افتتاح مهرجان الجم للموسيقى السيمفونية : شدّوا الرّحال... فالرحلة نحو الحلم قد انطلقت

ان كنت تبحث عن فضاء للحلم والجمال فقصر الجم سيناديك حتما، لك ان تغمض عينيك وتدع للقمر مهمة التجول بك بين اروقة القصر، لا تهب كبره ولا ضخامته لك ان

تستمتع بجولتك و الموسيقى ستكون دليل قلبك لك ان تعانق الحلم في ابهى تجلياته ففي الجم يكون الحلم اجمل.

هناك في الجم التقى الجمهور في افتتاح الدورة الثانية والثلاثين لمهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية مع الحلم، حلم اسمه موسيقى بافاروتي، ثورة موسيقية على الركح امتعت الاف التي حضرت لتكتب موعدا مع جمال الموسيقى وسحرها في فضاء تفوح منه رائحة التاريخ والحضارة.

اكثر من 500 متفرج تنقلوا من العاصمة في اتجاه قصر الجم لحضور فعاليات حفل الافتتاح، هناك كان الاستقبال جد مميزا، الماجورات في الطريق و مجموعة من الفرق الموسيقية توزعت امام القصر لترحب بجمهور الجم، اعداد كبيرة من المارة تجمعوا لمشاهدة عروض الشارع، من بعيد يظهر القصر مثل ياقوتة مضيئة وسط الظلام، تزين القصر بالشموع والألوان، كل مدرجاته وشبابيكه زينت بالشموع التي تلالأت وكأنها تشارك الالات الموسيقة حلمها.

هنا الجم، «هنا مكان كلما زرته شعرت بهيبته وسحره، هنا سر لا يعرف كهنه غير حجارة المكان، هنا اسرار دفينة تدفعك للبحث والسؤال وانت تتجول بين اروقة القصر وممراته وتحاول فك شيفرات عظمته» على حد تعبير احدى الفرنسيات التي قالت انها وفية للجم ولمهرجانه.

نعم انه قصر الجم رابع أكبر المسارح الرومانية في العالم والذي يعود تاريخه إلى العصور الرومانية القديمة وبالتحديد عام 238 م حيث بناه سكان مدينة تيسدروس ليكون المكان المفضل للشعب و النبلاء لمشاهدة مصارعات الوحوش ومعارك المحاربين وسباقات العربات لكنه اليوم أصبح مسرحاَ لعمالقة الفن والموسيقى العالمية والوجهة المفضلة لعشاق الفن الجميل، بعد ان كان حلبة لتصارع الوحوش بات مسرحا لمعانقة الحلم والنوتة الجميلة، هنا وأمام آلاف الجماهير فكل التذاكر بيعت واضافت لجنة المهرجان كراسي اضافية لاستقبال العدد الكبير من عشاق الحلم هنا كتبت ليلة 8جويلية قصة عشق قادتها اوركسترا الابورا الايطالية، قصت حب كان القمر شاهدا على ميلادها.

على خطى بافاروتي..ينمو التحدي والحلم
جمهور غفير، لا وجود لمكان شاغر في المدرجات ولا الكراسي، الكل يريد معانقة الحلم من قصر الجم، الكل يريد الاستمتاع بالموسيقى التي ستقدمها اوركسترا الاوبرا الايطالية، في تمام العاشرة انطلق الحفل، غازلت الكمنجة بقية الالات وانطلقت في كتابة رحلة الامل والجمال رحلة او ثورة موسيقية كان القمر دليلها، موسيقى هادئة رقيقة تحملك عنوة الى ايطاليا لمزيد اكتشاف اوركسترا الاوبرا الايطالية التي تمثل واقعا على الساحة الموسيقية الايطالية والعالمية وقد انشأت سنة 2014 بالتقارب بين مجموعة سينابس ومجموعة من الموسيقيين، تتحدث الكمنجات معلنة عن الرحلة الموسيقية التي لا تتطلب لا جواز سفر ولا حقائب رحلة القلب والروح معا، رحلة مع بافاروتي اذ سبق للاوركسترا ان قدمت في سيبتمبر 2004 حفل «لوتشيانو رسولا للسلام».

صوت الكمنجة الهادئ سيحملك الى مدينة modena الصغيرة الموجودة شمال ايطاليا اين ولد بافاروتي صاحب الصوت القوي، تتسارع النغمات وترتفع معها صوت المؤدية وكانها تستحضر غناء بافاروتي في جوقة الكنيسة بمدينته.

بافاروتي، كانت بداياته جد متواضعة، ليصعد نجمه ويصبح صوت التينيور بامتياز ويتحصل على نجومية منقطعة النظير، كغيره من الاطفال لعب كرة القدم ثم مال الى الموسيقى الاوبرالية وفي سن التاسعة عشرة انطلقت دراسته للموسيقى وتتلمذ على يدي اريجيو بولا، وعام 1961 فاز في مسابقة للغناء وازدادت شهرته عندما ادى دورا في اوبرا lucia di lammer moor في امستردام لتكون مشاركته مع السوبرانو joan suther land نقطة تحول في مسيرته الفنية ويفتك بافاروتي لقب مغني التينيور.

