الفنّ، ولان هوايتهم «اقتحام الفضاءات المهملة واحتلال الاماكن المهمشة بواسطة الثقافة» وامنيتهم «ارساء اللامركزية الثقافية ودمقرطة الفن» يقدمون ولاول مرة مشروعا ثقافيا خاصا هناك على بعد 271كلم عن العاصمة.
اسم المشروع «الورشة271»، هو فضاء ثقافي خاص سيكون مجمعا للفنون وملتقى لمبدعي مدينة عقارب من ولاية صفاقس ، الافتتاح سيكون مختلفا انطلاقا من اقدم بلكون موجود بعقارب «في عمارة حرش» منها يكون الاعلان عن افتتاح فضاء «الفن والسلام» في منتصف اكتوبر القادم.
هنا العدم...ومنه نخلق الحياة
هناك في قرية منسية وبعيدة، قرية هي «مصب الفضلات والمهملات الصناعية لصفاقس»، على حد تعبير شكري البحري، هناك حيث «العدم» و انتشار تيار فكري رجعي» قررنا ان نحارب بالفنون، هكذا قال الفنان شكري البحري في حديثه عن اسباب افتتاح فضاء ثقافي في مدينة عقارب تحديدا.
اسم الفضاء الوليد الذي سيكون الاول في عقارب هو «الورشة 271» وللاسم العديد من الدلالات على حد قول شكري البحري، فالورشة تعود الى انتشار الورشات في تلك القرية، ورشات للحدادة واخرى للنجارة فلم لا تكون للثقافة ورشتها ايضا؟، ورشة تعلم الصغار حرفة الحياة، يتعلمون فيها ابجديات الابداع، وللرقم 217 دلالتان أولى هي عدد الكيلومترات التي تبعدها عقارب عن العاصمة، فما يفصل بين التصحر في عقارب و الزخم في العاصمة هو 271كيلومتر لا غير، و الـ 271 ايضا هي الـ code téléphonique لمدينة عقارب.
الورشة اساسا هي فضاء للابداع، فضاء ثقافي متعدد الاختصاصات، فلأول مرة سيكون للمدينة الصغيرة قاعة سينما تتسع لـ60 متفرجا كما سيحاولون جمع شتات الجمعيات التي لا مقرّ لها لتجتمع في الفضاء من اجل المدينة، الفضاء الذي سيفتح ابوابه قريبا سيقدم للزوار اصغر رواق «متر على متر»، رواق يقدّم المدينة، يعرّف بمبدعيها، يعرض لوحة او صورة فوتوغرافية او بعض المنجزات التقليدية التي تصنعها النسوة في عقارب، الرواق الاصغر يتوسط السوق الاسبوعية، هناك يمكنك «اقتناء الحاجات اليومية وتمتع ناظريك بإبداعات ابناء الجهة» فمن العدم نخلق الشيء ومن العدم نشكل تعاليم الحياة في مدينتنا عقارب.
نحتل الفضاءات لننشر ثقافة التسامح
الورشة 271 مشروع في قلب القرية المنسية،ثقافة في وسط الريف،.في قلب السوق الاسبوعية وسط ضوضاء الباعة و اصوات الالات سيعلو صوت الفن، الورشة تقدم لجمهورها قاعة للسينما بالاضافة الى رواق للفنون هناك مسرح للهواء الطلق، مسرح سيتسع لعدد محترم من الجمهور في تلك المدينة، والجميل «المكان الجغرافي الذي يحتله الفضاء، وسط السوق قرب المسلخ البلدي وطريق المعهد الثانوي و مركب الطفولة و غير بعيد عن مقر الولي سيدي عقارب مفارقة جغرافية تجعل الفضاء هنا رمزا لاكتساح ما همّش سابقا» كما صرح شكري البحري، لذلك سمينا الفضاء ايضا «فضاء الفن والسلام، فهنا في عقارب هناك الكثير من :العروشية» نريد ان نحاربها بالمسرح، والموسيقى، في الفضاء الموجود في الشارع الرئيسي للمدينة ستكتسح الفنون الشارع لتقرب الفن الى المواطن اكثر.
ان كنت مبدعا...فالورشة تناديك فلبّي النداء
امنوا بالإبداع، يؤمنون ان الفن سلاح، منذ سنوات والجمعية التونسية لمسرح الطفولة والشباب بعقارب تعمل على ترسيخ الفعل الثقافي في تلك المدينة، انجزوا تظاهرات عديدة لاطفال عقارب لعلّ ابرزها المهرجان الوطني للطفولة، ومن ثمة راهنوا على الطفل في كل ربوع تونس وانجزوا مشرع k’art تلك الحافلة الكبرى التي جابت كل ارياف تونس، جبالها وصحرائها لتقدم الضحكة للطفل اينما وجد، ومن ثمة عملت الجمعية على الجانب المعماري والحضاري لصفاقس مع «البلكونة» في ساحة الرحبة اين اصبح البلكون فضاء للابداع واللقاءات الموسيقية والشعرية، و لان عقارب هي المدينة المنشأ اختاروا ان يكون لها فضاؤها الثقافي الخاص.
«في طفولتي حرمت من المسرح والسينما والفنون، كنا نذهب الى السينما فقط ليلة العيد في صفاقس، لا أريد أن يحرم أبنائي وأبناء مدينتي كما حرمت في طفولتي» هكذا قال الناشط الجمعياتي سامي البحري صاحب مشروع «كارنا» حين سٌئل عن سبب افتتاح فضاء ثقافي في عقارب.
ولذلك سيكون الفضاء حاضنة لمبدعي عقارب، لن يضطر عشاق المسرح والموسيقى والسينما الى الذهاب الى المدينة لصقل موهبتهم فالورشة 271 ستكون قاطرتهم وفضاءهم ليحلموا ويبدعوا، «الورشة فضاء لكل حالم وكل طفال، سنوفر لهم كل مقومات الحلم، وسنعمل فعلا على تحطيم المركزية ودمقرطة الفعل الابداعي فنحن في الريف نحلم ونبدع « كما قال البحري.
«الورشة 271»، أول فضاء ثقافي في مدينة عقارب، هناك سيكون للاطفال فضاء يمارسون فيه المسرح والموسيقى ويعانقون تشكيلات الابداع وتلوينات الفنون، هناك شباب يؤمن بواجبه تجاه مدينته ويسعى لتحقيق لامركزية الثقافة يعملون لاجل اطفال المدينة مرددين مقولة « نحن مازلنا هنا، ولنا احلامنا الكبرى، نحن أحياء وباقون، وللحلم بقية».