حفل شيرين عبد الوهاب في مهرجان قرطاج الدولي: تونس و «البقدونس» و الوزير «شاهد ماشافشي حاجة»

يسمونها ملكة الاحساس وسيدة المشساعر، فنانة كلما غنت ابكت جمهورها وكلما قدمت موال الا واثرت في المستمع، نعتها راغب علامة بالمجرمة لانها ابكت الجميع بمقطع من اغنية «كده يا قلبي»، هي

شيرين عبد الوهاب، فنانة انطلقت مسيرتها عام 2002 باغنية «اه يا ليل» ثم ظهور مع ثامر حسني في البوم مشترك بعنوان «فري ميكس3.

شيرين فنانة في رصيدها اغان يحفظها الجمهور التونسي ومنها « اه يا ليل» و «بطمنك» و «كده يا قلبي» ومشاعر» وفي الدورة الثالثة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي غنت شيرين امام 10 الاف متفرج، قدمت باقة من اغانيها امتعت الجمهور الذي افتك منها المصدح وغنى اكثر منها.

شيرين..ملكة الاحساس تائهة على الركح
توافدوا على المسرح اكثر من عشرة الف متفرج، جميعهم جاؤوا للاستمتاع بصوت ملكة الاحساس التي سبق أن قررت الاعتزال ثم امام رغبة جمهورها عادت الى الغناء، عادت منهكة وحزينة، اغانيها بعد العودة جميعها موجعة تفتت القلب وتحزن المستمع من «كده يا قلبي» الى «مشاعر» وكأنها لم تستطع الفصل بين حياتها الشخصية والمهنية.

يلقبونها ملكة الاحساس وملكة «المشاعر» ولكن اتضح ايضا انها ملكة التهكم و «التضومير» غير المضحك، شيرين على ركح عمره اكبر من عمر القاهرة التي تغنت بها فمسرح قرطاج بني في القرن الثاني للميلاد بينما ظهرت القاهرة مع الفتح الاسلامي مع عمرو بن العاص عام 642 ميلادي.

على مسرح أقدم من المحروسة التي تغزلت بها، على قرطاج الاثري، ذاك المكان او الشاهد التاريخي على حضارات عديدة، شاهد على حضارة قرطاج وصراعها مع روما هناك تهكمت شيرين من تونس قائلة «سالتني ابنتي اين سأغني، اخبرتها انني ساغني في تونس فقالت ستغنين في بقدونس، فاجبتها ما كلو أخضر ثم تعقّب نكتتها بضحكة استهزاء غير مضحكة، موقف أثار استياء الكثيرين ولكنه لم يثر أي ردة فعل من أغلب الجمهور الذي واصل الغناء.

شيرين عبد الوهاب على ركح قرطاج وفي حفل جمهوره غفير، بدت مضطربة، حركتها مضطربة، خوفها بدا واضحا، لا وجود لدليل للاغاني conducteur، تغني دون الرجوع الى الفرقة لعدم اعطائهم الفرصة لوضع ورقة النوتات أمامهم وهو عدم تمازج بدا واضحا للعيان، شيرين تقدم مطلع اغنية ثم تغني اخرى، شرين بدت غير واثقة من نفسها امام جمهور اقبل على اغانيها واحساسها، وبين الفينة والاخرى تجدها تحاول انزال فستانها الذي لعبت به الريح وتقول « فستاني كتير طويل من خلف وقصير من امام»، متناسية ان الجمهور التونسي جاء ليسمع اغانيها وليس لمشاهدة فستانها ولا تفاصيله.

اضطرابها انعكس على حركات السفير المصري الذي ظل رائحا وغاديا امام الركح الى ان حمل لها العلم التونسي لتقبله وتقول « لو فيني اقبلكم واحد واحد».

أمام جمهور جاء بالآلاف ليعانق رقة احساس شيرين ورقة كلماتها واغانيها التي يحفظها عن ظهر قلب، امام جمهور لم يسكت للحظة ولم ينتبه لكل تلك الفوضى فقط يريد ان يستمتع بفنانة رقيقة المشاعر غنت شيرين عبد الوهاب جملة من أشهر أغانيها القديمة والجديدة على غرار، بتسأل عليا، بتوحشني، هو ده، حلاوة الدنيا وهي أغنية جينيريك المسلسل الذي يحمل العنوان نفسه وحقق نجاحا كبيرا في رمضان هذا العام من بطولة التونسيين “ظافر العابدين” و”هند صبري”، كما قدّمت أغنية آه يا ليل، مشاعر، جرح تاني، آه يا دنيا، أنا مش ميبنالو، على بالي، بطمنك، وغيرها من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور الحاضر بكثافة جدّا.

الجمهور، في قرطاج، رقص وغنى وتفاعل مع شيرين واغانيها و لكن بدا جليا انها لم تقم بتدريبات مسبقة مع الفرقة واضطرابها على الركح كان جد جلي بالاضافة الى رفضها انجاز ندوة صحفية في كواليس المهرجان وقلمت بها في النزل بعد ساعة من نهاية العرض.

الفوضى وبطانة الوزير منذ المدخل
صف طويل أمام البابين الخارجي والداخلي، جمهور غفير العدد يحتجون بعضهم يصرخ وبعضهم يطلب توضيحا من الاعوان الامن واخرون خيروا الصمت والبحث عن مكان لوضع قدم لمشاهدة ملكة الاحساس وجلهم اتحد في مقولة «انا قصيت كراسي علاش ماندخلش»، جمهور اقتطع تذاكره للجلوس في الكراسي وثمن التذكرة 70 دينار ليجد نفسه في الباب الخارجي أو يقع منعه من الدخول الى الكراسي ويطلب منه التوجه الى المدارج، فمن المسؤول؟ واخرون اقتنوا تذاكرهم في المدارج ولم يجدوا مكانا يعبرون منه لان المسرح مكتظ، و فجاة ووسط صراخ ذاك الصف الطويل يهلّ علينا قمر وزير الثقافة مصحوبا بعدد كبير من موظفي الوزارة وعائلاتهم قرابة 80 نفرا صحبوا الوزير ومسؤوليه، اي قرابة 80 مواطنا اقتتطعوا تذاكرهم ليحرموا فقط لان السيد الوزير اصطحب معه ذاك العدد الكبير، اي ان المهرجان ادخل الى خزينته خمسة الاف و600دينار الى الخزينة ليحرم من اماكنهم؟، فمن المسؤول عن توزيع الدعوات؟ ولم كل تلك الفوضى؟ وهل يعقل ان يقتني مواطن تذكرته ليجد نفسه في الخارج؟ اسئلة تطرح دوريا في كل العروض الكبرى التي يقدمها مهرجان قرطاج الدولي؟ ففي العروض الكبرى كثيرا ما نشاهد الجمهور غاضبا يبحث عن مكان له خاصة اصحاب التذاكر، اما اصحاب الدعوات و «البوبلاش» فهم ضيوف مبجلون يجدون اماكنهم وحراستهم .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115