مهرجان الحمامات الدولي : كاليبسو روز السبعينيّة تغنّي بروح فتاة عشرينية

جميلة ومشاغبة ، مشاكسة وعنيدة، لصوتها سحر شلالات الكراييب ولحضورها الركحي رهبة البراكين وقوة نيرانها: كطفلة لا تكبر ابدا تغني وترقص، تلك العجوز تبدو على الركح شابة يافعة عاشقة لموسيقاها وللحياة وللاحتفال وعلى ركح الحمامات ابدعت وتألق نجمها ليشع في سماء موسيقى الكاليبسو.

ملكة الكاليبسو بامتياز، سيدة جزيرتها، عاشقة للموسيقى التي انخرطت في مسارها منذ سن الخامسة، فتاة عنيدة محبة للفن والرقص، تمتع المتفرج وتغريه بالمزيد هي كاليبسو روز أو Linda Mc Artha Monica Sandy-Lewis.

الموسيقى ذاكرة والوطن موسيقى
في سهرة صيفية مميزة كان موعد جمهور مهرجان الحمامات الدولي مع فنانة سبعينية، لها اكثر من 23 ألبوما، جابت العالم وكلما غنت تشعرك انها سيدة الركح وسيدة الموسيقى، ذاكرتها متقدة، ذاكرتها عنوان لهوية وطنها وموسيقاها عنوان تمسكها بتقاليد جزيرتها.
في الحمامات بعد ان رحل الجمهور الى لبنان مع عرض بار فاروق، تجددت السفرة الى جزر الكرايبي، رحلة حيث الطبيعة الخلابة والساحرة، رحلة حيث الكرنافالات ميزة البلاد، رحلة مع «كاليبسو روز» تلك الطفلة الشقية العاشقة الابدية لموسيقاها.

تصعد بتؤدة وخطى بطيئة الى الركح، حركاتها المنهكة وجسدها نصف المقوس سيدفعك للتساؤل حتما هل ستقدر على الغناء؟ وبمجرد ان تنساب الموسيقى من الة الساكسوفون تتحول تلك العجوز الى فتاة يافعة ، تغني بصوتها الجهوري القوي، ترقص، تتحرك على كامل الركح، بمجرد ان تندفع الموسيقى تتحول لتمتع جمهورها، بين الاغاني تحدث الجمهور وتضحكه حينا وتخبره عن بلدها احيانا اخرى، كاليبسو روز سيدة موسيقى الكالبسو وموسيقى الكرنفالات في وطنها، لاغانيها عنوان الثورة والفرح والحياة، نغمات راقصة طيلة الساعتين، بالموسيقى تحدثك McArtha Monica عن وطنها «جزر الترينيداد والتوباغو» بالموسيقى تتجول بك في مقاطعات كاروني و مايارو و ناريفا و سانت أندرو و سانت ديفيد و سانت جورج و سانت باتريك و فكتوريا هناك حيث يقام الكرنفال السنوي لترينيداد.

ولانها صادقة مع نفسها ومتصالحة مع هويتها الاصلية قدمت كاليبسو روز وصلات رائعة ألهبت الأجواء في المدرجات بروح من الدعابة و الحيوية وكانت البداية مع أغنية «أنا الأفريقية» I’m african ثم مجموعة من الأغاني التي تؤكد التزام كاليبسو روز بقضايا بلادها والقارة الإفريقية و كانت في كل مرة تروي قصة الأغنية للجمهور الغفير الذي حضر حفلها وتفاعل معها.

ترتفــــع موسيقى الدرامز تعلن الرحيل للتجول في ثقافة جزر الكراييب، موسيقى صاخبة كما ثورة النازحين الفرنسيين الى تلك المنطقة بعد الاستعمار الاسباني، ترتفع نغماتها الاكثر لتنقل وجيعة المهجرين السود، يصاحبهم صوت فنانة لا يشيخ، صوتها الساحر أبدا يتحدث باسم ثورة السود وثورة الفرنسيين والمسيح ثورة و ووجيعة اصبحت اليوم عنوانا للاحتفال في اشهر كرنافالات العالم، ليكون صوت كاليبسو روز ذاكرة لوطنها تعرّف بها اينما غنت.

