Print this page

في إحياء أربعينية محمد الطالبي في بيت الحكمة كتاب وشهادات عن فكره وجناح يضم أعماله

حبّس حياته طلبا للعلم، تجاوز إشعاعه حدود الوطن، تميز بالجرأة في قول الحق، كان عارفا بعلوم القرآن وشديد الإيمان إلى حد التقوى... ذلك هو محمّد الطالبي حسب شهادات نخبة من الأكاديميين والباحثين خلال أربعينية الفقيد، التي نظّمها المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون»بيت الحكمة»

يوم السبت الفارط، بحضور الأكاديميين وعديد الكتّاب والشخصيات الوطنية، إلى جانب أسرته، وبعض أعضاء الجمعية القرآنية تلك التي أسّسها الراحل .

نزّل الدكتور عبد المجيد الشرفي فعاليات الأربعينية في إطار الوفاء لروح الفقيد الذي «حبّس حياته طلبا للعلم»، وأشار رئيس المجمع إلى أن هذا هو الشعار الذي
يعرّف به الطالبي مسيرته، كما ذكّر بمساهمته في «تكوين النواة الأولى للمجمع» في ثوبه الجديد، مشدّدا على أن مجمع «بيت الحكمة» سيخصّص جناحا لأعمال
الرّاحل وسيكون حاملا لاسمه .

وأجمعت جل الشهادات حول القيمة العلمية والعمق الإنساني لمفكّر تجاوز إشعاعه الحدود الوطنية نحو العالمية، نظرا لمكانة مؤلّفاته ومهامه التأطيرية للباحثين والجامعيين وفقا للأستاذ منيرة شابوتو الرمادي رئيسة قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية بالمجمع ورئيسة الملتقى .
فلا يمكن لشهادات فردية أن تعرّف بقيمة المحتفى به برأي الأستاذ توفيق بن عامر، لقد تميّز»بالجرأة في قول الحق ومقاومة الفكر المتشدّد» على حد عبارته، منسجما في ذلك مع شهادات علياء بكار والصادق بلعيد وعمار محجوب حيث ركّزت شهاداتهم على جوانب الجرأة في كتب ومواقف الطالبي .

لم تكن هذه الأحكام اعتباطية، إذ جسّدتها مقتطفات من حوارات ومداخلات للطالبي تمّ عرضها في الملتقى، حيث جسّدت تواضع صاحب مؤلّفات «ليطمئنّ قلبي» و«عيال الله» و«منهجية ابن خلدون التاريخية» ... فالاضطلاع بإنسانيتنا لا يتمّ حسب قوله في كلمة أثناء تكريمه بجامعة منوبة «إلا بموصلة مسيرة البحث . .ولا تنجز هذه المهمّة إلا إذا ما تسلّحنا بالتواضع بل يذهب إلى الأقصى قائلا في نفس المداخلة «رفضت أن أكون عالما لأنني طالب علم» .
ففي هذه الجامعة كلّنا طلبة علم»، لنستنتج وجاهة الشهادات المركّزة على عمق علمه وتواضعه في آن، على غرار ماورد في شهادات حمّادي صمود و صلاح الدين الشريف وحياة عمامو. وأصدر المجمع بهذه المناسبة كتابا يتضمّن شهادات عديد المفكرين والمجمعيين، وزملاء المفكّر المؤمن بخلوده عبر خلود أفكاره.

المشاركة في هذا المقال