منهجية التغيير في رمضان الجزء الأول

إن ما يعانيه أفراد مجتمعاتنا المسلمة اليوم من مشاكل كثيرة في حياتهم، من اكتئاب وملل، وخوف وقلق، وإحباط وتبعية، وعدم إنتاجية، وكثرة مسؤوليات، وتردُّد وحيرة، ومن تكرار الوقوع في الفشل وضعف الإبداع.. يعود إلى عدم سلوك منهجية التغيير في حياتهم، وإلى ضعف إيمانهم وقلة عبادتهم.

وحيث إن التغيير يحتاج إلى إيمانيات روحيّة عاليّة، وصحة بدنية قوية قادرة على مقاومة الأمراض، وصحة نفسية، وشخصية قوية ثابتة، ومبادرة عقلية متفتحة ناضجة تفهم الثوابت والمتغيرات، ومهارات متنوعة ومتنامية.. كل هذا من الممكن تحققه في شهر رمضان، شهر التغيير، ولأن الطلب كبير فالعرض كذلك كبير ومتنوع، لنتمكن من الانطلاق نحو غد مشرق، نغيِّر فيه أنفسَنا ونُحسِن أعمالنا، ونأخذ من جديد بيد أمتنا نحو الريادة والسؤدد..
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ (الرعد: من الآية 11).

1 - إيمانيات روحية عالية:
وحيث إن التغيير ينطلق من هنا، وبَما أن في شهر رمضان تتحقق هذه الإيمانيات العالية، لتحقيق الهدف الأسمى، والغاية الكبرى من الصيام، ألا وهي تقوى الله عز وجل وإعداد القلوب للشفافية والخشية من الله؛ حيث قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (البقرة 183)، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وتشحنها بالإيمان، طاعةً لله، وإيثارًا لرضاه، والتقوى هي التي تحرس إيمان هذه القلوب، وبالإيمان يبدأ التغيير، لأنه نهج الأنبياء أعظم قادة في التاريخ، الذين غيَّروا الأمم، وأصلحوها من فسادها.

2 - صحة بدنية وقوة على مقاومة الأمراض:
كلما تفكَّرنا بكلام سيد البشر، رأينا دلالاتٍ ومعجزاتٍ جديدةً تتجلى في أحاديثه عليه الصلاة والسلام، وقد أثبت الطب الحديث اليوم أن الكثير من الحالات المرضية يتم علاجها من خلال تقنية الصيام، ويقول علماء الطب أيضًا إن أخطر شيء يهدد حياة الخلايا في الجسم هي السموم التي تتراكم داخل هذه الخلايا وتعيق عملها، وتقلل من نشاطها.
وعلى الرغم من الجهود والأبحاث الكثيرة التي تهدف إلى إزالة هذه السموم، لم يجد العلماء وسيلةً أفضل من الصيام للقيام بهذه المهمة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115