قبل البدء: مهرجان الحمامات الدولي: «حلفاوين شعبي» ... في الافتتاح الموسيقي

آمن بموسيقاه ونجح، آمن بقدرته على التميز وفرض ما يقدمه الى الجمهور فاقبل عليه الجمهور اينما كانت عروضه، من الفكرة الى البحث فالعرض والنجاح، مراحل مرّ بها نضال اليحياوي في مشروعه «حلفاوين شعبي» ذاك المشروع الثقافي الموسيقي المخبري التونسي، حلفاوين

شعبي صوت موسيقى التونسيين، صوت المنسيين والأغاني غير المتداولة، مشروع امن اصحابه بقدرة النغمة التونسية على اكتساح الاركاح العالمية ونجحوا.

«حلفاوين populaire» عرض تونسي من انجاز المركز الثقافي الدولي بالحمامات في اطار الاقامات الفنية، عرض قدم للمرة الاولى العام الفارط ضمن فعاليات العروض الجانبية لمهرجان الحمامات الدولي، ثم تجول في مهرجانات الزهراء وسوسة، وقدمت عروضه وسط العام في بنزرت وقاعة الريو وشارع الحبيب بورقيبة، عرض متحول غير ثابت كلما قدموا حفلا الا واضافوا بعض الاغاني او المقطوعات ليشعر المتفرج ان العرض «حيّ» وما يقدمونه هو موسيقى الحياة موسيقى تنطلق من البحث في الموروث التونسي وتقديمه في اجمل صورة الى كل العالم.

لآلة المزود قدرتها على محاكاة موسيقات العالم
حلفاوين شعبي عرض موسيقي او بحث مخبري انطلق منذ عام او يزيد في دار باش حامبة ثم تبنى المركز الثقافي الدولي بالحمامات الفكرة التي تبلورت ضمن اقامات فنية وولد منها العرض، حلفاوين شعبي يقول عنه نضال اليحياوي انه عملية استكشاف فريدة للموسيقى التونسية، استكشاف لن تعرف متعته الا بعد مشاهدة العرض، عرض كلما شاهدته إلا و اردت ان تشاهده لمرات للبحث في سره وسحر موسيقاه.
«حلفاوين شعبي» عرض انطلق من ذاكرة نضال اليحياوي وإيمانا بقدرة موسيقى المزود التونسي على معاندة اشهر موسيقات العالم، عرض انطلق من موسيقى تونسية طوعها الفنان بعد بحث طويل لتسابق الموسيقى الغربية، في حلفاوين populaire عمل اليحياوي مع اجمل الموسيقيين في اختصاصاتهم عرض او رحلة موسيقية شارك فيها نضال اليحياوي وفي الغناء والعزف على الة الوتر، والمبدع جهاد خمير على (البيركيسيون) وهيثم هواشي (ايقاع) وأمين عيادي (مزود) وعماد فلفــول (ايقاع) و trappa صوت وbenoist esté على الة القيتارة .

وعن العرض يقول صاحبه نضال اليحياوي انها عملية بحث متجددة وسر النجاح هو صدق وقوة تراثنا ورعايته من قبل موهبة عازفين متميزين، وفي حلفاوين حتما يسنبهر المتفرج بتلك الثنائية العجيبة، اذ يصبح «المزود» التونسي قائد ثورة موسيقى الروك في العرض، وكلما شاهدت ذاك الحوار العجيب بين مزود امين عيادي وقيثارة benoist esté، الا وزاد اعجابك ورغبتك في البحث عن خصوصيات كل الة وكيف تم تطويعها ليقدما مقطوعات موسيقية كلمتها تونسية وايقاعتها عالمية.
فحين تشاهد العرض حتما ستنبهر وتصفه بالعشقة وبدايتها بين الة القيتارة التي عزف عليها الفنان benoist esté كأجمل ما يكون عانقها ونقر عليها ليخرج من جوفها اجمل النغمات وارقها وتجيبها الة اخرى موسيقاها مختلفة وعالمها ايضا هي الة المزود التي احتضنها أمين عيادي كأب يعانق ابنته، بين المزود والقيتارة حصل حوار غريب وأنيق لكلتاهما القدرة على شد الانتباه تماهت الالتان حتى امتعت الجمهور في كل العروض التي قدمها حلفاوين شعبي من جويلية الفارط الى اليوم.

تراثنا مقدس وموهبتنا تدافع عنه
جميل ان ينجح الفنان التونسي، والأجمل ان يقنع مديري التظاهرات بقرته على التميز والإبداع و «جلب الجمهور» بمنطق المادة، و الفنان نضال اليحياوي اثبت انه فنان من طينة مميزة، استطاع فرض نفسه وموسيقاه في الخارج ثم العودة الى تونس ليقدم موسيقى اعجبت المتفرج التونسي واقبل عليها.

نضال اليحياوي ذاك التونسي الهوى والانتماء والموسيقى، مجنون جنون اهل هذه الارض بموسيقاهم، عشق التراث وانكب للبحث فيه عله يخرجه من صمته ويقدمه للاخر مهما كانت جنسيته، فنان امن ان الموسيقى لغة توحد شعوب العالم وان اختلفت اللغات واللهجات، امن بموسيقاه وعمل على التراث ليقنع الجمهور، هو عاشق لجنون الة الوتر تلك الالة الصغيرة عذبة الكلمات والنغمات اختارها رفيقة لموسيقاه وتماهى معها ، وبعد رحلة البحث والعرض الاستثنائي «برقو08» كان العمل الثاني «حلفاوين شعبي» عرض تونسي الانتاج والتقديم عالمي الموسيقى والنجاح.

و«حلفاوين populaire» ليس مجرد عرض فرجوي يقدم اغاني تونسية وموسيقى المزود بطريقة اعتباطية بل هو عمل علمي قام اساسا على البحث في موسيقى المزود في تونس الكبرى ومنطقة سيدي حمادة من ولاية سليانة وبعض مناطق ولاية صفاقس، بحث عن انماط موسيقية مختلفة قدمت بالة المزود، بحث اشرفت عليه «الجبهة الموسيقية الشعبية» التي انطلقت منذ سنوات في العمل على الموسيقى الشعبية التونسية وكانت من نتائجها مجموعة برقو08 واليوم عرض «حلفاوين populaire»، هي رحلة موسيقية تغوص في ذاكرة ابن الحلفاوين نضال اليحياوي عمل عليها ومجموعة من امهر العازفين لاعادة تشكيلها وزخرفتها وتقديمها في عرض جد مميز وساحر... «حلفاوين populaire» هو أيضا عبارة عن استعادة للأغاني الصوفية التي تمدح الأولياء الصالحين بالمدن التونسية والتي غناها فنانو « المزود » الشعبي وهي مهددة بالنسيان والإندثار.

«حلفاوين شعبي» هو عرض يغوص في التراث الموسيقي التونسي، عرض يقدم التراث بطريقة عصرية ومميزة ، جاب العالم وقدم العديد من العروض في جميع القارات تقريبا، عرض ابدع واقنع فيه الفنان التونسي نضال اليحياوي، عرض اثبت ان التراث التونسي مادة فنية تستحق البحث، وأكد ان التراث حي ويمكن ان يقنع الجمهور مهما كانت جنسيته متى وجد مبدعين يؤمنون به، عرض اثبت ايضا ان التراث ليس مجرد فلكلور بل بحث دقيق يتطلب الكثير من الدراسة ، هو عرض يؤكد ان موسيقانا التونسية لها قدرتها على النجاح متى سنحت الفرصة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115