مهرجان الحمامات الدولي عرض Diego el Cigala : الموسيقى حارسة دير الحياة المقدس

الموسيقى شدو الملائكة، هي روح الكون وسرها، للغتها شيفرات عديدة ومنها الحب والجمال والامل والحياة والحرية والتمرّد والثورة، الموسيقى رحلة قدسية مميزة، رحلة نحو عالم سرمدي تنتفي فيه

الحدود وتصبح لغة انسانية جمعاء وعلى ركح الحمامات كانت السفرة مميزة على بساط الفلامنكو وأغاني الغجر وموسيقاهم، بساط مفتوح يحمل كل العشاق ليستمتعوا ويعانقوا الحلم تماما كما يعانق الغجري قيثارته ليغني.

الى عالم استثنائي كانت الرحلة، الى عالم الموسيقى الغجرية الثائرة وموسيقى الفلامنكو الرقيقة كانت السفرة مع فنان استثنائي هو، diego rmon jiménez المعروف فنيا باسم Diego el Cigala الذي حمل جمهور الحمامات الى عالمه الخاص، عالم ميزته الموسيقى والحب، عالم يسكرك بخمرة الحب والموسيقى.

من الشوارع..الى كبرى الاركاح
قمر يتوسط السماء، نجوم انتشرت وأضاءت المكان، موج البحر قرر ان يكون سند العرض وعزف لحن التمرد، بين مد وجزر نوتة مختلفة ولحن مميز، لعبة الاضواء شحنت الجمهور بطاقة ايجابية وحفّزتهم الى المتعة، ضوء بنفسجي وازرق واصفر الوان زاهية انعكست على الركح وزادته بهاء، عازف البيانو jumitus، جلس قبالة آلته في أقصى الركح، اربع عازفي ساكسوفون اخر الركح، امامهم عازف الدرامز وآخر للإيقاعات وحولهم مربع بلوري، والى اليسار مغنيين اثنين او هما من جماعة palmas للتصفيق اليدوي كما هو موجود في كل موسيقات الفلامنكو، وفي الوسط، جلس الفنان الاسباني ، بشعره الغجري المموج وضحكته الحلوة التي وزعها على كل

الحضور وغنى منذ البداية للحب ، في اغنية يقول فيها « أحبك هناك حارسان يحرسانك فانتبهي، قلبك وقلبي يرعيان شعورك، احبك» منذ البداية تحدثت القيثارة وهمست بأغنية Tequiero، او احبك، وكأنه يضرب للجمهور موعدا مع الحب.

على ركح الحمامات كان اللقاء استثنائيا، فنان بسيط، محب للحياة وعاشق لموسيقاه حمل الجمهور في جولة معه إلى اسبانيا تجول في أزقتها واحياء ثم اتبع طريق الغجر انطلاقا من شمال الهند إلى إسبانيا، نغمات مختلفة وايقاعات تشعر انها جزء من روحك، موسيقى تجمع ثقافة اليهود والمسيحيين والمسلمين، موسيقى رقيقة حينا وثائرة حينا آخر لانها عنوان لوجيعة الغجر فموسيقاهم كانت وسيلتهم للتعبير عما يعانونه من ظلم، ودييغو سيغالا ابدع في التماهي مع الموسيقى الحالمة والموجعة في حين.

على ركح جد حميمي وفي ليلة صيفية نسماتها حلوة كان اللقاء مع الفنانر الحالم دييغو سيغالا، فنان انطلق من الشوارع، سنوات غنى موسيقاه في شوارع اسبانيا، ثم كانت تجربة في الحانات، يمتع رواد الحانات بصوته الرقيق العاشق، ومن ثمة اصبح يغني خلف اشهر راقصي الفلامنكو على غرار mario maya وfaruco وcristobal وعام 2000 قرر ان يكون في الواجهة ويغني امام جمهور متعدد الثقافات، ومنذ تلك الفترة واغنية latin granny awand وديغو لاسيغالا فنان الفلانكو الاكثر شهرة ويغني في اشهر اركاح العالم ومن 1998 تاريخ الظهر الى العام 2017، أصدر 11 ألبوم أولها Undebel وآخرها l’indestructible الذي قدم منه مجموعة من الأغاني على ركح الحمامات.

القيثارة صوت الحياة القيثارة صوت الفرح والترح
رقيقة هي وساحرة، موسيقاها عنوان للحلم وتنثر زهور الامل على من يسمعها، موسيقى وكأنه صوت شلالات المياه تاو هي صوت الطبيعة ساعات الفجر الاولى، للقيثارة سحرها، وفي موسيقى الغجر عادة ماتكون سيدة المقام.

في عرض ديغو سيغالا كانت القيثارة ممتعة، حالمة حملت الجمهور الى عوالم جميلة، مجموعة من الاغاني الرقيقة والحزينة كانت القيثارة عنوانها مثل Se me olvidó que te olvidé

وهي اغنية عن النسيان نجد فيها العاشق يناجي معشوقته ويسالها ان كانت نسيت وده وحبه مخبرا اياها انه لم ولن ينسى طعم خمرة حبهما.

ثم ترتفع موسيقى القيثارة معلنة عن رغبتها في التمرد تماما كما الغجر يغنون فقط لنقل وجيعتهم ولكنهم لا يعرفون طريق الاستسلام، على الركح كانت ثورة الالات الموسيقية، القيثارة كانت قوية ومتمردة لا تهادن، كلما هدأ الجمهور الهبت حماسه، هي صوت الغجر الرحل صوت المظلومين والمضطهدين ويقال ان مصطلح فلامنكو يرجع إلى فلاح منكوب مِن فلاح من غير أرض وهم الفلاحين الموريسكيون الذين أصبحوا بلا أرض، فاندمجوا مع الغجر وأسسوا ما يسمى بالفلامنكو كمظهر من مظاهر الألم التي يشعر بها الناس بعد إبادة ثقافتهم.

في عرض ديغو لاسيغالا لم تكن القيثارة وحدها على الركح بل رافقتها الات موسيقية اخرى كتبت ملحمة في حكاية العرض، أولها الآلة الكلاسيكية البيانو، تلك الآلة الحزينة النغمات امتعت جمهور الحمامات آلة نطقت بالوجيعة والظلم ودفعت الجمهور ليصمت ويعانق نغماتها بهدوء، كذلك الة الدرامز كانت حاضرة الة قوية وكانها صوت قداس الكنائس يقرؤون تراتيلهم ويدعون الرب ان يستجيب لدعواتهم او هي صوت المستضعفين من الغجر يدعون الاب «كين» ليلبي نداء وجيعتهم، الى جانب الدرامز الالات الايقاعية التي نجدها رقيقة حينا وغاضبة حينا اخر، دون تجاوز الات النفخ، اربعة ساكسوفانات كانت عنوان للمتعة والتمرد موسيقاهم تضفي مسحة من القوة فامتزج الفلامنكو بالجاز.

على ركح الحمامات تميز دييغو لاسيغالا، امتع وابدع وكان كنوتة غجرية متمردة تأبى الخنوع، لساعتين من الزمان ضرب الجمهور موعدا مع الحلم والاغنية الغجرية الرقيقة والثائرة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115