في الدورة 33 لمهرجان أفراح الجريد الصيفي بتوزر: سلطان الجريد... «قم»... وزارة الشؤون الثقافية «شاهد ما شافش حاجة»!

بدعم واشراف من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بتوزر، تنظم جمعية مهرجان أفراح الجريد الصيفي، الدورة 33 لهذه التظاهرة الثقافية والترفيهية والفنية،

من 15 الى 28 جويلية الجاري، حيث حرصت الجمعية برئاسة الاستاذ بدرالدين شعباني، بمعية الهيئة المديرة، بإدارة الفنان رازي الرويسي، على إعداد برنامج متعدد الفقرات، رغم ضعف الامكانيات المادية، وغياب المستشهرين والداعمين بالجهة.

هذا المهرجان يعد المتنفس الوحيد لمتساكني الجهة، التي لا تزال تنتظر انجاز بعض الفضاءات الثقافية، على غرار المركب الثقافي، بعد غلق ابواب دار الثقافة الشابي، لتدهور بنيتها الاساسية، باعتبار انها لم تكن سوى احدى دور الشعب التي يعود تاريخ انجازها الى الستينات من القرن الماضي، وايضا مسرح الهواء الطلق، الذي لا تتجاوز طاقة استيعابه قانونيا 1500 متفرج، وهي من العوامل السلبية التي تقف حاجزا دون برمجة العروض الكبرى، وايضا تنمية مداخيل المهرجان.

وستفتتح فعاليات الدورة 33 لمهرجان افراح الجريد الصيفي، بعرض سلطان الجريد، للفنان العروسي الزبيدي، وهو من العروض الفنية والتراثية، التي تبرز ثراء المخزون الثقافي والموسيقي بجهة الجريد، المعروفة بتجذر الموسيقى الصوفية والفولكلورية في مختلف مناطقها، والتي استلهم منها الفنان العروسي الزبيدي عرض سلطان الجريد، الذي سيكون مناسبة لجمهور المهرجان الصيفي، للاستمتاع بمثل هذه العروض التي تجمع بين الصوفي والتراثي والفولكلوري. وفي سهرة 17 جويلية يكون لعشاق موسيقى الراب موعد مع الفنان اكرم MAG ، وفي سهرة 18 جويلية يقدم مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف مسرحيته الجديدة «قم» للمخرج محمد الطاهر خيرات بمساعدة نسيبة بن يوسف وتمثيل كل من عبد الرحمان الشيخاوي ومنير الخزري ونور الدين الهمامي وسهام التليلي عن رواية في بلاد الحد الأدنى لنور الدين العلوي دراماتورجيا نور الدين الهمامي وعبد الرؤوف الهداوي. في هذه المسرحية اسقاطات على واقعنا المعيشي اليوم، وكشف للمستور، وفضح لعديد الممارسات التي تفشت في مجتمعنا خلال السنوات الاخيرة.

حيث ينتفي الطّموح وتموت الرّغبة في بلاد الحد الأدنى التي تدور فيها احداث المسرحية، ولا تحصد الذات أكثر من داء يصيح بالرّأس ويفلقها نصفين أو أكثر. في بلاد الحد الأدنى تكثر الطّرق والمنعطفات وخير النّاس من سلك «القصّة العربي». في بلاد الحد الأدنى : لا يهمّ أن تجتهد في إنجاز عملك فأجرك في بلاد «رزق البيليك» مضمون بالجهد الأدنى أمّا سلّم التّرقيات فيقتضي منك ما قد لا تملك إليه سبيلا أو يمنعك عنه تعفّف النّفس أو انعدام الكفاية أو الكفاءة أمّا غيرك فقد خبر المسالك وأدواتها فيتخطّاك بوشاية أو قفّة أو قهوة أو كتف مكنوز أو ما تيسّر من الأرداف و الأثداء. في بلاد الحد الأدنى: كن مستقيما تصفعك الرّياح الأربع. في بلاد الحد الأدنى: يصعدون ظهر المعلّم و يتركونه أرضا فإمّا أن يقبل بمنطق السّوق و سعر السّوق و إمّا أن يسلك الهامش. علي الدّنيوي معلّم ينتهي مجرما لأنّه تشبّث بالعفاف و آمن بالأخلاق ما بقيت فلم يجن أكثر من الشّقيقة التّي زالت –كما جاءت- بغتة إثر طلقة عفويّة تلقّفها صدر شرطيّ بعد ارتطامها بالجدار ذنبه في ذلك هو الاقتراب المفرط من المظنون فيه تعاطفا وإعجابا ورهبة وإجلالا.

