مهرجان حومتنا فنانة: مجموعة «راب مسار»... الشعب يريد جانفي من جديد

آمنوا بالفن، عشقوا الفن البديل، ارادوا ان يكونون فنانين رغم انتمائهم للاحياء الشعبية فالفن من حقهم و من حقهم ايضا ان يعرف الكل ابداعهم، امنوا بحلمهم وبحثوا عن هيكل يحتضن الحلم الوليد فكان مسار اللقاء والملتقى ، احتضنهم الفضاء

واحتضن ابداعهم وكبر الحلم وترعرع ليصبح مجموعة متكاملة تقدم اغان ناقدة للدولة اغان تنقد المجتمع والتمييز العنصري والظلم الاجتماعي.

في «حومتنا فنانة» كان لأبناء «فضاء مسار» نصيبهم من المهرجان وخصصت سهرة الاثنين 19 جوان لمجموعة «راب مسار» ، مجموعة يختلف انتاجها عن المستهلك والمتداول مجموعة من الشباب من ابناء الاحياء الشعبية يؤمنون بالحلم ويريدون ان يكون الفن مطيتهم اليه.

لنا الفن لنواصل المقاومة
تجمع جمهور غفير العديد، نسوة وعجائز تركن المنازل ونزلن الى بطحاء الحومة ليشاهدن ابداع ابناء المنطقة، اضواء بمختلف ألوانها تشع من بعيد وكانها منارات تدعو المارة لزيارة مسار واكتشاف العرض، هم خمسة فرسان للكلمة، خمسة مبدعين امنوا بفن الراب وامنوا بقدرة الكلمة على التغيير، اتخذوا من الثقافة وسيلتهم للدفاع عن حقوقهم ومشاغل ابناء طبقتهم.

تميزوا بلباسهم كما تميزوا في انتاجهم، صعدوا على الركح محمّلين بهموم ابناء طبقتهم ومشحونين بمشاغل الكادحين، صعدوا ليغنوا وينقدوا سياسة الدولة، لينقدوا الديمقراطية والعدالة وكل «الشعارات الرنانة» التي حفظها التونسي، ناقدين «العدالة عالقياس» و«المكاشفة» و«المصالحة» و«حكومتنا فالحة كان في الكلام».

خمستهم مؤمن بالفن، ويريدون لحيّهم الافضل ويحلمون ان يتمتعوا فقط بحقوقهم « ماطلبتش برشة الدولة كان باش هي تعطيني حقوقي» كما غنوا، عبد الكريم العكرمي وسيف مقري و بلال نصر الله وحازم جراد وعمر عايش، لبسوا «الدنقري» وهو لباس العمال والكادحين وتزينوا بالكوفية او الزنار تلك التي يضعها الشيوخ على رؤوسهم لحماية انفسهم من شمس الحقول الحارقة، منذ الزي يعرف المتفرج انهم امام مجموعة ملتزمة بقضايا ابناء الشعب الكادح، ملتزمون بمشاغل الفقراء والمهمشين.

راب مسار غنوا وأبدعوا واقنعوا في سهرة رمضانية ناقدة، اغان كلماتها موجعة ولاذعة، نقدوا حال المثقف في البلاد وسخروا من الشعارات التي ترفعها الدولة و لا يتمتع بها الشعب، تحدثوا عن الاحزاب وسياسة الاقاويل، نقدوا النهضة والنداء في اغنية «طائر بجناحين» اغنية لاذعة ميزتها المزج بين كلمات وموسيقى الراب ومرافقة موسيقية على الة الكمنجة لايمن مقني، مراوجة غريبة خرجت فيها الالة الهادئة الكمان عن المألوف ليجدها المتفرج الة قوية وثائرة ونغماتها مجنونة.
، صرخوا ضد التمييز والحرقة والتفقير وبكوا حال المثقف ذاك الذي اصبح يعيش على الهامش و الفتات «ثقافة على الحافة والمثقف حقروه»، وصرخوا ايضا ضد تهميش الشهداء ونسيانهم مغننين «ماناش ناسين البراهمي وبلعيد» و «الشهيد كي مات مانخسروا عليه كان الله يرحم من مات في بلاد الاموات».

راب مسار أكدوا ان الفن اداتهم للنضال ففي احدى الاغنيات يتحدثون عن حال الفنان ويقولون «سلاحكم حديد وسلاحي ورقة وقلم» ويضيفون «الكلمة قادرة تغير نظام» ليواصلوا الغناء متمسكين بالحلم ومتمسكين بالفضاء الذي جمع شتات ابداعهم ليكونوا مجموعة متكاملة تقدم فن الراب وتقدم اغان موجعة وناقدة.

الراب...فن الشباب
جمهور غفير العدد واكب سهرة راب مسار، جمهور اغلبه من الشباب الذين باتوا يستهلكون الفن الراب ويغنونه في الحوم والبطحاء والشوارع، في بطحاء مسار كان الموعد مع لقاء شبابي بامتياز لقاء اختلفت فيه التجارب واتلاقحت الافكار وأنتجت عرض متكامل ومختلف.

لجمهور حومة بالدوف رقص ابناء حي التضامن والجبل الاحمر وباب سعدون وقدموا مجموعة من لوحات البريك دانس لوحات تحدث فيها الجسد وعبر عن رفضه للسائد والموجود، تنافسوا اما الجمهور حرروا اجسادهم من كل القيود فقط رقصوا ورقصوا دون هوادة او تعب دعوا للجسد حريته ليعبر هو الاخر عن شواغله وهواجسه، رقصات منظمة ولوحات منمقة ابدع ابناء الاحياء الشعبية في تجسيدها، لوحات راقصة ولدت في الشارع بعيدا عن الفضاء العمومية و المؤسسات الثقافية ثم احتضنهم فضاء مسار ليقدموا عروض متناسقة.

في سهرة راب مسار اجمع الكل ان للربا جمهوره خاصة من الشباب، فن تكتب نصوصه بالتشارك ، يتحدثون فيه عن الظلم والتمييز وينقدوزن الواقع والسياسات، في مسار كان اللقاء مع فن اصبح ظاهرة بعد الثورة له جمهوره ورواده، فن الراب أصبح أقرب إلى الناس لأنه يلامس حياتهم اليومية ويعبّر عما بداخلهم، كما ينقل واقعهم كما هو دون تزيين او ماكياج، في مسار كان اللقاء مختلف اذ قدموا اغان دون كلمات نابية اغان كلماتها ناقدة يمكن ان يسمعها الصغير والكبير متجاوزين فكرة الثلب والشتم الى مرحلة النقد والدعوة الى التغيير فالشعب يريد جانفي من جديد، جانفي شهر الثورات والانتفاضات من ثورة العمال جانفي 78 الى ثورة الخبزة 84 الى 2011 وثورة الشباب، جانفي شهر الشباب و لعودته واستمراريته غنت مجموعة راب مسار .

وقد تأسست مجموعة «راپ مسار» في 2015 من أجل تقديم «راپ» بديل عن الموجة السائدة في الساحة ويتم انتاج الأغاني في هذه المجموعة عبر ورشات في الكتابة الجماعية للبحث وتقديم منتوج فني يتحدث حول القضايا الاجتماعية والسياسية والحقوقية وتم انتاج أغاني راپ حول العدالة الانتقالية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحركات الشبابية والطلابية والنقابية إضافة إلى تناول مواضيع أخرى كحرية الفكر والابداع والتعبير وحرية الصحافة ومناهضة الميز العنصري.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115