روضة بن عبد الله لـ«المغرب» قبل عرض الحمامات غدا: موسيقاي عنوان لوطني و إلى مديري المهرجانات «فكروا في تونس قبل مصالحكم»

فنانة تونسية، مميزة لصوتها شجن الدغباجي وجرأة محمد علي الحامي، هناك في قابس تعلمت اصول الغناء تعلمت ابجديات الموسيقى، حلمت وارادت جمهورها ان يشاركها حلمها، من الذاكرة انطلق مشروعها الموسيقي والى الحلم تحمل جمهورها اينما حلّت، ومن «بين الوديان» الى «اسرار» و «انادي انادي» و «ساعات» و«قطايتي» و «دانا دانا» تمتعك روضة وتشاركها حلم ابداع امراة تونسية.

روضة بن عبد الله تكون مساء الغد على ركح الحمامات لتغني لجمهورها وتقدم له باقة من احدث اغانيها المميزة بطابعها التونسي كلمة ولحنا، «المغرب» التقت الفنانة للتتعرف على ملامحها الموسيقية والحديث عن تجربتها.

• كيف تقدم روضة بن عبد الله نفسها لمن لا يعرفها من القراء؟
تونسية، عاشقة للموسيقى، من الفنانات اللواتي لا يستطعن الحديث عن انفسهنّ واترك فني يعبّر عني واترك لجمهوري حريته في التعبير عن روضة بن عبد الله، انطلقت تجربتي الموسيقية منذ الطفولة في قابس في المدرسة والكشافة، حينها درسني معلم هو منصف احمد كان جد مغرما بالعود ورشحني لمسابقة في الفناء وتحصلت على جائزة افضل صوت في قابس ومن وقتها انطلقت المسيرة، الجائزة كانت دراسة عام في المعهد الجهوي للموسيقى، ثم تتلمذت على يدي المنجي الصويعي الذي اسس التخت للموسيقى العربية وغنيت في قابس الى جانب نور الدين الباجي و الشادلي الحاجي و تعلمت منهما كيف اقابل الجمهور واتعامل معه، ثم درست في المعهد العالي للموسيقى بتونس وشاركت في العديد من العروض مع زهير قوجة ورضا الشمك وفوزي الشكيلي وانطلقت رحلة الاحتراف والعمل.
فانجزت عرضي «اسرار» وباكمله كان اعادات للتراث المغاربي ومن 2014 الى 2016 اشتغلت على الانتاج الخاص ليولد قطايتي.

• ما الذي أحضرته روضة بن عيد الله لعرض الحمامات؟
مسرح الحمامات فضاء مميز وجمهوره مميز أيضا، في ذاك المسرح لكل حركة حسابها ولكل تنفيسة او حركة مقوماتها فالجمهور جد قريب من الفنان و ممنوع الخطأ، سأغني في الساعة الاولى واخترت مجموعة من الاغاني التي ستمتع الجمهور حتما ، عرض تونسي روحا وكلمة.

• عرض قطايتي كيف تقدمينه ؟
قطايتي هو استمرارا لعرض أسرار، هو ايضا استمرار لجهد ولتجربة غير موجودة ألا وهي تجربة التلحين المشترك، قطايتي ثمرة تجربة مشتركة لنسوة مبدعات، تجربة عملنا فيها على الكلمة التونسية واللحن التونسي تجربة تتحدث عني وعن الكثيرين تجربة كتبتها بالموسيقى.
في العرض قمت بتوظيف بعض الالات الغربية اضفت خصوصية على توجهنا الموسيقي دون المساس بالطبع التونسي.

• روضة بن عبد الله لم تختر الطريق السهلة ولا التجارية وانما تعمل على ماهو ثقافي؟ اهو اختيار؟ ولماذا راهنت روضة على هذا الاختيار؟
انا من اخترت هذا الطريق، اعرف انه صعب ولكنه يشبهني، اشعر بصدق ما اقدم، فالفنان كلما زاد صدقه مع ذاته ومع فنه ضمن نجاحه وسعادته واحبه جمهوره، اعرف ان «الثنية صعيبة» ولكنها النبض والحلم فانا اقدم موسيقى اتقاسم فيها الاحلام والهواجس والافكار مع الصادقين.
كثيرا ماتساءلت «علاش ها التعب» ودوما تكون الاجابة لانني اشبه نفسي وفني سيكون صادقا يشبهني.

• العمل في اطار ورشات؟ ما الذي يضيف للفنان ولتجربته الفنية؟
في تونس يعوزنا النقد الموسيقي والموسيقولوجيا، بالإضافة إلى أنه لا توجد تجارب ابداعية نسائية كثيرة، تجارب تكون المرأة فيها حاملة لمشروع فني لذلك اخترت العمل الجماعي لا الفردي ففي الورشات تكون هناك تبادل لأفكار وتلاقح لمسارات جميعها تساعد في بناء اغنية او لحن يكون مميزا لتكون الاغنية مزيجا من أحلام عديدة تتشابك وتتمازج لتقدم «حلمة حلوة».