الفرح يناديكم فهلمّوا
ان دعاك الفرح فأنس همومك وانخرط فيه بكل أحاسيسك، ان دعيت الى الرقص فأنس ما حولك وارقص وحرر جسدك، اذا دعيت الى الحلم فاحلم ولا تخشى شيئا، ان دعيت الى الحب فاحب الموسيقى لانها الخالدة هكذا حادثت كاليبسو روز عشاقها باغانيها، تلك السبيعينة تماهت مع الساكسوفون غازلت القيثارة وسحرها وتحدت بالرقص نغمات الدرامز وحلمت مع البيانو، على الركح بلباسها الذهبي وكانه عنوان للتالق، تالقت وحملت جمهور الحمامات الى موسيقى الكاليبسو و«الكاليبسو» هو نمط موسيقي تقليدي لدولة الترنيداد والتوباغو اساسه الارتجال، مصدره الاول موسيقى SACO، اكتشفت موسيقى الكاليبسو عام 1914 من قبل الموسيقي VICTORET DECCA وتم اقتباسه كثيرا من قبل مغنين في امريكا الجنوبية والولايات المتحدة الامريكية على غرار ANDREWS SISTERS، هي موسيقى الفرح وهي أساس الكرنفال في التوباغو.

هنا في الحمامات لك ان تنسى كل مقوضات الفرح، فكاليبسو روز تلك الملكة لن تترك للحزن مكانا، فموسيقاها عنوان للسعادة والفرح والحياة ورقصها عنوان التمرد والحياة الابدية وعشق التجديد، نغمات الالات الموسيقية ستسافر بك الى الكرنافلات وجزر الكراييب الى سحر الموسيقى والطبيعة، موسيقى برائحة «الكاكاو» كاليبسو روز التي أصبحت رمزا منذ سنوات 1970، والتي خلفت انطباعا قويا لدى الجمهور، هذه الفنانة التي جابت العالم منذ أزيد من 40 سنة ساطعة في سماء الفن بطاقتها وصوت مخملي خول لها الحصول بدون منازع على لقب «ملكة الكاليبسو».
طيلة الساعتين امتعت جمهورها باغاني «لا يا سيدتي»، «أتركني لوحدي» أو «النار في بلادي»، غنتها كاليبسو بإيجابية و تفاؤل، وحب الحياة لشعب ترينيداد وتوباغو.

حفل كاليبسو روز كرم من خلاله مهرجان الحمامات الدولي أمس ملكة الكاليبسو بلا منازع وواحدة من أساطير هذه الموسيقى وإيقاعات المناطق المدارية، و استمتع الحضور بأحدث أغانيها من ألبوم «بعيدا عن الوطن» الذي تحصلت به على جائزة victoire de la musique لسنة 2017.. فنانة برق نجمها ولن يأفل ماذامت عاشقة للحلم، لوطنها غنت، لكل المهجرين اهدت اغانيها وللانسان وجهت رسالة حب.

تلك السمراء مثل القهوة ابدعت في حفل جميل تماهت مع الموسيقى رقصت وغنت وحملت الجمهور ليكتشف موسيقى بلدها، سمراء ممتعة وكاننا باحمد شوقي يقول:

سمراءُ ما هبَّ النسيمُ مُشرِّقاً،
إلا رأيتُ بها النسيم تعطَّرا
سمراءُ غنَّاها الجمال ترنُّما،
خُلِقَ الجمال على الجميلةِ أسمرا

في الحمامات تميزت كاليبسو روز، غنت موسيقى الكلايبسو ورقصت وتحدثت عن الوطن والهوية والموسيقى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115