تثور الكمنجات وترافقها الكنترباص الى جانب الطبلة الكبيرة الحجم، ترتفع اصوات المغنين وهم يؤدون اغاني nessun dorma (مافي نوم) و i hate you then i love you ، وعلى خطى بافاروتي غنى حسان الدوس بصوته القوي اغنية gard ache luna ، اغنية انظر الى القمر قدمها فنان تونسي تحت رعاية ضوء القمر الذي توسط المكان ليشارك الجمهور متعته.

بافاروتي كرّم في افتتاح مهرجان الجم على خطاه غنى عديد الفنانين وصدحوا باصواتهم عاليا وعلى وقع صوته القوي ثارت لالات الموسيقية محاولة ان تصل الى خانة صوته المرتفع الصوت الذي ميزه وقال عنه «اعتقد أن هناك سمة تميزني وهي انك اذا ما فتحت المذياع وسمعت شخصا يغني ستعرف بانك تسمعني انا فانت لن تخلط بين صوتي واصوات الاخرين».

في الجم ضرب الجمهور موعدا مع الحلم، عانقوا الابداع فهناك لا يمكن الا ان تكون حالما باحثا عن مكونات سفرة جميلة تقودها الموسيقى السمفونية، سفرة انطلقت مع اوبرا الاوركسترا الايطالية.

الثقافة في خدمة الاجتماعي
دعما لمشروع المركز الثقافي للفنون والحرف بجبل سمامة، الذي تم الإعلان عن بدء أشغاله في فيفري الماضي، دعت مؤسسة رامبورغ للفن والثقافة أحباء الموسيقى السمفونية لاقتناء التذاكر التي خصصتها لسهرات الدورة 32 لمهرجان الموسيقى السمفونية بالجم الذي افتتح مساء السبت 8 جويلية ويتواصل إلى غاية 12 أوت 2017

ومساهمة في ديناميكية الفعل الاجتماعي-الثقافي، اختارت مؤسسة ألفة رمبورغ دخول غمار الثقافة التضامنية عبر دعم مهرجان الجم وتخصيص عائدات مجموعة من التذاكر للعموم في مختلف السهرات مرفقة بتذاكر التنقل على متن القطار، لتمويل بناء المركز الثقافي للفنون والحرف بجبل سمامة (ولاية القصرين)).

في سهرة الافتتاح التي تشترك في دعمها مع سفارة إيطاليا بتونس ومؤسسة «بافاروتي»، وضعت على ذمة الجمهور 200 تذكرة (كراسي)، لدعم استكمال أشغال هذا المركز الثقافي الجبلي، كما خصصت 60 تذكرة (كراسي) لسهرات أيام 15 و22 و24 و29 جويلية 2017 و20 تذكرة (كراسي) و30 تذكرة (مدارج) لسهرة 5 أوت و60 تذكرة (كراسي) لحفل الاختتام يوم 12 أوت 2017 .

وأفاد عدنان الهلالي، صاحب فكرة المشروع، أن أشغال بناء المركز الثقافي سجلت تقدما بلغ 50 بالمائة، ومن المنتظر أن يكون جاهزا ويقع افتتاحه في شهر ديسمبر المقبل.

وأوضحت مؤسسة رمبورغ في بيان صحفي أن هذا المركز الذي يقع على سفح جبل سمامة، وفي إحدى أكثر المناطق فقرا في تونس، من المنتظر أن يساهم، فضلا عن دوره التثقيفي والتربوي التعليمي، في خلق مواطن شغل إذ تم التعويل في بنائه على أبناء الجهة بدرجة أولى من مهندسين معماريين ومكتب الدراسات، إلى جانب الإطارات والمكونين الذي سيعملون في المركز.

سفير فرنسا نجم الافتتاح
نجم حفل الافتتاح هو سفير فرنسا، منذ صعوده الى القطار في رحلة الذهاب والسفير محور اهتمام الجمهور والمشرفين على القطار، تارة يلتقط «سيلفي» وطورا يبحث عن شيء ياكله، يجلس بعيد عن الحراسة، اما في الجم فترك الجميع وذهب للبحث عن «ملاوي حار» و تجول باحثا عن الصناعات التقليدية والتحادث مع المواطنين.

المحاباة والديمقراطية
في رحلة الذهاب الى الجم قدم المستشهرون مجموعة من المشروبات الغازية والمناديل المعطرة، الجميع يبدا في التقديم من اول المسافرين الى اخرهم ولكن احدى السيدات لم ترض ان تقدم منديلا معطرا لاحد قبل «ان توفي السيد السفير حقه ومن المفروض نبداو من الاول اما لا باش نبدى بالسيد السفير» على حد قولها ،ويبدو ان السيدة جد مؤمنة بسياسة المحاباة ونسيت انها تخاطب سفير دولة من المفترض ان تكون ديمقراطية وتحترم جميع المواطنين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115