انطلاق سهرات الـ actnow لمهرجان الحمامات الدولي : ليلة الكمان... لنا في الحلم نصيب ...

هل راقصت الحلم يوما؟ هل غانجت نوتة متمردة وحاولت اسرها ومرافقتها الى عالم قوامه الحب؟ هل عشقت لحنا حد التماهي والذوبان في جماله؟ هل عشقت الة موسيقة لحدّ أن

اسرتك نغماتها واصبحت الحانها تراتيل مقدسة تمتع القلب والعقل؟ اسئلة يطرحها العقل حتما بمجرد ان يلامس رقة موسيقى الكمنجات التي كانت سيدة المقام والمقال في افتتاح عروض الـ actnow بمهرجان الحمامات الدولي.

جميلة نغماتها واسرة، هي صوت حديث الروح وشجن القلب، صوت البراءة والرقة والحلم، الكمان تلك الالة المعشوقة الابدية ، هي الالة الحالمة والثائرة ومع حسن شرارة من مصر و نوفل بن محرز من تونس و باكي كامنشي التركي كان الموعد مع الحلم في مسرح الحديقة.

الكمنجة سيدة المكان
في مسرح غير المعتاد، في حديقة دار سيباستيان كان الموعد مع عرض قدمته جمعية مقامات، العشب هو الركح والاشجار اعمدة زينت المكان، اضواء مميزة انعكست على الغصون فزادتها بهاءا، عشاق الكمنجة جاؤوا ليكتبوا تعاليم الحلم وينحتوا تفاصيله المقدسة.

البداية كانت من مصر، رحلة مع 5مقطوعات لعطية شرارة قدمها العازف حسن شرارة، تتحدث الكمنجة باناملها الرقيقة تبعثر المشاعر وتفتت كل تقاسيم الالم لترسم محله أملا لا يستكين، كل يحمل كمانه، يداعب يعزف اجمل النوتات، العازفون تماهوا مع آلاتهم وكانهم متماهين مع الحلم، البداية مع معزوفة على مقام النهاوند، مقطوعة رقيقة تاسر العقل والقلب، سحر الكمنجة سيدفع لسؤال العازف كيف تستطيع ان تحرك اصابعك على الاوتار وتحرك القوس بيدك اليمنى فتخرج هذه الانغام الشجية؟؟ فيكون جوابه بمثابة مفاجأة غير متوقعة عندما يقول لهم «انا لا اعزف باصابعي ولا بيدي .. لان اعلى مراحل التمرس والخبرة على الة الكمان هي ان تعزف بمطلق احساسك وتنسى أن شيئا ما بين يديك تخرج منه نغمات .. بل تكون انت في عالم اخر تماما وهذا هو السحر الحقيقي للموسيقى ومع مقطوعات رقيقة رقة ضحكة طفل صغير كان السحر، اما الساحر فعازف عاشق لموسيقاه ومتيم بالته.

من مصــر الـــى البرازيل، اليست الموسيقى لغة لا تعترف بالحدود، عبــــر الكمنجة ونغماتها كان الرحيل الى موسيقى الصامبا، الصامبا استنشق عبقهــا جمهور الحمامــات في نسخــــة عربية، نغمــات الكمان الرقيقة تصبح اكثر سرعة واشد جرأة وكانها تنقل بعض ماعاشه العازف في البرازيل.

من الصامبا عودة الى مصر تحديدا مدينة المنصورة، كما قالت الكمنجة انها ستتجول في منطقة بحرية نساؤها جميلات، فكانت النغمات رقيقة كما ضحكة فتيات عاشقات.

من مصر الى تونس وموعد مع مقطوعات تونسية ممتعة قدمها نوفل بن محرز ، مقطوعات عنوانها الرحيل بالمتفرج الى عالم جميل، عالم قوامه النوتة وموسيقى الكمنجة الرقيقة، موسيقى قدمتها جمعية مقامات المدافعة عن الحق في الثقافة والدفاع عن ثقافة الموسيقى الالية.