• ماذا عن التعامل مع مهى شطورو؟ وتجربة الكتابة الثنائية؟
مهى صديقتي منذ الدراسة بالمعهد العالي للموسيقى، كلانا انطلقت من المدرسة الكلاسيكية، فرقتنا الحياة ثم اجتمعنا صدفة، صدفة كانت بداية لولادة ابداع مشترك، أشعر أن مهى تكمّلني وأنا أيضا فنحن وجهان لحلم واحد عنوانه ولادة كلمة تونسية تقدم ابداع المرأة التونسية ورغبتها الدائمة في تحقيق حلم النجاح.
من اللحظات الممتعة تلك التي نجتمع فيها انا ومهى لنبدع لحنا جديدا، لحظات ممتعة اراها تشبه كثيرا لوطني.

• الطبوع الموسيقية تضمحل تدريجيا هل لذلك اختارت روضة بن عبد الله الانخراط في مسار موسيقي يعيد اليها رونقها؟
سؤال يرجعني الى الثورة ايام قليلة بعيد اندلاعها كنت في شارع الحبيب بورقيبة، شاهدت الكثير من المشاهد التي دفعتني للبقاء مع نفسي وطرح سؤال «ما الذي يمكن ان اقدمه لتونس من موقعي كفنانة؟» لتكون الاجابة ان اقدم الموسيقى التونسية كلمة ولحنا الى الاخر، من موقفي قررت اعطاء الكلمة التونسية حقها وارجاع البريق للهجة التونسية وذاك ما سنقدمه للاجيال المقبلة.
روضة تغني «الثقافي» لا التجاري هل يقبل الجمهور التونسي على هذا الفن؟ وهل للتونسي القدرة على النجاح في الخارج وهو يقدم اللهجة التونسية؟
اولا التونسي يحب الصدق وسبق وان غنيت في ارياف تونس ووجدت التماهي مع الموسيقى وفرحة تصعب الكلمات على وصفها، اما عربيا «نعم « يمكن لفنان تونسي ان ينجح اينما غنى متى كان صادقا وتمسك بهويته، لماذا يغني المصريون بلهجتهم والمغاربة والجزائريون، لماذا التونسي وحده المجبر ان يغني بلهجتهم حتى ينجح؟ سؤال اطرحه دائما على نفسي لاتأكد ان النجاح يتحقق متى امن التونسي بثقافته، ومثلي دائما الفنانة العالمية Cesária Évora التي غنت حافية في فرنسا وقبلها الفرنسيين لانها تشبه فنها ونفسها.
في تونس تنقصنا سياسة الدولة ثقافيا وينقصنا ايمان مديري المهرجانات بالمشروع التونسي بالاضافة الى التسويق.

• في الحديث عن مديري المهرجانات ما موقفك من عقلية العربون في المهرجانات الصيفية؟ هل تأثر سلبا على الفنانين التونسيين؟
في الحقيقة نحتاج الى مهرجانات تدافع عن خصوصية الجهات وتدافع عن المشروع التونسي بعيدا عن الحسابات الضيقة والمصالح الفردية، عقلية العربون تدمر كل ما هو ثقافي لان اساسها ربحي وخاص، نحن بحاجة الى من يفكر في مصلحة تونس لا مصلحته الفردية.
واغلب «العرابنية» يقولون ان «التونسي يحب هكة» و هذا خاطئ لأن لتونسي يقبل على الفنان متى صدق معه وللمديرين اقول «اخدموا بمحبة تو الجمهور يجيكم»وفكروا جيدا في تونس قبل مصالحكم.

• سبق وان فزت بجائزة احسن عرض للموسيقى التونسية في ايام قرطاج الموسيقية ؟ كيف اثر في روضة وعلى موسيقاها؟
«فرحة» كبيرة، شعرت ان الجائزة مسحت عنا غبار التعب والإرهاق وكانت سندا معنويا أيضا لأكمل مشواري الموسيقي الذي اخترته.

• ما الذي اضافته المشاركة في برنامج سوبر ستار اللبناني الى شخصية روضة بن عبد الله؟
الكثير من الثقة في النفس، من المئات يتم اختياري ضمن افضل 12صوتا فذاك في حد ذاته نجاح هي تجربة عرفت من خلالها كيف تكون «الماكينة» المسؤولة عن انجاح صوت على اخر.

• أي الاغاني هي الاقرب اليك؟
أغنية «دانا دانا» اغنية الرحلة والرحيل فدانا هي اميرة امازيغية رحلت كثيرا، اغنية ارى فيها رحلة روضة بن عبد الله عام 2006 من قابس والطفولة الى العاصمة ورحلة جديدة مع الجامعة، اتذكر تفاصيل رحلتي الليلية والقمر يتوسط المكان ووداعي لوالدي جميعها تفاصيل استحضرها في الاغنية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115