معرض «A toi » لمنية الشاهد بدار قمر سوسة: إلى نساء تونس:كنّ جميلات وثائرات فأنتنّ وطن

انا المسافرة في عينيك دون هدي، انا التائهة في بحر الالوان، غريقة في حب الريشة والفن، انا الحالمة و الباحثة عن تفاصيل الجمال، انا عاشقة الفن، عاشقة الحياة، انا امرأة تعشق الرسم حد التماهي، تحملك مع لوحاتها الى عالم غير العالم، ان شئت استنشاق عبق الجمال

فـ«تبعني نبنيو الدنيا زينة، دنيا فن وحب وكيف وعيشة بنينة»، امّا انتِ فاليكِ لوحات قوامها الحلم لوحات كتبتها ريشة فنانة عاشقة للجمال هكذا تقول لوحات منية الشاهد التي زينت فضاء «دار قمر» بالمدينة العتيقة في سوسة.

«إليـك» هو عنوان معرض للفنون التشكيلية للفنانة منية الشاهد، افتتح منذ 13اوت بمناسبة عيد المرأة وهو معرض يضم 33 لوحة هي ارهاصات تجربة منية الشاهد في الفن التشكيلي، 33 لوحة تحدثت فيها اساسا عن المرأة عن الوطن، عن تونس وعن الحب والحلم.

أنا انثى، أنا الثورة والحرية والوطن
يا سائلا عن الجمال ، المدينة العتيقة بسوسة تناديك لتمتع ناظريك بجمال بناياتها وقدم ابوابها وسحر ازقتها وجمال عمارتها، يا باحثا عن الحب لك ان تزور «دار قمر» لاكتشاف معرض منية الشاهد هناك بعيدا عن ضجيج المدينة والعمران ستشعر انك قبالة الفن والحب وحدك دون منازع، اقرب الطرق الى دار قمر هو بطحاء «جبانة الغربة» ، ستجد مدرجا موشى بالوان زاهية، ثم البطحاء، الى يمينك بائع «للانتيكة» واصل السير قبالتك زقاق صغير مدهون بالازرق السماوي، الى اليمين، ثم الى اليسار ستعترضك «دالية عنب» تزيد المكان بهاء، ثم الى اليسار مجددا لتجدك مباشرة امام فضاء «دار قمر»، رويدك فاولى اللوحات تعترضك في الباب، ارفع راسك عاليا واستمتع بجمال المدينة العتيقة «البلاد العربي» لوحة مرسومة تحت الماء في عمق 10 أمتار، فمنية الشاهد ترسم تحت الماء ايضا فنانة تبحث عن التجديد دوما.
حيث تعزف «عازفة الفرح» ستكتب حتما «قصيدة» «صمت» مميزة، قصيدة تنطق باسم «انوثة» ، قد تكون ملخص لـ «حواء» او هي تعاليم حيرة» و«صبر» و «احساس» بـ«خبايا الروح»، في «دار قمر» لك ان تستمتع بالالوان، لك ان ترفع رأسك وتشرئبّ عاليا و»تعود الى الذات» لوحة لامرأة تبدو مرفوعة الهامة والهمة، امرأة لها «كبرياء» تعجز «الكلمات» عن وصفه ونقله، كبرياء عاشقة تنتظر «اللقاء» .
في المعرض، تجد الانثى بكل تجلياتها، فهي العاشقة والصامتة، هي الوطن والام، هي مصدر «الاحساس» و «التحدي» هي الثورة والثوار وهي الانعتاق والحرية ، المرأة انثى جميلة هي فينوس الهة الجمال هي الريشة المتمنعة واللوحة الفريدة هكذا هي المرأة في معرض «اليك» لمنية الشاهد.

اللوحة..صوت الوجيعة وانين المكلومين
الفن التزام بقضايا الانسان، الفن تعبيرة متفردة عن الالم والوجيعة، الفن تأريخ وارشفة لاحداث قد لا تدوّن في الكتب الرسمية، بريشتها تحدثت عن الوطن كما تراه، قبالتك يا زائرا المعرض ستشدك نظرتها القوية، هي تشير اليك بإصبعها وكأنها تدعوك ان تسمع انين روحها، ان تجلس قبالتها وتستمع الى صرخات ام ثكلى، ثكلت في ولديها فقط بتهمة «الوطنية» تامل رباط رأسها، تامل ذاك اللون الاحمر في اللوحة حتما هو دماء ولديها التي سالت في الجبل بعد ان ذبحوا ونكلوا بجثثهم، لوحة لام الشهيدين زعرة السلطاني سمتها الفنانة «وطن» دموع شاهدت الفنانة انها تختزل الوطن لوحة وكان لسان حالها يقول»

«تاريخي.. ما لي تاريخٌ.. إني نسيان النسيان، إني مرساةٌ لا ترسو.. جرحٌ بملامح إنسان».

الى جانبها لوحة اخرى تعبر عن الوجيعة، لوحة ستقف قبالتها كثيرا، ستسال عن سر تلك القوة، دموعها تبدو وكانها ستنساب على اللوحة، صدق في نقل دموع أرملة الشهيد ووجيعتها، لوحة ارملة نجيب القاسمي «صبر» لوحة التفت فيها بالراية الوطنية حاملة وحيدتها بين يديها ودموعها منسابة، صبر عن الفقدان والوجيعة، دموع لم تجف بعد وكلما سقطت على الارض ازهرت أجمل الالوان فالجندي الشهيد بات حاملا للورود لا الدماء، واللوحات كانت حمّالة لوجيعة المكلومين والمنسيين، الوان تجمع الاحمر لون الدم والاسود لون الوجع وفي تمازجهما حديث الارواح المكلومة والنفوس المرهقة.

تونس «الملية» و«السفساري»
«نساء بلادي» لوحة توسطت «دار قمر»، نسوة بالسفساري يمشين في ازقة المدينة العتيقة، لوحة تنطق بالحياة والجمال، لوحة عن جزء من المرأة التونسية بلباسها التقليدي القديم، جولة في المعرض معها استكشاف لتعاليم المرأة كما شاهدتها الفنانة منية الشاهد.

في الركن لوحة لامرأة تجلس في القاعة تلبس التخليلة التونسية وامامها «العولة» وكان بالفنانة تعود بالذاكرة الى سنوات طفولتها، الى العولة واللباس التقليدي الى المرأة «المقدية» و اهتمامها بمطبخها، معرض يجمع الحداثة والاصالة لكل منها تاثيرها على شخصية الفنانة، تاثير انعكس في لوحاتها.

منية الشاهد العصامية التونسية التي اختارت الرسم اداة للتعبير عن التزامها بفضايا الوطن، الوطن الصغير الذي اهدته العديد من الاعمال الفنية الجميلة تونس التي رفعت رأيتها تحت الماء لتقول للعالم ان لتونس أبناؤها الغيورين والذين يرفعون رايتها فوق الجبال وتحت البحار، منية الشاهد قدمت لجمهورها معرضا مكونا من 33 لوحة لكل واحدة منها حكاية وقصة عن المرأة وثورتها وقوتها ورقتها، و المميز هو ذاك العود في اقصى اليمين، لانه العود الذي تعلمت عليه العزف ليصبح اليوم لوحة حية، لوحة تتحد فيها رقة اللحن مع غنج الريشة وتكون النتيجة املا متجددا وحلما لا يأفل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115