طلب من «المغرب» نشره: أولاد أحمد - خطاب باريس

أيها المهاجرون
أيها الأنصار:
حفلٌ كاملٌ من أجلي..؟

أنا الذي لا يتجاوز وزني،في حالات العافية، وزن بروسلي بطلِ العالم لكل الأوقات في رياضة الكاراتيه ( 63 كغ )..وفي حالات المرض، وزن ستّة مجلّدات للطبري، وعشرة كتب لآبي حيان التوحيدي، ونسخةً من أعمال لويس أراغون الكاملة ؟
ما الذي فعلتُ لكم ولأجلكم، حتى تكرموني، عدا أنني حلمت مثلكم، وعانيت مثلكم، وناضلت مثلكم.ولعلّي أخطأت حيث لم تُخطئوا....الأمر الذي يجعل أيًّا منكم - رجلا كان أم امرأة - جديرا بتكريم خاص وبتحية منفردة.؟
إنني أخجل،حقيقةً،من أن يكون المرضُ دافعا للتكريم هنا في المهجر، وهناك في المصدر، ولكن الذي اعرفه أنكم ما انفككتم تكرمونني كلما زرتكم هنا أو زرتمونا هناك في تونس.
في أواخر الثمانينات كنتم أول من فكّ الحصار على نشاطي الشعري خارج تونس، بفضل جمعياتكم وحماسكم من أجل أن تكون الثقافة التونسية وجبة لا بد منها على طاولات أوروبا كلّها.
وبعد ربع قرن، تقريبا، أعاينُ لديكم نفس الحماس، بل حماسا مضاعفا للإعلاء من شأن الثقافة والمثقفين المشغولين بالهم الوطني وبإنقاذ تونس من تلعثمها الفكري الذي طال المجالات الفكرية والدستورية والديمقراطية.

أيها المهاجرون
أيها الأنصار:
أيتها الكفاءات التونسية

خلال وقائع الثورة التونسية، كنتم صوتنا في الخارج، وجنّدتم أحرار العالم للوقوف إلى جانب البركان الشعبي الذي سرعان ما وضع حدّا للاستبداد السياسي ولنمط الدولة البوليسية.
وها إنكم، الآن وخلال هذا العام، تحققون لبلدكم تونس سبقا عالميا وتاريخيا،وتكتبون اسمها بحروف من ذهب في قائمة الحاصلين على جائزة نوبل للسلام.
لقد اطلعتُ على وثائق عديدة تؤكّد،كلها،على دوركم الفعال والحاسم،بمعاضدة رؤساء الجامعات التونسية،في المسار الذي أدّى إلى نيل هذه الجائزة..وهذا من شأنه أن يكذب بعض التونسيين،في الداخل من أصحاب المال والإعلام، الذين ادّعوا – دونما حشمة – أن خبر الجائزة هلّ عليهم في المنام..وكأنهم أنبياء في زمن لم بعد يُصدَّقُ فيه أيّ نبي.

أيتها الصديقات
أيها الأصدقاء
أحييكم جميعا:نساء ورجالا

والى لقاء قريب..نكون قد استكملنا فيه ما تبقى أمامنا من مهام ثورة تكاد تنفرط من بين أيدينا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115