في إحياء أربعينية أستاذ الأجيال توفيق بكار: حديث ذو شجون عن مناقب الفقيد

الأستاذ توفيق بكار شخصية ثقافية وتربوية وأكاديمية ونقدية نحت مسيرته بين الأروقة الجامعية والحياة الثقافية، وترك بصمته في الساحة الثقافية والأدبية. وفي بادرة تهدف إلى ردّ الاعتبار لهذا الأكاديمي والمبدع الذي فقدته أجيال يوم 24 أفريل 2017، نظمت المندوبية الجهوية للثقافة بتونس

وجمعية سفراء المتوسط للتنمية والثقافة، مسامرة رمضانية بالنادي الثقافي الطاهر الحدّاد حملت عنوان « الأستاذ توفيق بكار في الساحة الثقافية».
حضر المسامرة وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وعدد كبير من المثقفين والأدباء.

وعدّد وزير الشؤون الثقافية في كلمته خصال الفقيد وأعماله، مبرزا بالخصوص ما ميّز توفيق بكار من رؤى فنية نقدية وجمالية جمعت بين الفن التشكيلي والكتابة الأدبية والمسرح والسينما والرواية والقصة والشعر بصنفيه القديم والحديث، العمودي والحر.
وأفاد محمد زين العابدين أن الوزارة تعتزم عقد لقاءات دورية « تليق بمكانة الشخصيات الوطنية الثقافية، وذلك تكريما لها ولجهودها في الارتقاء بالثقافة التونسية وطنيا وإقليميا ».
وأجمع المتدخّلون في هذه المسامرة الرمضانية التكريمية على دور أستاذ الأجيال توفيق بكار في تأصيل الفكر الإنساني التقدمي في العمل الثقافي، وإشرافه على سلسلة « عيون المعاصرة » (الصادرة عن دار الجنوب)، مبينين أن الفقيد كان حريصا على أن تكون هذه السلسلة منحازة إلى الإبداع الأدبي والفني.

وأكّد الدكتور جلول عزونة في شهادته بالمناسبة، أن الأستاذ توفيق بكار أشرف طيلة أكثر من موسم (بين 1986 و1988) بالمركز الثقافي لمدينة تونس (مدينة الثقافة حاليا) على جلسات شهرية خصصها لدراسة الشعر التونسي الحديث والمعاصر منه بالأخص.
وأضاف عزونة رئيس رابطة الكتاب الأحرار، متحدثا عن مكانة الفقيد كمدرس وناقد، أن توفيق بكار أدخل مناهج النقد الحديثة لشرح النصوص العربية القديمة في الجامعة التونسية وربطها بالساحة الثقافية كما يعود له الفضل في تدريس الأدب التونسي المعاصر.
وذكر الشاعر المنصف المزغني في شهادته أن توفيق بكار « كان محبوبا من تلامذته وكان مثالا يحتذى به للمثقف العضوي الذي أحب بلاده وثقافته العربية ودفاعه عن قيم الحداثة » فضلا عن إشرافه على إنجاز الأطروحات ورغبته الملحة في التدريس فضلا عن مواصلة تكوين الأساتذة.

وتحدّث الشاعر محمد أحمد القابسي عن الدكتور توفيق بكار المناضل في الحزب الشيوعي التونسي وعن انحيازه للوطن، وقد أبرز خلال هذا اللقاء أن ما لا يعرفه كثير من التونسيين عن توفيق بكار، أنه استقال من الحزب الشيوعي التونسي بعد توقف التجربة الاشتراكية التي قادها أحمد بن صالح، بعد أن تبيّن له أن الحزب الشيوعي « انحاز للبرجوازية ولا يساند التجربة الاشتراكية » وفق قوله.

ويروي الدكتور حمادي صمود عن الفقيد، ولعه الشديد بالفنون والأدب، وقال في هذا الصدد « عن طريقه عرف الناس علي الدوعاجي وأولوه المكانة التي يستحق وحبّب الطلبة في أشعار الشابي وقصّ البشير خريف ».
وتمّ بمناسبة هذا اللقاء افتتاح معرض وثائقي حول مسيرة الفقيد الفكرية وحياته الثقافية، بالإضافة إلى عرض شريط وثائقي تضمن مقابلات تلفزيونية له.

والأستاذ توفيق بكار، أستاذ الأجيال، هو من مواليد 31 ديسمبر سنة 1927 بمدينة تونس العتيقة. ويعدّ من مؤسسي الجامعة التونسية وأحد أبرز أعمدتها. وقد ساهم في ظهور النقد الأدبي في تونس وفي التعريف بالأثر التونسي وخاصة بكتابات الأديب محمود المسعدي. وقد طبع بفكره وأسلوب نقده الرواية التونسية بصفة عامة.

وكانت أشهر كلماته التي تركت أثرا كبيرا في نفوس الأدباء والنقاد « أوصيكم خيرا باللغة العربية » وهي عبارة قالها أثناء حفل تكريمي أقيم على شرفه سنة 2014.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115