ولا أحد يدري لماذا ورّط الفنان جعفر القاسمي نفسه بهذا الوعد الموغل في «النرجسية» السابقة لأوانها في انتظار نجاح قد يأتي وقد لا تأتي! ولماذا راهنت تلفزة الشعب على ضخ أموال هائلة لمنوعة ترفيهية قد تخطأ وقد تصيب!
لم يشفع تطعيم البرنامج بثلة من الممثلين في محاولة لصنع النكتة ولا الاستنجاد بشخصيات «النينجا» لإضفاء أجواء غريبة ولا السعي إلى ابتداع أفكار جديدة في حشد المتفرجين حول منوّعة «مهما صار» لأنها ببساطة لم تكن في مستوى الانتظارات خصوصا بعد أن جنى عليها أصحابها بتقديمها على أنها ستكون كاملة الأوصاف وستملأ الدنيا وتشغل الناس...
وحتى شهرة «جعفور» وصلته القريبة من التونسيين سيّما بعد أن ارتدى عباءة الإعلامي وتواصل مع المئات من وراء الميكرفون لم تلعب دور الوسيط في ربط جسور التواصل بين التلفزة الأم وجهورها.
في «مهما صار» كان الإسفاف مرادف الارتجال وحلّ الاستخفاف مكان الإضحاك ... وظنّ الفنان جعفر القاسمي أن الصراخ والانفعال المبالغ فيه على ركح البرنامج من شأنه أن يحبس أنفاس المتفرجين ويشدهم إلى شاشة منوعته ... يحدث في «مهما صار» أن «تسمع جعجعة ولا ترى طحينا».