لنا الفن..للسفر الى عالم اجمل
عازف مختلف، لنغماته صوت الحق وصورة الحلم، عازف يحملك عنوة الى مصاحبته والسفر معه الى عالم غير العالم و موسيقى غير الموسيقى و لحن غير المالوف، العازف التركي باقي كامنجي و الذي أكد في عزفه على الأصول الموسيقية المشتركة بين بلدان شمال المتوسط و تركيا حيث امتزجت النوتات الموسيقية و المقامات ليقدم توليفة رائعة استساغها الجمهور الحاضر، عازف له طريقته المميزة في مسك الكمان يشعرك بالاختلاف فالكمان توضع على الكتف بحيث تصبح بين القلب والعقل والاذن تتوسط ثلاثتهم فيطلق عازف الكمان العنان لاحاسيسه بلا حدود ويصبح غائبا في عالم اخر لذلك يقال ان اللحن يخرج من اعماق قلبه الى الاوتار مباشرة، يعزف مقام الراست الذي قال عنه جبران خليل جبران «للراست في سكينة الليل وقع في المشاعر يحاكي تأثير كلمات رسالة جاءت من عزيز غال ، انقطعت أخباره في بلاد بعيدة ، فجاء الكتاب يحيي عاطفة الأمل ويعد النفس باللقاء».

رحلة صيفية مع الة استثنائية هي الكمان، رحلة في تاريخ تلك الالة ونوتاتها المميزة أوّل آلة كمان صُنعت في القرن السادس عشر في إيطاليا، والذي يؤكد على ذلك الرسومات التي تعود لعام 1530 على يد غودنزو فيراري، وقد كانت آلته تحتوي على ثلاثة أوتار فقط، وقد ظهرت آلة الكمان نتيجة لتطور العديد من الآلات الموسيقية الوترية قبلها من القرن الخامس عشر والسادس عشر منها آلات الربابة والفيلي.

عزف مميز، ايقاعات رقيقة، جودة عالية وإتقان للعزف من قبل اكثر من 11عازفا جميعهم عانقوا كمنجاتهم وصاحبوا الجمهور في رحلة الحلم تلك.

في ليلة الكمان كان اللقاء مع الحلم، لقاء مع الموسيقى الالية، لقد عوضت نغمات الكمنجة كل اللغات واللهجات، فهي آلة لنغماتها عنوان الامل والجمال في اولى ليالي الـ actnow

المجالس تعود وللفكر حضوره

انطلقت عشية 20 جويلية 2017 فعاليات «مجالس الحمامات» ضمن برنامج الدورة 53 لمهرجان الحمامات الدولي
و احتضن فضاء المارابوت المطل على البحر اللقاء الفكري الأول الذي اداره فتحي التريكي و شارك فيه كل من شكري مبخوت من تونس و رشيد بوجدرة و امين الزاوي من الجزائر و فريد زاهي من المغرب
تحت عنوان «الى اين نحن ذاهبون» تبادل المشاركون الآراء حول دور المثقف في تصور مستقبل المجتمعات العربية من خلال الحديث عن مسألة الهوية و المواطنة و العلاقة مع الآخر
و أكد المشاركون في الحوار على أهمية مسألة الانفتاح الفكري على ثقافات أخرى و مجتمعات مغايرة حتى تواكب المجتمعات العربية التغيرات العالمية السريعة التي ان كانت سياسية أو اقتصادية فإن انعكاساتها على تركيبة المجتمعات لا ريب فيها و بالتالي لابد من الاستعداد لها و تهيئة المناخ لاستيعابها ايجابيا

افتتاح concept store
تم يوم الخميس 20 جويلية 2017 تدشين مغازة المهرجان بوسط مدينة الحمامات concept store
المغازة التي تمت تهيئتها بمكتب الارشاد السياحي بالعاصة فتحت أبوابها لحرفيين شبان لعرض منتوجاتهم من الصناعات اليدوية والتقليدية في فضاء يرتاده التونسيون و السياح و أهالي الحمامات
هذا الفضاء هو أيضا نقطة بيع تذاكر المهرجان و فضاء للترويج لهذه الدورة تحت شعار حمامات كيما تحبها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115