القرماسي بشارع شارل ديغول بالعاصمة مع معرض cartO-Graphy، للفنانة ايمان خماجة.
في المعرض تقدم الفنانة تجربتها التجريبية الاولى ملونة تجربة عنوانها 24 لوحة ناطقة بالحياة وتقدم للزوار رحلة في عالم سرمدي انطلقت اسماء اللوحات فيه من الفيلم الاشهر STAR WARS وكما الفيلم خيالي يحلم نجومه بسكنى مجرات غير موجودة كذلك لوحات ايمان خماجة ستحملك في عالم من الالوان والتكتلات اللونية واشكال قد تختلف ولكن رسالتها واحدة وهي الحلم والأمل.
الفن ولادة والفنانة خالقة
أربعة وعشرون لوحة زينت حيطان رواق علي القرماسي البيضاء، اختلفت الالوان، حضرت الالوان الزاهية التي تبعث في النفس البهجة كالوردي والبنفسجــــــي والزهري والاصفر و الاخضر والازرق السماوي فميزة الفنــــانة الألـوان، وحضـرت الالوان الداكنة التي تدفعك للســـؤال والتفكير مثل الاسود والابيض والرمادي والاحمر القاني، جميعها حضرت في المعـرض الشخصي الاول لايمان خماجة.
اشتغــــــلت لسنوات على الجسد وتقــــاسيمه لغته وتفاصيله، درست الجسد وتعبيراته وقدمته بطريقتها الخاصة في لوحات تشكيلية ومن الجسد الى التجريب، اقدم الفنانة معرضها وفيه رحلت في اللاّمتوقع واللامعقول من العدم واللاشيء خلقت اجمل التشكيلات واللوحات ستجدك تتجول في تفاصيل LAKAR و GAXXA ستحب الوان MOTIS فالأزرق الداكن كأنه سحر البحر وغموضه، ستنتشي برقة الالوان في لوحة TALUS فالازرق السماوي ساحر ومبهج، ستتساءل عن الغموض في لوحة ZIOST وتسأل عن سر التشابك بين البني والاخضر المائي والاصفر.
الى يمينك ايها الزائر اولى اللوحات واسمها roxus لوحة طولها 120 سنتيمترا وعرضها 60 سنتيمترا لوحة مقسومة الى جزءين، منذ البدء تحملك الفنانة الى عالم الالوان والخيال، اللوحة الثانية وسمتها صاحبتها ILOS، كلتاهما عنوان للامل ستشعر انك في مجرة اخرى، عالم مليء بألوان قوس قزح، ألوان الحياة ستندفع بكلك لمحاولة اكتشاف عمق اللوحة والوانها، اما الاسماء فجميعها من فيلم الخيالي STAR WARSـ فكل اللوحات مسماة باسماء ابطال الفيلم فكما في الفيلم هناك 5000 مجرة كان يمكن العيش فيها كذلك اللوحات كل لوحة قد تكون عالما بذاته.
جولة مع لوحات تجريبية لها وقعها وسحرها اذ يؤكد جون ديوي « على أن التجريب من السمات الجوهرية للفنان وبدون هذه السمات يصبح الفنان مجرد أكاديمي ، وإذا كان الفنان ملزما بأن يكون مجربا فذلك لآن عليه أن يعبر عن خبره ذات طابع فردي عميق .. كما أن منطلق التجريب يعد معادلا سيكولوجيا للعمليات الديناميه التي تنتج عنها تنظيم المثيرات الادراكيه في الانظمه الحيوية ، وهذا في مجمله يعني استراتيجيه حديثه للصياغة التشكيلية في العمل الفني».
منذ البداية ستصطحبك ايمان خماجة الى عالم الخيال واللامتوقع، ستتجول بك في غياهب كواكب ومجرات اخرى تقودك الالوان الى عالمها الذاتي المليء حلما واملا، واصل الجولة فالألوان مازالت تسر الناظرين وتبعث في زائر المكان مسحة من الجمال، قبالتك ايها الزائر اللوحة رقم 14 واسمها TARIS لوحة ميزتها الالوان الاصفر و الازرق السماوي الجميل مع بياض وكأنه رحلة الى مجرّة جديدة تكتشف معها الفنانة الوان اخرى بعضها مركب وبعضها اصلي، اللوحة الاخرى سمتها HOPES لوحة لو تأملتها ستشعر انك امام مجموعة من النوافذ مفتوحة على ابواب الجمال والأمل.
لكل لوحة حكاية، لكل لون قصته اشكال هندسية وخرائط وخطوط ودوائر وتكتلات لونية ولطخات لها تأثيرات على اللوحة لتصبح في اللامتوقع، حركة اللون والخط تجربة جديدة لم اكن اتوقعها ولكنها راقت لي بعد ان خضتها، رحلة مع الالوان رحلة مع التجريب تاخذك فيها ايمان خماجة لتكتشف بالألوان عشقها للحياة وعشقها للفن التشكيلي، فنانة تعبر باللون عن داخلها، تعبر عن انسانية الفنان وتوقه الدائم لنثر بذرات الحلم والجمال علها تزهرا املا دائما واستقرار يمكن قراءته من خلال لوحات ايمان خماجة، لوحاتها تحمل اجمل الالوان تمتع النظر وتريح الفكر لن تفكر طويلا ولن تسعى الى التاويل فاللون وحده سيد الموقف وكانه رسالة امل تكتبها ريشة الفنانة ايمان خماجة التي سبق ان عملت على تفاصيل الجسد واليوم تعمل على تفاصيل اللون لترسم مجرات وعوالم ربما تكون لامتوقعة وخيالية ولكنها ممتعة وتكشف دواخل الرسامة الحالمة ابدا فهي امام لوحاتها كما فينوس الهة الجمال تعطيهم من جمالها وبشائر حب تشاركه مع زوار المعرض.
