أزمة الكتاب في تونس: محدودية السوق الداخلية وغياب دبلوماسية ثقافية وإرادة سياسية

أقرّت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث خلال تقديم خطة عمل الوزيرة سنيا مبارك أنّ هنالك نقصا واضحا في برامج الترغيب في المطالعة مع عدم التوصل إلى توسيع دائرة القراء بالقدر المطلوب، إضافة إلى محدودية السوق الداخلية للكتاب وعدم فاعلية تصدير

آليات الكتاب التونسي».. ولسائل أن يتساءل ألا من سياسة ثقافية تستطيع ان تعبّد جزءا من الطريق أمام انتشار الكتاب؟

لن يطير الكتاب التونسي من تلقاء نفسه إلى المستهلك ولن ينتعش سوق الكتب في ظل الافتقار لإستراتيجية تفكّك شفرة محدودية السوق، وفي عدم وجود دبلوماسية ثقافية ناجعة، ترمي إلى ترويج الكتاب التونسي..

الكتاب يريد ديبلوماسية ثقافية لتجاوز ضيق السوق..
لا يمكن أن نتجاهل أنّ تونس شهدت في السنوات الأخيرة خاصة إسهالا في إصدار الكتب، تجلّت في ارتفاع عدد الإنتاجات الأدبية المختلفة، حتى صرنا نسمع أنّ هذا المؤلف أو ذاك أعاد طباعة مؤلفه مرارا وتكرارا، وصرنا نرى محاولات للنشر هنا وهناك في شتّى مجالات المعرفة والادب والفن، بسبب ربما مناخ حرية التعبير، وسهولة نشر الكتب، وغياب مقصّ الرقيب.. الذي كان ربما مسلطا هنا وهناك وربما مخيفا لهذا وذاك.. ولكن نلاحظ أنّ العديد ممن ينشرون كتبهم و ممن يعيدون نشرها يكونون قد تعاقدوا مع دور نشر أجنبية لا تساع السوق العربية والعالمية ولضيق السوق التونسية، ناهيك عن تراجع الدينار أمام الدولار، وارتفاع أسعار الكتب المشطّ.. حتى أنّ هنالك من قال مازحا على هامش معرض تونس الدولي للكتاب» على الدولة أن تلغي دعم السكر لما يخلّفه من أمراض على صحة البشر، ويحوّلون هذا الدعم للورق»..

غير أنّنا لا ننسى طبعا محدودية بعض البعثات الدبلوماسية التونسية، في إطار الحديث عن دبلوماسية ثقافية لنشر الكتاب، التي لا تمتلك ولا توجد لديها خطة لإيصال الكتاب التونسي في الخارج.. كما لا ننسى عدم إقبال وسائل الإعلام المرئية طبعا عن الإهتمام ببرامج تعنى بالكتب والكتّاب لسبب أو لآخر ونذكر أنّ برنامجي «التحرير والتنوير» لعبد الحليم المسعودي توقّف في قناة نسمة، وبرنامج «بيت الخيال» لكمال الرياحي توقّف في التلفزة الوطنية..

نذكّر أنّ الكتاب التونسي لن يصل إلى الخارج دون اجتهادات صاحبه التي تفوق في بعض الأحيان اجتهادات بعض دور النشر، ولكن وزارة الثقافة يمكن أن تدعم هذا التمشي من خلال دعم ترجمة الإصدارات التونسية ونشرها، وتدريب أجيال جديدة من المترجمين التونسيين للغات المطلوبة، أو لغات الأسواق التي نعوّل عليها مثل الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والروسية وحتى الصينية..

«ما يمكن أن تقوم به وزارة الثّقافة هو تمكين الكتّاب من تنظيم لقاءات محليّة في الجامعات والمدارس ودور الثّقافة، الوزارة هي الوحيدة الّتي تملك الإمكانيات لتقريب الكتاب من الجمهور. كما أنّ تقديم الكتب يجب ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115