مرشح لجائزة «أوسكار» أفضل فيلم أجنبي: «آخر واحد فينا» لعلاء الدين سليم يمثّل تونس

بعد أن حصد الجوائز في كبرى المهرجانات السينمائية وظفر بالفوز في أعرق منصات الفن السابع، تم ترشيح الفيلم الروائي الطويل «آخر واحد فينا»، للمخرج علاء الدين سليم، لتمثيل تونس في حفل جوائز الأوسكار لعام 2018 ضمن فئة أفضل فيلم أجنبي. ومن المنتظر أن الحفل الـ90 للأوسكار ستحتضنه مدينة «لوس أنجلوس» الأمريكية في 4 مارس 2018.

تصنف جوائز «أوسكار» كواحدة من أشهر الجوائز السينمائية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي العالم بأسره. وتُمنح من طرف أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة.

من التانيت الذهبي إلى ترشيح الأوسكار
«آخر واحد فينا» هو الفيلم الروائي الطويل الأول في رصيد المخرج علاء الدين سليم، وهو من إنتاج مشترك بين مجموعة من الشركات الخاصة: «اكزيت للإنتاج» و»نسايد للانتاج» و»ماد بوكس» و»خدمات فيديو للإنتاج». وقد رشحت تونس هذا الفيلم لتمثيلها في الأوسكار بعد أن رأت اللجنة المعنية فيه « تطابقا تاما مع المعايير والشروط الفنيّة» المطلوبة للترشح إلى الأوسكار.

وقد اشتغلت اللجنة التي انتهت إلى انتقاء «آخر واحد فينا» لتمثيل تونس في الأوسكار تحت إشراف المركز الوطني للسينما والصورة وقد تكوّنت من: المديرة العامة للمركز الوطني للسينما والصورة شيراز العتيري، والكاتب العام للمركز الوطني للسينما والصورة يوسف لشخم، والمخرج النوري بوزيد، والمخرجة سلمى بكار، والمنتج عماد مرزوق، والمخرج جيلاني السعدي، والمخرج مصلح كريم والناقد والمخرج خميس الخياطي.

وسبق لفيلم «آخر واحد فينا» للمخرج علاء الدين سليم أن رفع راية تونس عاليا في العديد من المهرجانات الدولية حيث ظفر بالعديد من الجوائز، من بينها جائزة أفضل مساهمة تقنية وجائزة «أسد المستقبل» كأفضل فيلم سينمائي في مهرجان موسترا بالبندقية، إضافة إلى فوز البطل الرئيسي للفيلم بجائزة أفضل ممثل. كما ذهبت جائزة أفضل مصوّر لأمين مسعدي في حفل توزيع جوائز أكاديمية الأفلام الإفريقية.كذلك حصد فيلم «آخر واحد فينا» جائزة التانيت الذهبي في مهرجان أيام قرطاج السينمائية 2016 في قسم مسابقة الطاهر شريعة للعمل الأوّل.

«فيلم وجودي... فريد من نوعه»
«هو فيلم وجودي فريد من نوعه...»  هكذا وصفت النقابة الوطنية لنقاد السينما الايطالية «آخر واحد فينا» لدى تسليمه جائزة «أسد المستقبل» في مهرجـان البندقية السينمائي لسنة 2016.
ويروي هذا الفيلم التونسي المرشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي قصة شاب (يجسد دوره جوهر سوداني) من جنوب الصحراء الإفريقية يقرّر عبور الضفة الجنوبية للمتوسط نحو الضفة الشمالية بطريقة غير شرعية. لكنه يتوه في مكان مجهول، ليبدأ بعدها في رحلة استكشافية يواجه فيها مواقف لم يكن ينتظرها! فتكون المغامرة مع تساؤلات جديدة وحياة أخرى ....
وإن كان فيلم «آخر واحد فينا « ليس بالعمل السينمائي الوحيد الذي يتطرق إلى ظاهرة الهجرة السرية فقد كان مختلفا وطريفا وهو ما أهلّه إلى حصد مجموعة من الجوائز المهمة. وفي هذا السياق سبق للمخرج علاء الدين سليم أن قال في تصريح لـ«المغرب»: لقد ابتعدت في فيلم «آخر واحد فينا» عن الكليشيهات والسيناريوهات المتوقعة لمصير المهاجرين عبر الرحلات السرية إلى العالم الآخر والتي عادة ما تكون منحصرة في الخيارات التالية: إما موت المهاجر في عرض البحر، وإما النجاة والعودة إلى أرض الوطن، وإما الوصول إلى الضفة الأخرى بكل ما يحمله من مفجآت أو مشقات...ففي هذا الفيلم تنطلق الأحداث في نسق واقعي في البداية ليتخذ بعدها شيئا فشيئا منحى سرياليا وخياليا حيث تتوه الشخصية الرئيسية في غابة مجهولة أين تلاقي كائنات غريبة وحكايات عجيبة في إحالة على العودة إلى النشأة الأولى للإنسان والعودة إلى الأصل.
في «آخر واحد فينا» اعتمدت في تجسيد القصة على شخصيتين فقط (جوهر السوداني وفتحي العكاري) دون حوار بينهما حيث عوّضت الحركة والمونتاج والمؤثرات الصوتية دور النص المنطوق وذلك قصد الإشارة إلى أن الفيلم لا يرتهن إلى مكان معين ولا ينتمي إلى زمان معين ولا يعني شخصا من جنسية معينة بل هو فيلم عن الإنسان في كل مكان».

إمكانات متواضعة... ونجاحات باهرة
من رحم المعاناة والصعوبات المالية والتقنية كانت ولادة فيلم «آخر واحد فينا»، يقول المخرج علاء الدين سليم:» هو فيلم أنجز بكثير من الحب والتعب وكان ثمرة استماتة فريق تقني بأكمله من أجل بلوغ الهدف بالرغم من الإمكانات التقنية المتواضعة والموارد المالية المحدودة باعتبار أن الفيلم لم يتحصل على دعم الوزارة... ولكننا حرصنا على تصويره وإنجاز عمل سينمائي بجودة عالية سواء على مستوى المضمون أو على الصعيد التقني... من أجل تقديم الأفضل والمغاير للسائد.»

وإن كانت جائزة الأوسكار لسنة 2017 أفضل فيلم أجنبي كانت من نصيب الفيلم الإيراني «ذا سيلزمان» للمخرج أصغر فرهادي، فمن المنتظر أن يكون الإعلان الرسمي عن 5 أفلام التي ستترشح نهائيا إلى هذه المسابقة في جانفي  2018. فهل يكون الفيلم التونسي «آخر واحد فينا» ضمن هذه الأفلام الخمسة المتنافسة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115