الفنانة آمال المثلوثي لـ«المغرب»: «على الركح التونسي أكتمل..»

آمال المثلوثي فنانة تونسية ونجمة سطعت في سماء العالمية ،غنت للثورة والإنسانية والحرية. وأحيت حفل تقديم جائزة نوبل للسلام  التي أسندت إلى الرباعي الراعي للحوار الوطني التونسي في أوسلو عام 2015.

وبعد خمس سنوات من الغياب ستؤثث آمال المثلوثي ليالي الدورة 53 من مهرجان قرطاج الدولي بصعودها على الركح في سهرة 12 أوت المقبل.
«المغرب» التقت آمال المثلوثي فكان الحوار التالي:

• كيف توصلت لاتفاق مع إدارة مهرجان قرطاج بعدما تم استبعادك من البرمجة في شهر ماي الفارط؟
أعتقد أن ردة الفعل التي قمت بها إزاء استبعادي هي سبب تواجدي مرة أخرى ضمن برمجة مهرجان قرطاج.
فالضجة التي أحدثها جمهوري ووسائل الإعلام العربية منها والأجنبية ووسائل التواصل الاجتماعي كالفايسبوك كانت كفيلة بتغيير مجرى الأمور.
وبخصوص سبب استبعادي أظن أن مشروعي لقي إعجاب مدير مهرجان قرطاج «مختار الرصاع» الذي ربما خضع إلى أوامر من جهات أخرى ولكنه تدارك فيما بعد وها هو اسمي من بين مؤثثي فعاليات المهرجان.

• ما هي ظروف عودتك إلى تونس بعد خمس سنوات من الغياب؟
في الواقع لا يمكن اعتبار عودتي سهلة نظرا لما أحسسته من حزن وخيبة أمل اثر استبعادي من برمجة مهرجان قرطاج لأنني كنت آمل أن أكون وموسيقاي محلّ ترحيب من المهرجانات ووزارة الثقافة بفضل المجهود الذي أقوم به للتعريف بلغتنا وثقافتنا وبلدنا خارج تونس عن قصد أو بغير قصد لكن للأسف نحن نفتقر إلى هذه العقلية.
ولقد قمت الأسبوع الفارط بجولة صغيرة وممتعة للغاية  في بعض وسائل الإعلام، رحبوا بي كثيرا وبلغتني عديد الردود الايجابية التي أثنت على محتوى ألبومي الجديد ومسيرتي الفنية ككل.
آمل أن تحضر أغاني بصفة مكثفة ضمن المواد الإذاعية المقدمة في هذه الفترة قبل عرضي في مهرجان قرطاج حتى يتمكن الجمهور من التعرف على جديدي.

• ماذا ستقدمين للجمهور التونسي في حفلك بمهرجان قرطاج؟ وهل للحفلات التونسية رونق خاص عندك؟
بالطبع حفلاتي في تونس لها دائما مكانة ومعزة خاصة في قلبي.
أستطيع القول أنني لا أكون متكاملة فنيا ونفسيا إلا عندما أكون على إحدى ركوح تونس وبين أبناء بلدي لاسيما عند غنائي باللهجة التونسية وبإيقاعنا وفلكلورنا الخاص.
وعن استعدادي لمهرجان قرطاج سأقدم حوصلة لمسيرتي الفنية وباقة من أنجح أغاني الجديدة والقديمة أي أنني أهدف إلى إهداء جمهوري توليفة موسيقية متميزة تنال إعجاب متابعي فني والظهور في ثوب جديد... ومن مفاجآت عرضي بمهرجان قرطاج التعاون الفني مع الأوركسترا السمفونيي...

• بخصوص اللهجة التونسية هل تعتبرين تشبثك بها جرأة أم تحد؟
أعتبرها جرأة لأن فكرتي الأولى كانت محاولة استنباط نمط جديد منذ أن كنت عازفة قيتار -الأقرب إلى الفولك - ثم أصبحت أقوم بأساليب جديدة مع فريقي باستخدام الموسيقى البديلة حينها أحسست أن التعبير عن شعوري بلغتي العربية ولهجتي التونسية سيكون أسهل وأعمق أي أنني اتبعت الإلهام الغريزي إلى حد ما.
واستمرت الجرأة بتنقلي من بلد أجنبي إلى آخر فهم-أي البلدان الأجنبية- يتوقعون منا تقديم شيء تقليدي كما يتيحون لنا نفس الفرص التي يتمتع بها أبناء تلك البلدان لذلك يصير الأمر أكثر صعوبة وتلعب الجرأة دورها في فرض لهجتنا عن طواعية.

• آخر البوم لك جاء بعنوان «إنسان» حدثينا عن خصوصيته؟
هذا الألبوم شامل جدا أي لا يمكن حصره في النقد فقط مثلا أو أي نمط آخر لأنه أكثر شمولية.
النقد كان حاضرا في أغنية واحدة وهي التي طرحت فيها موضوع عدم قدرة الإنسان على العيش بحرية بما لديه من اختلافات، ففي بعض المجتمعات يحرم من حقه في الاختلاف بل يفرض عليه مسايرة الذوق العام رغم تعارضه مع مبادئه وشخصيته.
ألبوم «إنسان» أعتبره خاصا فهو يطرح قضايا وأحاسيس ورؤى مختلفة في ان واحد إذ نجده تارة يندد بالحروب والتهميش وأخرى يناشد الحلم والأمل والتفاؤل وكل القيم الايجابية.
كما أن الطريف فيه تطرقه إلى التناقضات كالضعف والقوة والحب والكره وفي ذلك دعوة لمجابهة الظروف والواقع المعيش وشحنة ايجابية لممارسة أسلوب التحدي.

• هل ستظل أغانيك تتميز بنفسها الثوري السياسي والإنساني أم انك ستتجهين إلى نمط جديد؟
سأغير النمط لأن الفنان يمر بالنضج مرورا بكامل مراحل حياته فتتغير أفكاره ونظرته إلى الأشياء ولكن مبادئه تظل ثابتة وكلما كانت طرقنا في إنتاج الموسيقى والتلحين والأداء جيدة كلما أصبح النمط المقدم أكثرا تجديدا وإبداعا

• ما رأيك في تسيير وزارة الشؤون الثقافية لقطاع الموسيقى في تونس؟
مساهمة منقوصة جدا. فهي لا تشجع الفنان التونسي المختلف وتحرمه من دعمها المادي والمعنوي أي أنه يعيش عديد الصعوبات والتحديات للوصول إلى هدفه ولكنه للأسف يجد من يقدر جهوده ويحترم فنه في البلدان الأجنبية مقابل التهميش في بلده وذلك ما يحز في النفس.

• لو كان بمقدورك القيام بتغيير جذري لمصير الفن التونسي كيف ستكون خطوتك الأولى؟
سأركز خاصة على بعث الكثير من دور الثقافة فهي أكبر حاضن لمواهب الشباب لأنها تقوم بصقلها وإعدادها لممارسة النشاط الفني كما أنها تنمي جانبي الحلم والخيال لدى الفنان الصغير إلى أن يصبح قادرا على التعريف بموهبته وممارستها بطريقة احترافية.
سأهتم كذلك بوسائل الإعلام لمدى تأثيرها على الذوق العام وقدرتها على التوجيه.فمن واجبها برأيي توفير مساحة أكبر من الإهتمام بالموسيقى المتنوعة والمختلفة بعرض كل الأنواع الموسيقية دون التركيز على نوع وإهمال الآخر، أي ألاّ توجّه الناس في اتّجاه واحد ورأي واحد وذوق واحد، فبهذه الطريقة لا تتحقق القيمة المضافة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115