قريبا في قاعات السينما «تونس الليل» أو الوجه الآخر للثورة التونسية

على أطلال مدينة تغيّرت حتى أصبحت كالغريبة وعلى ذكرى عائلة افترقت حتى تشردت... يقف بطل فيلم «تونس الليل» على أعتاب التيه والحيرة في وطن تتقاذفه رياح المجهول. «تونس الليل» فيلم روائي طويل من إخراج إلياس بكار ومن بطولة رؤوف بن عمر، آمال الهذيلي، حلمي الدريدي، أميرة شبلي... من المنتظر نزوله إلى القاعات انطلاقا من يوم 27 سبتمبر 2017.

بعد فيلم «هو وهي»، يستعد إلياس بكار إلى طرح الفيلم الروائي الطويل الثاني في رصيده «تونس الليل» المدعوم من طرف وزارة الشؤون الثقافية. وقد انطلق المخرج في تصوير مشاهد فيلمه منذ 28 نوفمبر 2015.

الإعلام بين الحرية والوصاية
«تونس الليل» هو عنوان برنامج إذاعي ليلي اجتهد المذيع «يوسف» أو بطل الفيلم رؤوف بن عمر في تقديمه بطريقة شاعرية وطريفة وهو الذي قضى أكثر من 20 سنة في خدمة الإذاعة الوطنية التونسية. وقد اختار المخرج إلياس بكار في فيلمه الروائي الجديد أن يركز عدسة الكاميرا على تفاصيل حياة هذا المذيع في طقوسه وعاداته اليومية حيث يستقبل يومه بإيقاع ممل رتيب ميز طول حياته التي يقضيها متنقلا بين حانة «سانت جورج» والإذاعة. وككل صباح يدخن سيجارته أمام النافذة المفتوحة، ويشرب قهوته التركية الباردة قبل أن يلقي نظرة في مرآته المشروخة على جسده النحيل الذي أنهكه التعب... ولكن لم يستمر نمط هذه الحياة الرتيبة إذ حدث ما جعلها تنقلب رأسا على عقب !
على اثر الإعلان عن خبر إقدام شاب على إضرام النار في جسده في سيدي بوزيد، كان المذيع يوسف وجها لوجه مع الأوامر العليا بضرورة بث أغاني وطنية والحديث عن انجازات الرئيس آنذاك دون التطرق إلى ما حدث في سيدي بوزيد ..فكان جوابه بالرفض. بل أراد يوسف أن يشير إلى الحادثة التي وقعت في سيدي بوزيد، لكن تم قطع حصته المباشرة «تونس ليلا» بأمر من مدير الإذاعة ليتم اعتقاله بمجرد خروجه من مقرّ الإذاعة.

عائلة في مفترق الطرق
في المنزل كان بحرا صاخبا من الأحداث والوقائع في انتظار أسرة هذا المذيع التي انفرط عقدها في تلك الليلة الموافقة لـ 17 ديسمبر 2010. وقد وضعت الابنة الصغرى ليوسف حدا لحياتها منتحرة في غرفتها بعد سلسلة من خيبات الأمل ... في حين كان مصير الابن الأكبر أمين الالتجاء إلى المسجد بالرغم من القمع في الماضي من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي بعد حادثة 11 سبتمبر.

أما زوجة يوسف (آمال الهذيلي)المغرمة بالموسيقى فقد هرعت إلى الصلاة كملجإ للصبر على المرض الذي ألمّ بها ... وقد أعاد فيلم «تونس الليل» الممثلة التونسية آمال الهذيلي إلى السينما بعد أن غابت لسنوات عن الظهور، فبطلة «صمت القصور» و»صيف حلق الوادي» و»بنت فاميليا» لم تطل على الشاشة الكبيرة منذ آخر فيلم لها مع محمد بن إسماعيل «غدوة نحرق» سنة 1998.

أمام هذا الوضع العائلي المتأزم اختار «يوسف» الهروب إلى شوارع العاصمة في استرجاع لذكريات شبابه على أطلال مدينة تغيرت في نظره فلم يعد يعرفها...
وفي انتظار عرضه قريبا بقاعات السينما التونسية واكتشاف رؤيته الإخراجية ومعالجته الدرامية ...تجدر الإشارة إلى أن المخرج إلياس بكار هو خرّيج المعهد الحر للسينما بباريس، وقد سبق له إخراج مجموعة من الأفلام القصيرة والمسرحيات والأفلام الوثائقية التي أهدته عددا من الجوائز السينمائية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115