في سياق برنامج احتفالي متواصل: من أيام قرطاج المسرحية إلى مهرجان المسرح العربي: تونس عاصمة الفن الرابع

ينبع المسرح من أصل الإنسان، من الحياة نفسها... بما هي مسرح كبير على حدّ تعبير شكسبير: «الدنيا ركح كبير، وإن كل الرجال والنساء ما هم إلاّ لاعبون على هذا الركح.» ومن هنا تتأتى الحاجة إلى الفن الرابع بما هو أب الفنون، وفي هذا السياق تستعد تونس لاحتضان حدثين مسرحيين مميزين: أيام قرطاج المسرحية في دورتها 19 ومهرجان المسرح العربي الذي انتظمت دورته الأولى في تونس منذ 10 سنوات.

من أهم مستجدات الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية عودة المسابقة الرسمية بعد إلغائها في 8 دورات سابقة. ومن المنتظر أن تكون دورة هذا العام مختلفة نظرا لانخراطها في برنامج احتفالي ومسرحي متواصل مع مهرجان المسرح العربي.

تحيين اتفاقية التعاون بين المهرجان والهيئة العربية للمسرح
قريبا، ستشهد تونس حركة مسرحية كبرى نظرا لتزامن حدثين مسرحيين هامين، فإلى جانب تنظيم الدورة 19 لأيام قرطاج المسرحية تستعد تونس لاحتضان الدورة 10لمهرجان المسرح العربي. وفي هذا السياق التقى مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية حاتم دربال بالأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله. وقد تباحث الطرفان في سبل التعاون بين الهيئة والمهرجان وتحيين مذكرة التفاهم الموّقعة بينهما. وقد أكد مدير المهرجان حاتم دربال أن «الاستعدادات جارية بعزيمة وإرادة قوية مع السعي إلى الاهتمام بالجودة مشيرا إلى أن إدارة أيام قرطاج المسرحية ترغب في تحيين مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين والعمل على إيجاد صيغة للتعاون هذه السنة على اعتبار أن تاريخي تنظيم التظاهرتين متقاربان، حيث تم تأجيل موعد أيام قرطاج ليكون في الفترة من 8 إلى 16 ديسمبر 2017، مما يجعله قريبا من الموعد القار لمهرجان المسرح العربي الذي ينظم في الفترة من 10 إلى 16 جانفي 2018.وقد اقترحت إدارة أيام قرطاج المسرحية مؤخرا إنجاز المهرجانين في سياق احتفالية متواصلة تنطلق من أيام قرطاج إلى نهاية مهرجان المسرح العربي هذا إلى جانب عزم إدارة قرطاج تخصيص تكريم للهيئة العربية للمسرح نظير جهودها لتطوير المسرح العربي.

كما أفادت الهيئة العربية للمسرح أن أمينها العام إسماعيل عبد الله شدد على «أن الهيئة العربية للمسرح تولي اهتماما خاصا لأيام قرطاج المسرحية وتعتبرها من بين أهم المحطات المسرحية في الوطن العربي، ويهم كل المسرحيين، ولهذا ساندته ودعمته في دورتي 2013 و2015 معنويا وماديا حرصا منها على استمراره...» كما عبّر عن «استعداد الهيئة للتعاون في كل ما يرتبط بالمهرجان على غرار دعم الندوة الفكرية لأيام قرطاج المسرحية، وتنظيم معرض لمنشورات الهيئة يستمر طيلة أيام المهرجان وفي الفترة الفاصلة بين المهرجانين لينتهي باختتام مهرجان المسرح العربي. كما تتولى الهيئة في الفترة الفاصلة بين المهرجانين تنظيم أنشطة ترتبط بالتكوين والمسرح المدرسي والمسرح الجامعي ومسرح الهواة و ذلك بالتعاون مع المؤسسات التونسية المعنية بهذا الشأن والتي وقعت مذكرات تفاهم مع الهيئة لتنظيم برامج مشتركة.»
وقد تطرق الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله إلى «ضرورة السعي المشترك لتوثيق ذاكرة أيام قرطاج المسرحية، مشيرا إلى أن الهيئة اتفقت منذ مدة مع أطراف تونسية بهذا الشأن، متمنيا إعادة إحياء المشروع». وقد وعد مدير أيام المهرجان بالاهتمام بموضوع توثيق تاريخ مهرجان أيام قرطاج المسرحية.

مهرجان المسرح العربي يبحث في «السلطة والمعرفة في المسرح»
مباشرة إثر انتهاء مهرجان أيام قرطاج المسرحية، سيتواصل الاحتفاء بالفن الرابع على وقع الدورة العاشرة لمهرجان المسرح العربي الذي ستنظمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية من 10 إلى 16 جانفي 2018.
وقد أعلنت الهيئة العربية للمسرح في إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة أن دورة هذا العام ستهتم في ملتقاها الفكري بموضوع «السلطة والمعرفة في المسرح»، والذي سيحتوي على أربعة محاور.حيث يهتم المحور الأول بالمسرح في علاقته بالمعرفة: المعرفة في المفهوم الفلسفي والأنتربولوجي والعملي، وعلاقتها بالفنون بصفة عامة، وبالظاهرة المسرحية على وجه الخصوص، اعتمادا على أمثلة من تاريخ المسرح العالمي ومن تجارب مخصوصة.

في حين يهتم المحور الثاني بالمسرح في علاقته بالسلطة: تحديد مفهوم السلطة باعتبارها متعددة ومتغيرة على الدوام، وكذلك في علاقتها بمفاهيم الحرية والخصوصية، اعتمادا على مرجعيات ونماذج من النظريات والممارسات المسرحية العالمية والعربية.
أما المحور الثالث فيسلط الضوء على سلطة المؤلف ومعارفه: الدور التاريخي والجمالي للمؤلف المسرحي، ومسار السلطة لديه من الهيمنة إلى التلاشي التدريجي، بالاعتماد على نماذج عالمية وعربية. مواصفات ثقافة المؤلف المسرحي الراهنة، وموقعه ضمن مجالات الكتابة.
وأخيرا يبحث المحور الرابع في سلطات ومعارف صناع العرض (الممثل، السينوغراف، المخرج): سيرورة تحول السلطة في المسرح إلى أكثر من صانع، وانعكاساتها على بناء العرض المسرحي، ومن ثمّ على الثقافة المسرحية والفرجوية بصفة عامة من خلال تأثير التطور الفكري والتكنولوجي في أشكال الفرجة، وتأثيرها في التلقي والذوق الجمالي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115