في الدورة 28 من أيام قرطاج السينمائية: فلسطين في الافتتاح ... وإصرار على ثوابت المهرجان

قريبا يحلّ موكب الفن السابع بتونس في موعد جديد مع السينما والكاميرا وأيام قرطاج السينمائية في دورتها 28 التي ستلتئم من 4 إلى 11 نوفمبر 2017. ويبدو أن مدير المهرجان نجيب عياد يحاول أن يعود بالمهرجان إلى ثوابته الأولى ومبادئه التأسيسية،إذ يقول: «ما من شكّ في أنّ النفس النضالي للمهرجان قد اهترأ شيئا ما نظرا لخيبة الأمل السائدة والتي

مردّها التقصير الواضح لأغلب الحكومات في مجال السّياسات السينمائية. ولكن تبقى أيام قرطاج السيّنمائية، رغم ذلك، ورقة رابحة في هذه المعركة، كما عهدناها على مدى عقود. يكفي الإيمان بهذا التوجه والعمل من أجله...».
أكد المنتج نجيب عيّاد مدير أيام قرطاج السينمائية في دورتيها 28 و29 أنّ إدارة المهرجان اختارت العودة إلى الثوابت من خلال التوجه القاري، وفي هذا الصدد ستكون الأفلام المشاركة من عدة قارات وسيتم التركيز على مشاركة بعض الدول على غرار إفريقيا الجنوبية والجزائر والأرجنتين وكوريا الجنوبية ...

«كتابة على الثلج» في الافتتاح
بعد أن كان افتتاح الدورة الفارطة من أيام قرطاج السينمائية تونسيا بإمضاء فيلم «زهرة حلب» للمخرج رضا الباهي سيكون افتتاح الدورة 28 من الأيام فلسطيني الهوى والهوية مع فيلم «كتابة على الثلج» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي.
وقد اختار المخرج الفلسطيني أن يقوم بتصوير مشاهد فيلمه الجديد في تونس وتحديدا في ربوع منطقة الخذايريّة بطبرقة... ويشارك في تجسيد أحداث الفيلم نخبة من ألمع وجوه التمثيل في العالم العربي على غرار الممثل السّوري الشهير غسان مسعود والفنان السوري جمال سليمان والفنان المصري عمرو واكد وعرين عمري ورمزي مقدسي من فلسطين... و»كتابة على الثلج» هو فيلم من إنتاج عربي مشترك يجمع بين مصر وتونس وفلسطين.

وتدور أحداث الفيلم في ليلة واحدة بين خمسة فلسطينيين محاصرين في شقة صغيرة خلال العدوان على قطاع غزة...في محاولة للتعامل مع الانقسام الإيديولوجي الفكري والسياسي والجغرافي في فلسطين والعالم العربي.
حيث يصوّر الفيلم الانقسامات السياسية والاجتماعية بين الأبطال، والتعصب الديني، وعدم قبول الآخر رغم الاختلاف، عوامل تحول دون تضامنهم وتُضعِف مقاومتهم ضد الاحتلال الصهيوني...

الجزائر ضيف شرف المهرجان
إن تهدف الدورة 28 من أيام قرطاج السينمائية إلى تعزيز الحضور العربي الإفريقي والسينما المجاورة، فقد وقع الاختيار على الجزائر لتكون ضيف شرف المهرجان.
ومن المنتظر أن يكرم مهرجان أيام قرطاج السينمائية السينما الجزائرية من خلال عرض 12 فيلما خارج المسابقة الرسمية بين أفلام كلاسيكية وأفلام جديدة. 
وسيفتتح تكريم البلد الضيف الجزائر بعرض فيلم «غروب الظلال» للمخرج محمد الأخضر حمينة صاحب التحف السينمائية «ريح الأوراس» و»وقائع سنين الجمر» المتحصل على السعفة الذهبية في مهرجان «كان» لسنة 1975.
وفيلم «غروب الظلال» هو آخر أفلام الأخضر حمينة أنتج سنة 2014 ويتناول جزء من تاريخ الثورة الجزائرية حيث صور بشاعة أعمال الاغتيالات الجماعية والتعذيب الجسدي والنفساني الذي تعرض له الأسرى.
إلي جانب عروض السينما سيتم تكريم الجزائر من خلال الفنون الأخرى وأهمها حفلة موسيقية مخصصة لموسيقي الأفلام بإمضاء الأوركسترا السيمفونية الجزائرية بحضور الموسيقار التونسي أمين بوحافة.

