في محاضرة لفوزية فريدة الشرفي ببيت الحكمة « العلوم النانوية: تحدّ علمي للقرن الحادي والعشرين»

ما المقصود بالعلوم النانوية؟ هل يمكن اعتبارها ثورة معرفية؟ ما هي أبرز انعكاساتها العلمية والإيتيقية؟ كيف تشكّل التكنولوجيات النانوية خطرا على المجالات الصحية والبيئية؟ إجابة على هذه الإشكال انتظّم المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون «بيت الحكمة» محاضرة حول التحديات العلمية الرّاهنة، قدّمتها مؤخّرا الأستاذة فوزية فريدة الشرفي بعنوان « العلوم النانوية: تحدّ علمي للقرن الحادي والعشرين» .

وتتنزّل المحاضرة وفقا لتقديم الأستاذ عبد المجيد الشرفي رئيس المجمع ضمن مواكبة بيت الحكمة «لأحدث النظريات والمعارف في بلادنا والعالم»، لذلك استضاف مجمع بيت الحكمة باحثة مختصّة وناشطة في المراكز البحثية كما قدّمتها رئيسة الجلسة، ورئيسة قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية بالمجمع الأستاذة منيرة شابوتو الرّمادي .
لقد استقطبت «العلوم النانوية علماء عديدين من اختصاصات الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء وعلوم الهندسة» حسب المحاضرة، معرّفة علم النّانو على أنّه دراسة المبادئ الأساسية للجزيئات المتناهية الصّغر، فالنانو «هو أدق وحدة قياس مترية»، وبفضل التكنولوجيا المجهرية أصبحت المادّة برأي الأستاذة فوزية الشرفي قابلة للتوظيف، وتيسّر صنع جسيمات قابلة للفهم والتعاطي معها ببراعة «وإدماجها في أنظمة ذات وظائف لم تتفطّن لها العلوم الكلاسيكية» .

كما تشمل التكنولوجيات النانوية بتصوّر الباحثة الشرفي عديد المجالات العلمية، خاصّة الطاقة وأجهزة الاستشعار إلى جانب عالم المعلوماتية والطب والبيئة، ففي السياق الطبي استفادت الدراسات الطبية من المواد النانوية ذات العلاقة بالتطبيقات المختلفة على غرار عوامل التباين في تصوير الخلايا . وعليه أصبحنا نتحدّث «عن التقنية النانوية البيوطبية ... أي طب النانو» ، ويمكن تمرير الدواء إلى خلايا محدّدة عبر التقنيات المجهرية . وتعود أهمية الجسيمات النانوية أي الموغلة في الصّغر إلى أنّها تمثّل حلقة رابطة في كل المجالات بين المواد الضّخمة والهياكل الذريّة، فمن الطبيعي جدّا أن يترجم هذا المنجز العلمي المذهل ثورة مجسّدة لسيادة الإنسان على العالم بمعارفه وعلمه إن استعرنا العبارة الديكارتية (ديكارت)، إلاّ أنّ المتأمّل في بعض الانعكاسات وفقا لمداخلة الباحثة فوزية الشرفي يستشف مدى أهمية المقاربات القانونية والأيتيقية لحماية الذات الإنسانية والبيئة من استخدامات بعض التكنولوجيات النانوية المقوّضة للمواطنة، والمستنزفة للثروات الطبيعية والطاقات البيئية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115