في الجم يكتب دستور الموسيقى الانسانية: من إسبانيا إلى رومانيا النساء عازفات لحن الحياة ...

في مكان غير المكان المعتاد ، ولقاء غير اللقاء وموسيقى غير الموسيقى المتداولة كان موعد جمهور مهرجان الجم مع مطربة استثنائية حضورها جد نادر في الاركاح العربية، على ركح القصر الروماني

بالجم اطفأت ماريا ديل مار بوني شمعتها الخمسين مغنية اجمل اغانيها والحانها الساحرة الى جمهور المهرجان الدولي للموسيقى السمفونية.

اذ ليس من المعتاد ان يتم الاحتفال بالشمعة الخمسين لمسيرة واحدة من اعظم فنانات البحر الابيض المتوسط، تلك الايقونة التي لم تفارق خشبة المسرح منذ اعتلتها اول مرة، هي ماريا ديل مار بوناي واحدة من افضل الاصوات واكثر الفنانات اشعاعا في ثقافة المتوسط و في الجم احتفلت بشمعتها الخمسين احتفال عنوانه الموسيقى المميزة والنوتات الحالمة.

غنت «ماريا» الكاتالونية الأصل، بلغتها الأم، رافقتها إيقاعات متنوعة تركية وعربيّة وإسلاميّة، كانت حاضرة بقوة ضمن العرض، نغمات تجاوزت حدود الزمن والمكان والجغرافيا، نغمات قدرت ان تحطّم كل القيود والحدود نغمات تتغنى بالانسانية..

فماريا تعتبر من رموز الثقافة والموسيقى المتوسطية، إذ شارك في حفلاتها العديد من الموسيقيين العالميين، وحصلت على العديد من الجوائز العالمية في دول أوروبية وعربية، على ركح الجم كانت انيقة واستثنائية، مبدعة فتلك الفنانة المولودة ببالما عام 1947 كانت قد قدمت اول حفل لها بمسقط رأسها ولم تتجاوز العشرين وقتها، ثم انتقلت الى برشولة وهناك انضمت الى الحركة الموسيقية nova canço. او الاغنية الكاتالوكية الجديدة، ومن هناك بدأت مسيرتها الفنية في شكل رحلة موسيقية مستمرة، في الجم استحضرت بموسيقاها رحلاتها الموسيقية فتجول معها الجمهور في برشلونة وكاتالونيا و فالنسيا وجزر البليار و اسبانيا و امريكا و اروبا وتركيا واليونان والبرتغال وروسيا فمصر والمغرب وتونس ، اذ غنت ماريا “تحت الياسمينة في الليل” للمطرب التونسي الهادي الجويني، وأغانٍ من ألحان تركية ويونانية وسورية، ولكن الكلمات باللهجة الكاتالونية ايقاعات مختلفة وثقافات متباينة مزجت بينها تلك الخمسينية لتقدم خليطا موسيقيا عنوانه الانفتاح على ثقافة الانسان.

واحتفلت المغنية الكاتالونية هذه السنة بخمسين سنة على مسارها الفني، وطرحت بهذه المناسبة ألبومها الجديد بعنوان “ألترامار” الذي أنشدته على مسرح الجم الأثري، بمشاركة قائد أوركسترا الموسيقى التقليدية التونسي فتحي زغندة، عازف الكمان الموهوب الذي شاركها العديد من التسجيلات على مدى عقدين من الزمن..

ويبرز هذا التعاون الفني الجذور المشتركة والخصائص الفنية الموحدة التي تجمع شعوب المتوسط..

أما الجزء الثاني من الحفل ، فقد اثثته فرقة “آمادوس الكتريك كوارتات” الرومانية، فرقة مكونة من اربع عازفات، اشتركن في الحلم والجنون، جميلات ومتمردات، قدمت لجمهور الجم موسيقى باخ وموزار، كنّ كالحلم لذيذا حينا وغاضب احيانا، اربعتهنّ مميزات فهنّ عاشقات الموسيقى، عاشقات تلك الالة الكبيرة “الكنترباص” التي كانت سيدة العرض والمكان هنّ اربعة عازفات يعزفن جل الالات يعزفن موسيقى الحب والثورة والجمال، في سهرة صيفية مميزة غازل القيثارة ونغماتها الرقيقة وغانجنه الكنترباص وصوتها القوي وعاكسن البيانو و غنين ايضا فهنّ جامعات لمفهوم موسيقى الحياة يمتعنك ويلبين رغبة الجمهور دائما.

وقد رافقت العرض إيقاعات “تشاتشا “ و”طاقة الروك اند رول” واهتزازات الرقص الحديث بمؤثرات ضوئية أضفت الحياة على مكونات القصر التاريخي وأوصلت الماضي بالحاضر وزادت من حماس الجمهور الذي استنشق عبق الماضي وعطر الحاضر مع مجموعة المجموعة الرومانية.
سهرة الاثنين 24جويلية كانت سهرة نسائية بامتياز سهرة كتبت فيها العازفات أجمل الجمل في ملحمة موسيقية قادتتها عاشقاتالموسيقى العالمية من الروك الى البلوز الى التشاشا و موسيقى الموشحات العربية والفلامنكو جميعها نغمات زينت قصر الجم غازلت التاريخ وحملت الجمهور في رحلة تقول ان المرأة رمز الحياة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115