مهرجان الحمامات الدولي: دينا الوديدي غجرية الملامح وعالمية الموسيقى

في الحمامات يحلو اللقاء والسهر ومع هدوء عزف وائل السيد على الة الاكورديون وجنون عظيمة عازف الايقاعات و سحر صوت دينا الوديدي يكون اللقاء ممتعا ومميزا، فنانة صنعت الاختلاف بصوتها الجبلي القوي صنعت لنفسها مسيرة فنية ملتزمة بقضايا الوطن والشعب و نحتت طريقا مختلفة وتنطلق من الفلكلور لتدمجها مع الموسيقات العالمية.

على ركح الدورة الثالثة والخمسين غنت دينا الوديدي «الحرام» و «عادي»، غنت اغانيها الرافضة للموجود وناشدت بالافضل، في الحمامات كانت قوية وموسيقاها ثائرة حملت جمهورها في رحلة موسيقية الى التراث المصري ، على الركح دعت الكل ان يغني ويحبّ.
اذا اجتمع مجانين الموسيقى تكون النتيجة نشوة حد الثمالة

صوت الموج يعزف الحان الطبيعة، نوتة موسيقية متمردة ترحب بضيوف الحمامات، على الركح ستة عازفين، عازف اكورديون وائل السيد و عازف الايقاع «عظيمة» و عازف الدرامز محمد رافت و محمد عادل عازف القيثار الالكتريك و «سيكا جاص» عازف القيثارة و فيصل فؤاد على الكيبورد ، اتحدت نغماتهم، تماهت موسيقاهم، صخب وجنون موسيقي للترحيب بجمهور الفنانة دينا الوديدي.
على الركح حلت بفستانها الافريقي الموشى بالوان جميعها تشجع على الحياة والحلم والثورة الموسيقية، على الركح بدت كغجرية عاشقة لموسيقاها، او صعيدية متمسكة بنوتتها، تنطلق الرحلة في العاشرة مساء بتوقيت مسرح الحمامات، رحلة عنوانها الغوص في الموروث المصري والفلكلور الصعيدي وتقديمه الى جمهور بايقاعات متجددة وروح حية عاشقة ابدية للجمال.

تنطق قيثارة محمد عادل اولا، نغماتها في البداية هادئة ورقيقة يغازل قيتارته ويغانج نغماتها كعاشق يتغنى بسحر معشوقته، ولان الحب جنون، تكون الكلمة للجنون الموسيقى مع الالة العملاقة «الدرامز» محمد رأفت بدا كفارس يخوض غمار حرب موسيقية يريد ان يربح جميع جولاتها، موسيقى الدرامز القوية مصحوبة باغنية الحرام تحمل الجمهور في جولة الى دواخل فنانات عاشقات الموسيقى تقودهم الى الرفض والعناء، موسيقى قوية قوة فنانات متمسكات بالحلم في مجتمع انتشرت فيه عبارات «العيب» و«الحرام» مجتمع تكون الموسيقى اداة دينا الوديدي للتعبير فيه عن أصوات العديد من النسوة الراغبات في التحرر من ربقة الجهل، وبصوتها القوي تغني «الحرام هو الحرام، يا عمّ: يا بتاع الكلام. الحرام مش إني أغنّي، الحرام مش إني أحبّ: دا الحرام هو الكلام اللي نصّه، يا عمّ، كدب“، اغنية اتحدت الكلمات الرافضة فيها مع نغمات الاكورديون الحزينة .

من ايقاعات الدرامز إلى أكثر جنونا هي الايقاعات ، اذ ابدع عظيمة في العزف وشد انتباه الجمهور، عازف يعامل الايقاعات كنوتات يلاعبها بين يديه وكانها حبات رمل يذروها متى شاء او هي حبيبات ماء يحاول التلاعب بتموجاتها، عظيمة وايقاعاته المجنونة تماهى واتحد مع اغنية “الشسيرة الهلالية” الاغنية القوية التي اتحدت فيها موسيقات عالمية مع نفحات من موسيقى الصوفيين موسيقى تجعلك تتجول في السيدة زينب و الحسين وتشاهد حفلات النوبة والمولد فالموسيقى وحدها قادرة على الرحيل بك اينما تريد دون جواز سفر، على الركح كانوا مجانين الموسيقى، عزفوا وتماهوا مع نغماتهم وحملوا الجمهور في رحلة مجنونة تماهت فيها النوتة مع النشوة حد الشعور بالثمالة الموسيقية.

من اليوتيوب الى اكتساح شوارع القاهرة.. صوتها عنوان نجاحها
السيرة الهلالية وعادي و «احيح احيه» و «الحرام» «تدور وترجع» ومجموعة من اغانيها كانت عنوان حفلها على ركح الحمامات، الفنانة المصرية دينا الوديدي التي انطلقت في الغناء صدفة عام 2008، قدمت لجمهور الحمامات نسخة مصغرة عن تجربتها الموسيقية، فهي فنانة تدين «بدين الجدعة ودين رفاق الدرب» ، تسال عن معنى الوطن «يعني ناس مالهاش سكن»، على الركح، غنت، رقصت، تماهت مع ايقاعتها القوية و الرقيقة حينا، حملت الجمهور الى تجربة موسيقية تنطلق من الفلكلور المصري القاهري تحديدا ثم تعيد مزجه بايقاعات اخرى وموسيقات اكثر عالمية موسيقى يقبل عليها الشباب، فتجربة دينا الوديدي تجربة تنطلق من المحلي الضيق لتصعد معها سلم الموسيقى العالمية.
على الركح بدت فنانة مؤمنة بما تقدم، تعرف جيدا ما تريد وتعرف كيف تشد انتباه المتفرج وتحمله معها في رحلتها الموسيقية، الدرامز والايقاعات حاضرة في كل الايقاعات تنطلق منها لتغوص في ايقاعات الجاز، في العادة تقدم اغانيها مرفوقة بالة الكمان ولكن في حفل الحمامات كانت الاكورديون رفيقتها.
على الركح عادت بالذاكرة الى اول اغانيها الحرام، ثم تجولت في شوارع القاهرة والاسكندرية لأنها تصنف اليوم كأشهر فنانات «الاندرقراوند» في مصر، فنانة مختلفة صنعت طريقا مميزا ، عاشقة لما تقدم ومؤمنة ان الفنان صاحب رسالة.

يا سائلي عن الموسيقى قل هي الحياة
تماهى مع الته حد الاتحاد، بدا كطفل صغير يعانق لعبته المفضلة، او عاشق يرفض ترك حبيبته لهنيهة، عازف الاكورديون وائل السيد كان ملك العازفين بامتياز وكانت الته سيدة العرض، فنان هادئ هدوء نغمات الته الحزينة، يعزف ببراعة ومن الته تخرج موسيقى اسرة وحده العارف بسرها ، موسيقى وكانها تراتيل الكنائس او هي نشيد الحياة، عازف يرى من خلال الته، الته هي صوت قلب وموسيقاها عنفوان روحه، وائل السيد يعزف وكان الته تقول « حبيبتي ارضي، سالتك والكف هارب يا دوب تلم الوجع وتخف حزن الجنوب» نغماته كما حزن الجنوبيين وطيبتهم، موسيقاه عنوان للحب والعشق ولموعد متجدد مع الأمل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115