في التقرير السنوي لدار الكتب الوطنية: إنجازات وثغرات ... و70 % من القرّاء نساء

ما بين نقاط الحيوية والديناميكية ومواقع الضعف والوهن، جاء التقرير السنوي لدار الكتب الوطنية لسنة 2016 مرفوقا بالبيانات والأرقام ومستندا إلى الجداول الإحصائية والرسوم البيانية حول ما تحقّق وما يُنتظر أن يتحقق في ظل موارد بشرية ومالية محدودة وقصور نص تشريعي قديم لم يعد مواكبا لروح العصر...

نشرت دار الكتب الوطنية تقريرها السنوي لسنة 2016 على موقعها الرسمي والذي جاء في 55 صفحة معدّدا انجازات هذه المؤسسة المعرفية ومتطرقا إلى النقائص والعوائق التي تكبّل مساعيها في التطوّر وتحسين خدماتها ...

النساء في صدارة روّاد المكتبة
تتمثل الخدمات التي تسديها المكتبة الوطنية إلى منخرطيها في مناولة الكتب وتوجيه الباحثين في عملية البحث البيبلوغرافي ومتابعة طلبات النسخ بجميع أنواعها... وقد أكدت المكتبة الوطنية سعيها إلى توسيع دائرة المستفيدين من خدماتها من خلال فتح قاعة مطالعة للأطفال وقاعة أخرى لغير الباحثين وأيضا قاعة خاصة بالمكفوفين. وقد تطوّر عدد الانخراطات من 1853 سنة 2015 إلى 2647 سنة 2016.
كما كشفت بيانات وأرقام التقرير السنوي لدار الكتب الوطنية تزايد نسبة العنصر النسائي في ارتياد هذا الفضاء المعرفي. وقد احتلت النساء صدارة توزيع القـراء بنسبة 70 % مقارنة بـ 30 % بالنسبة للذكور.
واستنادا إلى الرئيسة المديرة العامة للمكتبة الوطنية فإن التزايد المطّرد لنسبة مرتادات المكتبة من النساء لا يمكن أن يقرأ بمعزل عن تطور المؤشرات النوعية في المؤسسات التربوية والجامعية بتونس.

3489 عنوانا هدية إلى المكتبة الوطنية
كثيرا ما يؤثر عدد من الأدباء والمثقفين المصلحة العامة على الذاتية، فيتبّرعون إلى المكتبة الوطنية بمكتباتهم الخاصة بكل ما تحويه من نفائس ودرر اجتهدوا في جمعها لسنوات لتكون على ذمة الباحثين وطلاّب العلم. وقد نهجت المكتبة الوطنية في السنوات الأخيرة سبيل إعداد فهرس خاص بكل مكتبة خاصة يقع تسليمه إلى صاحب الهدية في حفل تكريم له لما أتاه من حركة نبيلة. وقد تطوّر عدد العناوين المهداة من حوالي3489 عنوانا سنة 2015 إلى أكثر من 6421 عنوانا سنة 2016.
ومن بين الأسماء المساهمة في إثراء الزاد المعرفي من خلال التبرع بمكتباتها الخاصة إلى المكتبة الوطنية سنة 2016 نجد كل من حسن الممّي وليلى سلامة وصلاح الدين الجمالي وعبد الرزاق الحليوي ومحمود التريكي ومحمد الحبيب الهيلة والأخضر العبيدي وعبد الستار اليحياوي والشريف أحمد قلنزة...

نقائص وأرقام تنازلية
إن تضمن التقرير السنوي للمكتبة الوطنية مؤشرات نسق تصاعدي على مستوى تنمية المجموعات وإنتاج الموارد الإلكترونية وتناميا في عدد الباحثين المقبلين على قاعات المكتبة وفي عدد الباحثين الأجانب الذين يرتادون هذا الفضاء... فإن ذلك لم يمنع من وجود تراجع في عدد من المجالات و هو ما تترجمه الأرقام التنازلية على مستوى إسناد الترقيم الدولي للوثائق «ردمد» بسبب عدول النّاشرين عن أخذ أرقام لدوريات لا ينشرونها أو لا يودعونها... كما تراجعت نسبة تسفير الكتب باعتبار أن أولوية المكتبة في سنة 2016 كانت إنقاذ الدوريات المعرّضة إلى التّلف، بحكم الحموضة العالية لورقها. وفي السياق ذاته
انخفضت نسبة تسفير الدّوريات مقارنة بسنة 2015 بسبب خروج مجموعة من أعوان التسفير إلى التقاعد، وعدم تعويضهم بآخرين...
كما ورد في التقرير السنوي لدار الكتب الوطنية غياب التكافؤ بين ازدياد مهام المكتبة (الانتقال الرّقمي مثلا) وازدياد فضاءاتها (قاعات المطالعة الجديدة) من جهة، وتقلّص مواردها البشرية والمادية من جهة أخرى.

متحف للمكتبة الوطنية
في 2018
ذيّلت دار الكتب الوطنية تقريرها السنوي لسنة 2016 بالتعريج على سمات تخطيطها الاستراتيجي للفترة المقبلة المتمثل في ثلاثة أهداف كبرى. ويهدف هذا المخطط إلى تأهيل المكتبة الوطنية بإصلاح قاعدة البيانات وتجديد البنى التحتية والشروع في تحقيق الانتقال البيبليوغرافيّ باعتماد نظام « وصف المصادر وإتاحتها » RDA بداية من سنة 2020.
ومن الأهداف المستقبلية لدار الكتب الوطنية السعي لتثمين التراث التّونسي، وإبراز محتوياته الإنسانية التنويرية، مع انطلاق التّخطيط لإنشاء متحف للمكتبة الوطنية يعرف ببعض نفائسها، في غضون سنة 2018.

كما تسعى دار الكتب الوطنية من خلال هذا المخطط الاستراتيجي إلى تحقيق الانتقال الرقمي، بما يتيح عرض محتويات الثقافة التونسية محليا ودوليا، على أن تتوفر للتونسيين مكتبة وطنية افتراضية في عشرينات هذا القرن عند نهاية مشروع رقمنة التراث المكتوب في إطار الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115