ليتجدد الموعد في سهرة 20 جويلية، مع الموسيقى الشبابية، من خلال عرض كلاي BBJ، تنطلق على اثره العروض المخصصة للاطفال، بعرض مسرحية اتحاد الاصدقاء، لجمعية مسرح الصمود بام العرائس، تاليف واخراج حسين براهمي وزينب عيساوي»، تمثيل عمار عيساوي في دور العنكبوت، وصابرين عيساوي «الفراشة الكبرى»، وفدوى المنجي «نمولة» ونرجس براهمية «الفراشة الصغرى» وجمال قرين «الصرار» ومحمد بكري «الخنفس» وخصال بكري «نحولة» ولمياء برهومي «حكيمة النمل»، وسينوغرافيا عمار عيساوي. وملخص المسرحية، حكاية فراشة صغيرة كانت تتجول بين الأشجار لكنها علقت بشبكة عنكبوت وحاولت أختها مساعدتها لكن دون جدوى مما اضطرها للبحث عن أصدقاء اخرين لمساعدتها على تخليص أختها من براثن العنكبوت لكن لا الخنفس ولا النملة ولا الصرار تمكنوا من انقاذها , بينما النحلة هي الوحيدة التي تمكنت من إيجاد حيلة مناسبة تمثلت في توحيد الجميع من أجل تحرير الفراشة من خيوط العنكبوت. في سهرة 22 جويلية، ثم عرض مجموعة Animation Tozart وعمي رازي، وايضا عرض مسرحية «كيف جحا» في سهرة 25 جويلية، في حين تتواصل بقية عروض الدورة، بالعرض المسرحي، موش موجود لكريم الغربي، في سهرة 26 جويلية، وتختتم الفعاليات يوم 28 جويلية، بعرض الشاب بشير.

وفي قراءة لعروض برنامج، الدورة 33 لمهرجان افراح الجريد الصيفي، الذي يحظى بمساهمة متواضعة، من المجلس الجهوي للولاية وبلدية توزر واتصالات تونس، نلاحظ تواصل سياسة وزارة الشؤون الثقافية في غياب دعمها لمهرجانات المناطق الداخلية، على غرار هذا المهرجان، وتركيزها على المهرجانات الكبرى دون سواها، فهل يمكن الحديث على ميزانية تتجاوز 30 الف دينار بقليل بما في ذلك العروض المدعومة، لتنظيم مهرجان صيفي يتضمن برنامجه 9 عروض موسيقية ومسرحية وتنشيطية، وهل بمثل هذا الدعم يمكن تحقيق اللامركزية الثقافية بين الجهات، وتجسيد ثقافة القرب، والترفيه عن المواطنين بالمناطق المحرومة والبعيدة عن الشواطئ، ثم الا تدرك الوزارة ان الميزانية المخصصة لمهرجان توزر، لا يمكن لها ان تسدد مصاريف عرض متواضع بمهرجاناتها الكبرى، أوليس ايضا من حق ابناء هذه المناطق الحدودية والداخلية، ان يكون لهم مهرجان يرتقي الى مستوى تطلعاتهم واحلامهم، ام ان هذه الجهات كتب عليها التهميش والحرمان من حقها في الثقافة والذي كفله الدستور التونسي.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115