أيام قرطاج السينمائية خارج التصنيف!
«قررت أن أبعث مهرجانا سينمائيا تونسيا لا يشبه أي مهرجان آخر بعيدا عن كل الشوائب غير شبيه بالمهرجانات التي تروج لأفلام رديئة فتنمّقها وتسوّقها والغريب أنك تجد الآخرين يتنافسون على شرائها فأردته مهرجانا غير تجاري... « هكذا حسم الأب المؤسس طاهر شريعة هوية أيام قرطاج السينمائية منذ بداية النشأة. واليوم وبعد مرور أكثر من نصف قرن على ولادة مهرجان أيام قرطاج السينمائية يبدو أن الإكراهات والإغراءات لاتزال تتربص «بالأيام» حيث أفادت إدارة المهرجان في بلاغ لها: «في الآونة الأخيرة كثر الحديث عن تصنيف المهرجانات السينمائية إلى فئات «أ» و«ب» وغيرها من التصنيفات. مهرجان «كان» السينمائي 1946 أو مهرجان القاهرة السينمائي 1975 هي مهرجانات من الصنف «أ»، مهرجان تريبيكا السينمائي مثلا من الصنف «ب».
الفيدرالية الدولية لجمعيات منتجي الافلام التي يطغي عليها أمريكان هي التي خلقت نظام التصنيف مستندة على عدة معايير أهمها قيمة الجائزة الأولي، وجود صناعة سينمائية محلية.. إضافة إلي دفع معلوم باهض للتمتع بهيبة القائمة «أ.»

أين مهرجان أيام قرطاج السينمائية من كل هذا؟»
كما شددت إدارة المهرجان على أن «عميد المهرجانات الإفريقية والعربية أسُس سنة 1966 ليكون لقاء للسينماءات الإفريقية والعربية.» وأضافت: «اخترنا منذ البداية ألاّ نتموقع في خريطة تحكمها معايير الربح بل أن نرسم موقعنا الخاص كمهرجان يدافع عن سينما مستقلة و حرة إفريقية وعربية منفتحة على سينماءات الجنوب وكل سينماءات العالم .راهن الطاهر شريعة ورفاقه على أن ما يعطي قيمة وهيبة لمهرجان سينمائي من الجنوب ليس الإشتراك في جمعية دولية أو مصلحة ربحية ولكن رغبة صانعي الأفلام من إفريقيا، آسيا وأمريكا اللاتينية أن يأتوا إلى قرطاج بأفلامهم لتقديمها ومناقشتها مع جمهور متحمس ولتبادل الخبرات مع صانعي أفلام وخبراء من عالم السينما والصورة عموما.
ولأن تونس أصدرت قانونا باحتكار التوزيع السينمائي للدولة، قرر كبار المنتجين الأمريكيين فرض حظر على تونس في عام 1969 فلم يتم عرض فيلم أمريكي في تونس.وبقيت الدولة التونسية ثابتة في قرارها احتكار التوزيع وعدم الانصياع إلي الفيدرالية الدولية لجمعيات منتجي الافلام مما جعل المنتجين الأمريكان يتراجعون عن موقفهم.وفي سنة 1984، أثارت بعض الأطراف في تونس ضرورة تصنيف أيام قرطاج السينمائية، لكن الجمعيات السينمائية التونسية التي كانت قوة ضغط كبيرة آنذاك حالت دون ذلك.باختصار، بناء على إخلاصا للمبادئ التي تأسس من أجلها هذا المهرجان، أيام قرطاج السينمائية هي خارج التصنيفات وستظل !».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115