لو تجولت بين اللوحات واستنشقت عبق الالوان ستشعر انها جميلة وكاننا نستحضر قولة نيتشه عن الجمال «ليس هناك من شيء جميل ؛ الإنسان وحده هو الجميل: علم الجَمال بكليته يرتكز على هذه المقولة ؛ إنها حقيقته الأولى. ولنضف إليها حقيقة ثانية: ليس هناك من شيء قبيح سوى الإنسان في طور الفساد، -بهذا نكون قد رسمنا حدود حقل الحكم الجمالي-. ومن وجهة نظر العلوم الفيزيولوجية، كل قبيح يضعف ويفكر صفر الإنسان. إنه يذكره بالانهيار، وبالخطر، والعجز ؛ وبالفعل فهو يدفع ثمنًا لذلك خسارة في قواه» اما ايمان خماجة فترى جمالها الداخلي وعكسته بالألوان على لوحاتها.
الوطن لون والمرأة وطن
المرأة الفنانة هي عنوان لفسيفساء من الجمال من الحب والأمل، المرأة الفنانة حالمة ابدا وترى بعين العاشقة، كذلك هو الوطن في لوحات ايمان خماجة، فنانة هي ابنة مدينة قفصة، من قفصة استنشقت عطر الرغبة الدائمة في التجديد والإبداع، في قفصة تعلمت المقاومة واتخذت الالوان سلاحها ومطيتها الى الحلم.
في المعرض هناك عدة لوحات تتحد في الوان الاسود والرمادي وبعض بياض مع احمر فاقع، الوان العبوس والوجع، الوان البؤس احيانا وكأنها تنقل الحال هناك، فالفنان انسان وريشة التشكيلي هي لغته ليعبر عن وطنه الصغير.
لوحات تجريبية تفتح الباب للسؤال عن ماهيتها ومقصد الفنانة، قد يكون اللون او حركة الخط وربما اسم اللوحة جميعها تتحد لتضعك امام نقطة استفهام كبرى .
فالتجريب في الفنون التشكيلية يتيح مجالاً واسعاً واتجاهات متشعبة أمام الفنان، في تعامله مع عناصر التشكيل وأسس البناء الفني، لتحقيق الغرض أو المضمون الرمزي للعمل، وتتحقق الأساليب والاتجاهات الفنية من خلال التجريب في المحاولات المتعاقبة التي يسلكها المصمم بحثاً عن توافقات وتبادلات تشكيلية تحقق له القناعة بتكامل العمل الذي أنتجه كما جاء في كتاب «التصميم في الفن التشكيلي» لحافظ رشاده.
.سيشدّك النظر الى الرمادي والاسود، للحظات ستتجول في قفصة ستحملك اللوحة الى مدينتها قفصة، الى سواد يسود المكان ورمادي قد يغبر عن الكثير من الضيم الاجتماعي التي تعانيه تلك المدينة الشامخة، او ربما يحيل الى ما يعانيه فناني الجهات عكس فناني المركز، في حديث الاسود والرمادي سيولد الابيض الجميل، ابيض كامل متجدد يسكن ايمان خماجة التي ابت ان ينتشر السواد وحولته الى الوان زاهيةـ حاولت ان تخلق داخلها عالما اكثر جمالا وتنشر رسائل امل كما كل الفنانين، حولت السواد بياضا فمن العتمة يولد نور طفيف قد يشع ليصبح عنوان للإرادة والحياة.
يتواصل معرض الفنانة ايمان خماجة في رواق غلي القرماسي الى غاية 10اكتوبر، معرض هو عصارة عشق الفنانة للالوان وبطريقة جد مختلفة تقدم تجربتها الالوى في التجريب، تجربة عنوانها 24 لوحة ولازالت متواصلة، تجربة تؤكد ان المرأة مبدعة ولحلمها وقع رذاذ المطر على زهرة البنفسج في سويعات الصبح الاولى.
ايمان خماجة في اسطر
ايمان خماجة فنانة تشكيلية من مواليد قفصة، هناك ولدت وتشبتث بالحياة وتعلمت الرسم، خريجة المعهد العالي للفنون والحرف بقابس اختصاص نحت ثم المعهد العالي للفنون الجميلة بتونس في ماجستير علوم وتقنيات الفنون، تعمل كاستاذ عرضي بمعهد الفنون والحرف بقفصة، في رصيدهها عديد المشاركات في مهرجانات ومنها اقامة معرض شخصي على هامش الملتقى الاول لقصيدة النثر، بدار الثقافة ابن منظور مع تقديم مداخلة حول علاقة الفن التشكيلي بالشعر، المشاركة في الدورة 19 لصالون قفصة للفنون التشكيلية و تظاهرة ماي للفنون، والمشاركة في الصالون الثاني لرابطة الفنون التشكيلية بفضاء قصر خير الدين بالعاصمة والمعرض الجماعي برواق فضاء المتوسط بحومة السوق جربة وضيفة شرف مهرجان فن وثقافة «كابصا 2017» بقفصة.