الموسم الثقافي بصفاقس: الثقافة لغة إنسانية... احتفاء بالكتاب والكٌتّاب وبالموسيقى والفنون

انتهى موسم السبات الثقافي الذي تعيشه كل المؤسسات الثقافية في شهر سبتمبر، وانطلقت الاستعدادات في كل الفضاءات للموسم الثقافي الجديد، صفاقس التي كانت عاصمة للثقافة العربية العام الفارط تستعد للموسم الثقافي الذي سيفتتح يوم 8اكتوبر القادم، افتتاح سيكون بالموسيقى.

في برمجة اولية ستقدم جل الفضاءات الثقافية الموجودة بمدينة صفاقس باقة من التظاهرات الفنية الموجهة الى كل الشرائح انطلاقا من الموسيقى الى الفن التشكيلي والكتاب والمسرح، تظاهرات ستوقظ المدينة من سباتها الثقافي لتعود الحركة الثقافية ويتنافس المبدعون في تقديم مادة فنية انيقة ومختلفة.

أكتوبر للموسيقى... البداية مع الموسيقى الحالمة
الموسيقى شجو الحياة وصوت الملائكة، وهي عنوان للوجود ولممارسة الحلم وخلق البديل، ولان الموسيقى عنوان للحياة اختار المشرفون على النشاط الثقافي بصفاقس افتتاح الموسم الثقافي للعام 2017 / 2018 بالموسيقى مع تظاهرة «اكتوبر للموسيقى» التي ستفتح الموسم الثقافي يوم 8اكتوبر بالمركب الثقافي محمد الجموسي ، افتتاح التظاهرة سيكون مع ابن جهة صفاقس الدكتور زياد الزواري عازف الكمنجة، افتتاح موسيقي تونسي الروح وعالمي التوزيع عرض يجمع زياد الزواري وعماد العليبي عاشقا الموسيقى ، عرض يسافر معه الجمهور الى عالم سرمدي جميل، عالم من النوتات الموسيقية الساحرة و المقامات المميزة، تلوينة موسيقية عنوانها الحياة تسافر بالجمهور إلى عالم ارحب.
العرض الثاني سيكون يوم 14 اكتوبر مع غسان عزيز، يليه عرض للفنان رامي عرابي يوم 21اكتوبر، اما ايام 25 و 26 و 27 فسيكون اللقاء مع مهرجان الاغنية الطلابية، لقاء تقدم فيه الفرصة للطلبة ليبدعوا ويعبروا بالموسيقى.
ويكون اللقاء يوم 28 اكتوبر في ساحة باب الديوان مع الاغنية البديلة والكلمة الحرة، لقاء يجمع ثلاثة من من الفنانين الذين عرفوا بتمردهم على الموجود وسعيهم المتواصل لخلق البديل، ثلاثتهم يؤمن بسلاح الفن وقدرة الكلمة على التغيير وفي الشارع وفي لقاء مباشر مع الجمهور بعيدا عن الاماكن المغلة ستغني لبنى نعمان للحب ويغني ياسر الجرادي للحرية وتكتب بديعة بوحريزي الياذة العشق بقيثارتها ثلاثتهم سيغنون في حفل مشترك تختلف فيه النغمات وتتحد المعاني «تونس حرة».

الفن التشكيلي...المحرس ذاكرة التشكيليين
18نوفمبر سيكون يوم التشكيليين، يوم لفنانين عشقوا بياض اللوحة فنفثوا فيها من شعلة الروح لتصبح حية ناطقة برسائل بعضها مشفر وآخر سهل القراءة، يوم 18نوفمبر يكون افتتاح المعرض الشخصي «عشرة عمر» للراحل النوري دمّق، معرض سيتحدث عن علاقة الفنان بالرسم وبلوحاته، معرض تكون فيه اللوحات عنوانا لخلود الفنان وان فارقنا جسده.
ومن يقول الفن التشكيلي سيستحضر حتما مدينة التشكيليين، مدينة النحت والرسم مدينة الريشة واللون، المحرس الجميلة، تلك المدينة التي تعيش سنويا على فعاليات المهرجان الدولي للفنون التشكيلية، مهرجان يترك فيه الفنانين بصمتهم يتركون منحوتات وتنصيبات عملاقة تنادي بالحياة وتؤكد ان تلك المدينة الهادئة المطلة على البحر يحلو فيها الابداع والفن، وفي

الموسم الثقافي يحتضن رواق قاعة الافراح بالبلدية فعاليات الاحتفال بثلاثينية رصيد الفن التشكيلي للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمحرس.

