمنطق الحوار والمفاوضات من أجل حل القضية الفلسطينية وحجّته في ذلك موقف أحزاب اليمين المتشدّدة من «رابين» لمجرّد قبوله بالمفاوضات مع الجانب العربي عموما والفلسطيني خصوصا، ألم يغتال الرصاص اليهودي «إسحاق رابين» عقابا له عن اتفاق أوسلو 1993؟ لكن الرصاص الذي يمكن أن يغتال الأفراد لن يغتال قضايا الشّعوب والأمم ولن يخرس صوت الحق، فالحريات لا توهب ولا تنتظر كرم المانحين، بل تفتك وفلسطين ليست شهيدة وإنّما هي الجريحة وجراحها ستندمل و إن طالت المسيرة لأن إكسير أطباء الحضارة أقوى من أي طاعون.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115