المسرحي وليد الخضراوي يوجه نداء استغاثة الى وزير الثقافة: قاعة سينما الشعانبي من حقنا واحتجاجنا ثقافي

يعملون في صمت وأنين دفعتهم البيروقراطية الادارية الى انجاز «البرايف» في فضاء تنقصه كل معدات العمل، في قاعة سينما الشعانبي تلك القاعة التي افتكها وليد الخضراوي في شهر مارس هناك يتمرنون يوميا لتقديم ثلاثة عروض فنية كنوع من الاحتجاج على سياسة اللامبالاة التي تنتهجها بلدية القصرين امام مطلبهم في الحصول على عقد كراء قاعة سينما

الشعانبي لتعود الى الحياة بعد 20عاما من الغلق، يعملون ويحلمون بترسيخ ثقافة المسرح والسينما في القصرين، ينجزون مادة ثقافية علها تمنع اطفال المنطقة من خطر الدمغجة والارهاب.
يستعد المركز الدولي للفنون المعاصرة بالقصرين بإدارة المسرحي وليد الخضراوي لتقديم ثلاثة انتاجات فنّية جديدة خلال منتصف شهر أكتوبر الحالي تتمثّل في مسرحيّة بعنوان «بلوك 74» وأخرى للأطفال بعنوان «القبّرة والفيل « مقتبسة من كتاب كليلة و دمنة لعبد الله بن المقفّع فضلا عن فيلم وثائقي قصير عن مماطلة الادارة لهم، اعمال قال عنها الخضراوي انها شكل احتجاجي ضد بيروقراطية الادارة التي لا تسمع نداءاتهم المتواصلة.

هل سيتحرك المسؤولون وينجزون ما وعدوا به؟
«نحن نعمل ونحتج بالعمل، الثقافة والفعل المسرحي زادنا وسلاحنا، لم نطلب منة من أحد فقط نطالب بحقنا» هكذا علق المسرحي وليد الخضراوي على تمارينهم في قاعة لم تجهّز بعد، في شهر مارس استطاع الخضراوي ومجموعة من المسرحيين الدخول الى قاعة سينما الشعانبي ومن هناك انطلق حلم العمل في تلك القاعة وإرجاعها الى صبغتها الثقافية الحقيقية، وزير الشؤون الثقافية زار القصرين مرتين وفي تدشينه لمدينة الفنون بالقصرين وعد الخضراوي بدعم مشروع قاعة سينما الشعانبي ولكن التعطيلات الادارية لازالت تخنقهم في القصرين ولا زالت «البلدية والولاية يعملان بسياسة اللامبلاة» على حد تعبير الخضراوي.
هناك في القصرين، يحلمون بانجاز الفعل الثقافي البديل، هناك يحاول وليد الخضراوي وثلة من مبدعي القصرين تجسيد حقهم في الفعل الثقافي وتجسيد فكرة اللامكزية رغم الصعوبات، « انا اطالب بحقي في قاعة سينما الشعانبي، لن اتراجع، سافتكّ القاعة بقوة الثقافة، نحن نبدع وقاعة سينما الشعانبي ممن حق المبدعين» هكذا تحدث الخضراوي عن تمسكه بحقه وأبناء القصرين في استعادة قاعة السينما للحياة ووجه محدثنا نداء استغاثة الى وزير الثقافة ورئاسة الحكومة للتدخل لتسريع الاجراءات الادارية كي ينطلقوا في انجاز اعمالهم فالقاعة لشباب القصرين، للمبدعين، فلم تصمّ بلدية القصرين اذانها عن مطالبنا؟

مسرحيّة «بلوك 74».. «بلوكاج» عن المسرح والسينما»
المسرح فعل او لا يكون، وفي القصرين اختار المسرحي وليد الخضراوي المسرح للاحتجاج، اختار العمل ليحتج ويعبر عن حق مدينته وأبنائها في الثقافة، هناك يحتجون في شكل «برايف» يومية على مسرحية جديدة اسمها «بلوك 74» وللاسم رمزيته، فبلوك متاتية من الكلمة الفرنسية blocage، و الرقم 4 يحيل الفن الرابع «المسرح» ورقم7 يحيل الى الفن السابع «السينما» ليكون المقصد هو بلوكاج الادارة على المسرح والسينما.