الكتاب وكتّاب من اهل الدار
ستحتفي صفاقس بكتابها ومبدعيها، تحتفي بمن تسلحوا بالقلم والفكرة ليعبروا عن الراهن والموجود، بعضهم يكتب الشعر واخرون القصة والرواية، و الملفت ان صفاقس ستحتفي بكتابها من ابناء العاملين بقطاع الثقافة.
البداية تكون يوم 2 نوفمبر مع تقديم كتاب «كنت في الرقة» للهادي يحمد، كتاب حقق أعلى نسبة قراءة أثناء معرض الكتاب الدولي في دورته الفارطة، كتاب عن داعش والتنظيمات الاسلامية، عن الحياة والموت والجهاد وكل المتناقضات التي يعيشها من قرر الذهاب الى الرقة ثم الهرب منها.

أما يوم 3 نوفمبر فيقدم محمد عيسى المؤدب كتابه جهاد ناعم، وهي الرواية الفائزة بجائزة الكومار الذهبي رواية يقول عنها صاحبها انها «تجسّد رحلة شاب في الهجرة غير المنظمة تنطلق من بلدة في الوطني القبلي (شمال) تونس بمشاركة شباب من تونس والسنغال وليبيا والجزائر والمغرب، للانتقال إلى باليرمو الإيطالية».
و«تتناول الرواية أيضا تورط أبطال الرواية في تهريب الآثار والإرهاب والعنف»، ويشير إلى أن «نهاية بطل روايته -وهو شاب تونسي ينخرط في تنظيمات إرهابية- هي نهاية كل خائن للوطن وللهوية وللدين، ونهايته في الرواية كانت السجن».
ويؤكد الكاتب على ان «الهدف من الرواية الانتصار على الإرهاب»، مؤكدا أن «هذا البلد (تونس) لن ينحني لكل موجات العنف والتطرف».

ويتواصل الاحتفاء بالكتاب يوم 4نوفمبر بالاحتفال باصدارات مبدعين عاملين بقطاع الثقافة في صفاتقس، وللشباب علاقتهم بالكتاب مع تظاهرة «هز كتاب وخلي كتاب» في إطار مصالحة الشباب مع الكتاب لأنه خير جليس.
لن يقتصر الاحتفاء بالكتاب بتقديم الاصدارات الجديدة وانما سيتم افتتاح مركز ثقافي بالسجن المدني بصفاقس بالإضافة الى افتتاح مركز ثقافي عمالي بجانب مستشفى الهادي شاكر وإحداث مكتبة بالقاعدة الجوية البحرية للجيش التونسي.

للمسرح حضوره
الاعاقة لا تعني عدم الابداع، والاعاقة لم تكن يوما مانعا امام الحلم والتميز والتوق الى النجاح، هذه رسالة المشرفين على مركز المكفوفين بصفاقس فهناك اطفال مبدعون وان حملوا اعاقات جسدية، ويكون للمكفوفين تظاهرتهم المسرحية الخاصة وعنوانها «فن وإعاقة» بمركز الفنون الركحية والدرامية بصفاقس من 11 الى 16 أكتوبر، تظاهرة سيقدم فيها المكفوفون مجموعة من الأعمال المسرحية تنجز بالشراكة بين جمعية تمدرس المكفوفين ومركز الفنون الركحية بصفاقس وهي تظاهرة تبرز ان حاملي الاحتياجات الخصوصية لهم طريقتهم الخاصة في التعبير فهم مبدعون ومميزون ومتمسكون بمطية الحلم والنجاح.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115