على مسرح الهواء الطلق بالحمامات: هيام يونس الطفلة التي لا تكبر تغنّي لتونس في عيد جمهوريتها الستّين

كطفلة صغيرة عانقت جمهورها، مثل عاشقة تماهت مع النغمات حد الذوبان في سحر النوتة واللحن كفتاة عشرينية راقصت النغمات ورحلت بجمهورها الى عالم مميز واستثنائي، لضحكتها وقع

البلسم على الروح ولحضورها الركحي وقع رذاذ الماء على وردة متعطشة الى المياه، في عيد الجمهورية التقى جمهور الحمامات الدولي مع فنانة طفلة لا تكبر تعشق موسيقاها وتشارك جمهورها فرحته أينما حلت.

عرفها الجمهور بـ«تعلق قلبي» الى «سافر يا حبيبي وارجع» و «سيدي منصور» و تونس السلام» و «دق ابواب الناس» و جدلي يا ام الجدايل» وغيرها من الاغاني التي جمعتها وحاولت ان تمتع عبرها جمهورها في تونس، جمهور جاء للاحتفال بعيد الجمهورية مع فنانة لازال لصوتها القدرة على التاثير في الجمهور وفي الحمامات كان اللقاء.

الفنان لا يكبر ونبع ابداعه لا ينضب
بلباس اسود انيق صعدت الفنانة على الركح، تحركت بعفوية وتلقائية، صافحت جمهورها في الحمامات بالقول انها جد سعيدة لأنها ستغني لتونس يوم عيد جمهوريتها، هيام يونس كانت في غاية الأناقة والتألق فوق الركح، حضور لافت وصوت مفعم بالامل والحب.

منذ البدء وعدت جمهورها بسهرة مميزة، على الركح حملت جمهورها في جولة موسيقية انطلقت من تونس بأغنية «افترض» من كلمات رضا شعير و الحان لطفي بوشناق اغنية عن الحب و المحبة تقول كلماتها « نفترض يرجع الزمن بينا الى الوراء، لاختارك انت وارتكب نفس الخطأ، المحبة مش عناد، المحبة مش مزاج، المحبة حياة» مع الحب ضربت لجمهورها موعدا كانت مطيته نغمات الكمنجة، 12عازف كمنجة كانوا عنوان الرحلة، ثم الوجهة الى دولة الجزائر وغنت هيام يونس أغنيتي «يا ساحر العينين» و«يوم تغلى المحبة» قبل ان تقدم كوكتالا من أشهر اغانيها التي عرفها الجمهور التونسي.

على العزابة» تعلق قلبي بيك» و«سافر يا حبيبي و ارجع» و سيدي منصور»اغاني الهبت المدارج ورقص لها الجمهور و رددها مع هيام يونس التي لم تفقد بريق صوتها ولا حضورها الركحي وكانت في كل مرة تتوجه بكلمات الحب و المودة مع محبيها.

هيام يونس امتعت جمهورها فنانة لا تكبر ولا تعرف طريق الوهن او الاستسلام، غنت باللهجة التونسية والجزائرية والاردنية و اللبنانية والسعودية، -غنت واخذت جمهورها في رحلة الى دول عديدة زارتها وصاحبته في جولة لاستحضار الالقاب العديدة التي حازتها، فتارة هي «نجمة الشرق» وطورا هي المطربة المثقفة» وحينا «صاحبة اخطر احساس» خاصة حين غنت «ليه زعلان» اغنية جد حزينة وهادئة طلبت الجمهور ان يشاركها إحساس الوجيعة في كلمات الاغنية، اغنية كانت كما موسيقى الناي موجعة ورقيقة، واحيانا هي «الجامعة العربية الفنية» لانها غنت بكل اللهجات العربية.

في عيدك تونس قبلة على جبينك
جميلة أنت يا تونس الخضراء في عيدك الستين، جميلة وانيقة انت اناقة عاشقة متيمة، سلام اليك يا تونس في عيد جمهوريتك سلام الى اهلك الكادحين وأبنائك الصادقين وفنانيك الصامدين ومثقفيك المبدعين، سلام الى كل شبر من ترابك وقبلة على جبين كل صادق امين، لتونس غنت، العلم الوطني يرفرف على الركح، رائحة الياسمين تنعش الروح، التحفت الفنانة بالعلم الوطني وقالت انها ستغني اغنية تهديها الى تونس في عيد الجمهورية «لاني تجولت كثيرا في ربوع تونس وعرفت ولاياتها واحببتها» كما قالت، تونس السلام اغنية من كلمات الشاعر ياسر اسطه اختزلت فيها تونس، تغنت بالكاف والقصرين وسيدي بوزيد والقيروان وسوسة وجندوبة وعين دراهم وبنزرت وقرطاج والمرسى وصفاقس اغنية احبها الجمهور الذي تفاعل مع نغماتها الراقصة، جمهور احب هيام يونس واحب اغنية اختزلت بلاده.

على ركح مسرح الحمامات، قدمت هيام «تونس» كما تسمي نفسها باقة من اجمل اغانيها، لساعة ونصف، غنت و «دبكت» و صفقت، وتسلطنت، بدت كفراشة لازالت تتجول بين زهور الربيع، فنانة حملت الجمهور وعادت بذاكرته الى طفولتها، فهيام يونس عرفها الجمهور المصري اولا من خلال اغنيتها « وحوي ياوحوي» و «اصحى يا نايم» التي غنتهما في فيلم «قلبي على ولدي» وهي في سن الخامسة، فنانة وقفت امام الكاميرا الى جانب اشهر نجوم مصر على غرار زكي رستم و امينة رزق، فنانة لا تكبر تبدو دائما تلك الطفلة التي ولدت في ضيعة «تنورين» شمال لبنان، فنانة غنت للجمهور اغان ذات طابع بدوي لبناني وهو لون موسيقي تميزت به الى جانب منافستها سميرة توفيق، على ركح الحمامات ابدعت وهي صاحبة الحنين الى الجمهور التونسي ففي كل اللقاءات التلفزيونية ووكلما سئلت عن أي مهرجان هو الأكثر تأثيرا على نفسها تقول أنها تعشق جرش وقرطاج.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115