«بلوك 74» هي مسرحيّة تجمع الرقص والمسرح عن فكرة وسيناريو
للمسرحيّين وليد الخضراوي و سامي الذيبي اللذين خيّرا أن تكون لغة الجسد هي الحاملة للخطاب المسرحي وهي تجربة يعمل عليها الخضراوي منذ سنوات اذ يترك للجسد حرية كتابة ملحمته،مسرحية تقوم على الثنائيات «الفقير والغني» ، الطبيب والمريض، الخائن والموالي للوطن، الصادق والانتهازي، مسرحية يصبح فيها الطبيب مريضا والمريض هو الطبيب، المستشفى هو «تونس» و الاطباء هم «السياسيين» والمرضى «الشعب».
ويشارك في العمل ثلة من مسرحيي القصرين وهم كل من عباب الاطلس الحنديري و زينة مساهلي و صالح ظاهري و حاتم مغربي و ياسين الحمزاوي، ومن قفصة ايمان مماش وحمد السعيدي بتوظيب ركحي لوليد الخضراوي وكوريغرافيا وليد القصوري.
تقدم «بلوك 74» التي تم إحداثها في مستشفى للأمراض النفسيّة، قصّة طبيب وزوجته الطبيبة يقضيان أغلب أوقاتهما في خدمة المرضى على حساب نفسيهما، وهو ما يخلق لديهما حالة من القلق و التوتّر في علاقتهما ويقرّران الإلتجاء للمرضى للبوح بمشاكلهما النفسيّة بطريقة حميميّة لتنقلب بذلك الأدوار فيتحوّل الطبيب إلى مريض ويصبح المريض طبيبا ويكون العمل بذلك مسرحي سياسي اجتماعي يسلط الضوء على العديد من الظواهر التي يعيشها التونسي مثل المحسوبية والظلم والرشوة والفساد، عمل يدعو من خلاله الخضراوي الى التحرر من كل قيود الفساد اذ تقول احدى شخصيات المسرحية :حرروا الحرية، حرروا الاقلام، حرروا القانون، حرروا الافواه» فهل ستتحرر اقلام المسؤولين وتمضي عقد الكراء للخضراوي؟.

للاطفال نصيبهم في الحلم
الاطفال هاجسنا الاول لانهم اساس بناء موطن متوازن، وللاطفال سنقدم مسرحية القبرة والفيل، هي مسرحيّة موجّهة للأطفال ذات بعد تعليمي تربوي تهدف لزرع قيم التسامح و المحبّة لدى الناشئة مقتبسة عن كليلة و دمنة لعبد الله بن المقفّع بتصوّر إخراجي لوليد الخضراوي ودراماتورجيا كريم خليفة و بمشاركة الممثلين عباب الأطلس الحنديري و كريم خليفة وحاتم مغربي و سامح طقطوقي و حسام الدين زريبي وعادل نصري..
وتعالج مسرحيّة «القبّرة والفيل» موضوع الصداقة و تداعيات سوء الظنّ والحسد عليها و على العلاقة بين الأصدقاء من خلال دور القبّرة التي هي محلّ حسد وغيرة من قبل الثعلب الذي يصنع المكائد ويحيك الحيل لزعزعة ثقتها عند الملك الفيل فيما ينال في ختام المسرحيّة جزاء شروره.
وأكد الخضراوي ان اطفال المدارس القريبة من فضاء قاعة السينما هم الجمهور الاول للعمل اثناء التحضيرات، اطفال متعطشون للابداع وجدوا ضالتهم في مجموعة مسرحية تقدم لهم حكاية يفهمون معانيها.

سينما داخل السينما
السينما حياة، والحياة فيلم قد يتحول الى وثائقي، ولان المعاناة مع الادارة ومماطلتها بها حبكة سينمائية استثنائية قرر الخضراوي توثيقها في فيلم وثائقي عن «مماطلة الادارة وحلم شباب القصرين بقاعة السينما»
ويسلّط الفيلم الوثائقي لوليد الخضراوي من إنتاج المركز الدولي للفنون المعاصرة بالقصرين الضوء على «المماطلة الإداريّة» للترخيص لقاعة «سينما الشعانبي» التي فوتت فيها بلديّة الجهة لأحد الخواصّ لاستغلالها كمقهى تجاري.
كما يوثّق الفيلم الأنشطة الثقافية التي تحتضنها قاعة «سينما الشعانبي» ويشارك فيها العشرات من شباب الجهة بهدف الحصول على عقد لكراء القاعة و استغلالها للأنشطة الثقافيّة بعد استكمال الإجراءات القانونيّة مع وزارة الشؤون الثقافيّة التي وافقت على الدعم، فيلم داخل الفيلم يتحدث عن حلم لازال ينمو ويتماسك لافتكاك حق ابناء القصرين في قاعة سينما الشعانبي، حلم «لن نتراجع عنه، سنمسك به حد الرمق الاخير» على حد تعبير الخضراوي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115