مهرجان الحمامات الدولي : عرض إلهام مدفعي: إذا رٌمت الحلم فتجول مع القيثارة والقانونلا

عشق بلده فغنى فلكلورها وتراثها الى العالم اجمع، عشق الاختلاف فاختار القيثارة لتكون رفيقته في مسيرته الموسيقية الفيسفسائية الالوان والألحان، هو الهام مدفعي الفنان العراقي المولد والاصل وعربي الروح و عالمي الموسيقى، إلهام مدفعي فنان الشيب والشباب، فنان كلما زاد عمره اصبح لموسيقاه رونقا أكثر جمالا.

إلهام مدفعي قدم لجمهور مهرجان الحمامات الدولي سهرة كالحلم ، سهرة بدا فيها مثل عاشق يغانج معشوقته تحت ضوء القمر وهسيس موج البحر، الهام مدفعي لم يتعب ولم يبدو عليه الوهن كان مميز وانيق غنى، وابهر جمهوره .
الهام مدفعي يوزع صكوك الفرح

منذ صعوده الركح والفنان ينثر الحبور ويوزع شحنة معنوية ايجابية على جمهوره، شيخ بقلب طفل وحلم شاب، توسط فرقته الموسيقية حمل قيثارته رفيقة دربه وانطلقت الرحلة الى الموسيقى، رحلة تماهت فيها كل الالات الموسيقية لكتابة ملحمة فنية ستبقى راسخة بذاكرة جماهير الحمامات.
منذ البداية ضرب الجمهور موعدا مع الفرح، فلقاء القيثارة بالدربوكة والالات الايقاعية احدث الفارق، وغنى الهام مدفعي :بين العصر والمغرب» و«بنت الشلبية» و «بابوري» و«مالي شغل بالسوق» اغان يحفظها جمهور الحمامات وكان سند الفنان في ادائها.
كلما تقدم الوقت توسط القمر السماء ليضيء المكان ويحمل الجمهور الى بدايات الهام مدفعي، كلما تحدثت القيثارة إلا واشارت الى سنوات خلت حينما اختارها مدفعي لتكون رفيقة موسيقاه وهي الالة الغربية الغريبة عن الفلكلور العراقي.

هي جولة في الموسيقى العراقية، جولة مع تماهي غريب بين الة القانون العربية والة القيثارة الغربية، كلتاهما تميزت وكلتاهما كتبت اجمل الالحان في حفل لن ينسى، الهام مدفعي غنى مجموعة من اشهر اغانيه، ربما لم ينصفه الوقت ليضيف المزيد، فنان مميز، حالم يجعلك تشاركه ضحكته وحلمه عنوة، فنان لموسيقاه وقع البلسم على الارواح المنهكة، في شجن القيثارة عودة الى العراق والتحديات والمشاكل التي عاشها في وطنه.

موسيقاه مميزة ولها سحرها الخاص فنان لا يعترف بالحدود والحواجز انطلقت مسيرته الفنية في موطنه العراق في سن الثانية عشرة ويقول انه كوّن في منتصف الستينات فرقة موسيقية انطلقت من الكويت، وأطلق عليها «تويسترز»، وجميع أعضائها كانوا عراقيين، ويضيف «لكن بسبب طموحي في إكمال دراستي سافرت إلى لندن، وبقيت هناك سنتين فقط، لأعود بعدها مجدداً إلى الكويت، حيث بدأت دورة أخرى في الحياة من خلال دخولي مجال التجارة بعيداً عن الفن، وفي الوقت نفسه استطعت تأسيس فرقة موسيقية أخرى حملت عنوان «13.5» وكانت تتبع أيضاً نهجي الموسيقي».

من الكويت الى العراق ولندن انطلقت مسيرة فنان مقاوم عشق الفلكلور العراقي وقدمه بطريقة جديدة، فنان ترافقه قيتارته لتنقل عذابات سنين منع اغانيه في موطنه العراق.

عذابات ربما تتجسد اكثر في اغنية «خطر علينا الفرح» تلك الاغنية التي يتحدث فيها سجين الى نفسه متخيلا القدوم المفاجئ للفرح وكيف ينصح نفسه بإخفاء صوت الحزن، قصيدة حزينة ولحن رقيق زينته انغام الناي المتقطعة وكانها صوت المغتربين.

على ركح الحمامات كانت الجولة مع اغاني الهام مدفعي اغاني مبهجة راقصة وكان بالفنان يوزع صكوك الفرح على جمهوره ويحملهم الى عالمه الخاص.
من الشابي الى طوقان...تتشكل الاحلام لتولد نوتة موسيقية مميزة

فنان يكره الالقاب، يكره القوالب الجاهزة، فنان عاشق للشعر العربي، لحن للكثير من الشعراء، غنى لايليا ابو ماضي و نزار قباني، وفي الحمامات اعلن عن لحن جديد هذه المرة لشاعر تونسي هو شاعر الانسانية ابو القاسم الشابي، اغنية ستكون حاضرة في الالبوم الجديد الذي سيصدر قبيل عيد الاضحى، من قصيد «الصباح الجديد» غنى الهام مدفعي ليقول:

أُسْكُني يا جرَاحْ
وأسكُتي يا شُجُونْ
ماتَ عهد النُّواحْ
وَزَمانُ الجُنُونْ

وَأَطَلَّ الصَّبَاحْ مِنْ وراءِ القُرُونْ
في فِجاجِ الرّدى
قد دفنتُ الألَمْ

ونثرتُ الدُّموعْ لرياحِ العَدَمْ
واتّخذتُ الحياة
مِعزفاً للنّغمْ

أغنية ميزتها لحن القيثارة الهادئ مع صوت القانون الرقيق ومعهما الدعوة الى حب الحياة و مواجهة مخاطرها كما يقول القصيد، وعن اسباب اختياره للشابي قال مدفعي في الندوة الصحفية «في العراق يدرس الاطفال شعر الشابي كما يدرسون للشعراء العراقيين، لا فرق بين الشابي والسياب عندنا، والشابي قامة شعرية تستحق البحث ولازلت ابحث في اشعاره عن الحان استثنائية».

ومن شعر الشابي الى ابراهيم طوقان ومع قصيبد موطني تكون نهاية السهرة، سهرة اراد من خلالها الهام مدفعي الحلم، سهرة اراد ان يكون «وطنه، سالما منعما وغانما مكرما» ، سهرة تمازجت فيها الاغاني والآلات الموسيقية وهتاف الجمهور لتكتب أسطرا في حب الحياة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115