العرض الغنائي الفرجوي «نوار اللوز» في توزر: حين يلتقي أبناء الجنوب بتراث الشمال

في حوش بن عزوز في حومة اولاد الهادف استمتع جمهور أهالي الهوادف من ولاية توزر بــالعرض الغنائي الفرجوي «نوار اللوز»، عرض جاءهم من اقصى الشمال، في ارض الجريد كان الموعد مع

عرض غنائي يتحدث عن حكايات اهل الشمال، عرض بروح شتوية ونفس ثلجي يقدم في مدينة عرفت بحرارتها كما حرارة جمهورها في علاقته مع العروض الموسيقية.

نوار اللوز عرض غنائي انتجه مؤخرا مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف، دراماتوجيا واخراج رضوان الهنودي و تمثيل منذر الجبابلي ونجلاء الأبيضي ونجاة الفضلاوي و شيماء الهنودي، بحضور العازفين فوزي الحجوني ويوسف علوي وخميس البوغانمي، وعلى الركح قدموا ملحمة حيان بالغناء والتمثيل.

في حوش تقليدي بالمدينة العتيقة بتوزر كان الموعد مع قصة حيان ودهاء النساء وتحيلهنّ على الطبيعة ليحققن ما يرغبن فيه، من حكاية شعبية عن ذكاء المرأة ودهائها ينطلق العمل الفرجوي الغنائي، والمسرحية حكاية من التراث الشعبي مفادها أن شخصا كان يدعى غيلان وكنيته حيان وهو من الأثرياء يملك من الأغنام والشياه ما جعله يعيش عيشا هنيئا وهو متزوج من النساء إثنتين الأولى «بدوية» من عرشه وعشيرته تعينه في كل شيء والأخرى “بلدية”، وكانتا تغاران من بعضهما البعض خاصة «البلدية» ابنة المدينة التي كان حيان يتركها عندما يضطر للرحيل للبحث عن المرعى لشياهه شتاءا ولا يعود إلا عندما يحل الربيع ويزهر شجر اللوز... فذاقت الزوجة البلدية ذرعا بهذا الفراق وفي مرة من المرات إهتدت إلى حيلة تجعل شجر اللوز يزهر قبل أوانه للتعجيل بعودة زوجها فسقتها بماء دافئ ...

فأزهرت وبعثت بالعلامة إلى زوجها الذي قرر العودة ولكنه فوجئ ببرودة الطقس عندما وصل مرتفعات القصرين فكان مصيره ومصير شياهه الموت تحت الثلوج وأصبحت تلك الفترة تسمى «قرة حيان» التي تأخذ آخر أربعة أيام من شهر مارس وأول أربعة أيام من شهر أفريل، من حكاية في الموروث الشعبي لجهة الكاف ولد العمل الذي قدمه المنذر الجبابلي و نجاة الابيضي و شيماء الهنودي، عمل توزع بين الموسيقى والغناء والتمثيل، ازيائهم تقليدية لبسن الحرام والتخليلة اما الرجل فالبرنس والشاشية لباسه، موسيقى ترجع المتفرج الى سنوات الحكاية فيعيشها ويعايشها ويعايش دهاء البلدية وصبر المرأة البدوية، صوت منذر الجبالي القوي يرجعه الى قسوة الشتاء وبرودته، من حكاية شفاهية ولد عمل مسرحي غنائي فرجوي جسده ثلة من مبدعي جهة الكاف.

بين الجبال ولدت القصة وفي الصحراء قدمت، بين قسوة الجبل وقسوة الصحراء وبين برودة الشتاء و حرارة الصيف قدم العمل متحدثا عن المرأة وقدرتها على تغيير الاحداث متى أرادت التعبير عن حكمتها ودهائها وفطنتنها، امرأتين مبدعتين على الركح لكل منهما شخصيتها ولباسها، لكل اسلوبها ولكل حيلها، حيل قدمت بالموسيقى الة الطبل والناي، التين متباينتين تباين قدرات النسوة، جبروت الطبل وقوته وكأنه احالة على ذكاء المرأة البلدية ورقة الناي وحزنه تشبيه لرقة المرأة البدوية ومسالمتها، مع نغمات الموسيقى تقدم حكاية عشق ودهاء، مع الناي ونغماته الموجعة يعايشش الجمهور قصة حيان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115