مهرجان مسرح الأحياء في مدنين: المسرح الصغير... يناديكم الى الحلم فلبّوا النداء

سلام الى من عشقوا الالوان واتخذوا من حب الحياة دينهم وديدنهم، سلام الى المؤمنين بقدرة الفن على التغيير وقرروا اكتساح الشوارع بالموسيقى والمسرح والرقص علهم يغيرون قليلا

في المشهد العام لمدنهم وقراهم وأريافهم، سلام الى من امنوا ان تونس كلّ ولا تتجزأ وآمنوا ان لكل ابناء الجهات الحق في الثقافة فتجمعوا وقرروا الدخول الى الاحياء لاخراجها من صمتها واحيائها بالفعل الثقافي، سلام الى المسرحيين والموسيقيين والراقصين عشاق الحياة الذين انخرطوا في فعل ثقافي بديل بعيد عن الدعم و العمل الاداري الرتيب.
هناك في طريق بني خداش، يوجد الفضاء الوليد، فضاء لم يتجاوز الشهرين من العمر ولكنه احتضن العديد من العروض ويقدم هذه الأيام مهرجانا عنوانه «مهرجان مسرح الأحياء» الفضاء الوليد قرر ان يولد كبيرا ان يكون منذ البدء فاعلا لا مفعولا به، بعيدا عن سياسة التسويف و «باش نعملوا» انخرطوا في العمل منذ يومهم الاول لانهم يؤمنون ان المسرح فعل مقاومة.

هنا المسرح الصغير...هلاّ اتيت؟
هناك، في جزء من هذا الوطن يوجد فضاء «المسرح الصغير» حجمه صغير ربما ولكنه شاسع شساعة احلام المشرفين عليه، المسرح الصغير الفضاء الوليد ولد كبيرا بحلم الحق في الثقافة للجميع وإيصال الفعل الثقافي الى ابناء الاحياء الشعبية، هناك في مدنين تحديدا طريق بني خداش يوجد الفضاء، باب احمر وكأنه لون الدم في قلوب محبي الحياة، فقاعة مربعة الشكل زينت بأجمل الرسومات، رسومات قد تستغرق الساعة وأنت تتأملها وتأول حكاياتها، فهذه راقصة تنثر بجسدها اجمل بذور الحب والفرح وفوقها كتب بلغة فرنسية «الحياة جميلة» لك ان تتأمل اناقة لباسها وأناقة حركتها وتسال عن اناقة فكر الرسام.

دع راقصة الفلامنكو فلازال الكثير لتراه، رجل يحمل قيثارته والنوتات انتشرت على كامل الحائط، تامل جيدا قد تسمع مقطوعتك المفضلة، تتجمع النوتات لتكتب ببنط عريض sans ARTla rue meurt، وذاك هو شعار الفضاء منذ افتتاحه اواخر مارس 2017، العمل على الاحياء والطرقات ، الوان زاهية تشد الناظر والزائر، كتابات مميزة تدفعك للتحليل والحلم، واصل الجولة عانق شوق الطفولة المرسوم بدقة وحرفية تامل اتلكتابات المشجعة على الحلم والتمسك بالرأي فكلما كانت شخصية الشخص اقوى كلما كانت افكاره اقوى، كذلك شخصية كريم الخرشوفي الذي امن بالفضاء وحفر في غياهب الصمت لينحت مخبره الصغير ومسحره الاصغر.

في المسرح الصغير ستشعر ان كل شيء كبير، الكتابات ضخمة والرسوم كذلك وكانها انعكاس لأحلام القائمين عليه، الى يسارك ايها الزائر، الركح الصغير ذاك الذي ما انفك يحتضن عروض مسرحية للأطفال والكبار منذ افتتاحه في 26مارس، ركح صغير، زين بستائر حمراء وللاحم والاسود جاذبية مميزة يصاحبها صورة لشارلو ومعها كلمة «كن كما انت فقط”، وكانه يدعو الزائر ان يكون كما هو يكون مبدعا حالما بمسرح افضل وحركية ثقافية اكثر نجاعة.

من أجل متنفس أكثر إتساعا للحلم
المسرح الصغير، الفضاء العضوي الحركي، فضاء منذ انبعاثه وهو شعلة ملتهبة للمسرح، في الفضاء هناك العديد من الورشات القارة وهي المسرح يشرف عليه كريم الخرشوفي وورشة للكتابة يؤطرها حامد محضاوي وورشة للرقص يؤطرها نور الدين سماعلي وورشة للتعبير الجسماني لامل الجامعي واسامة فضلي وورشة الفنون التشكيلية يؤطرها رؤوف ليسير.
بالإضافة الى العروض انتج الفضاء عرضه الاول «بالفن نعيش» عن فكرة لحامد المحضاوي واخراج حبيب عدواني وأداء احمد مكرازي وهيثم محمدي و بوبكر الغناي واشرف المسعودي.

جميعها عروض داخل الفضاء، ولان الحلم لا توقفه الجدران السميكة ولا الابواب الموصدة، و لولا الحب لما كان هناك مسرح ينجز المسرح الصغير مهرجان «مسرح الاحياء» الذي انطلق أمس ويتواصل الى الغد، ثلاثة ايام من المسرح والمقاومة والكلمة الصارخة بالحق في الحياة.

المهرجان قال عنه كريم الخرشوفي صاحب الفضاء انه «بداية تحقيق جزء من مشروعنا في فضاء المسرح الصغير بطريق بني خداش مدنين مهرجان مسرح الأحياء قطرة من فيض ثقافي لو وجدنا دعم الوزارة».

في مسرح الاحياء لقاء مع عرض «نسبّح باسمكّ ، اداء احمد رامي عاشور و هيفاء الكامل، وموسيقى لعاصم زقروبة للمخرج جلال حمودي، وعمل «بالفن نعيش» .

مهرجان مسرح الاحياء من حي شعبي ولد والى الاحياء الشعبية تكون الوجهة، جمهوره اطفال صغار متعطشون للثقافة، للمسرح، مهرجان زاده الحلم وشباب مؤمن بالفن، رامي عاشور وحامد محضاوي وكريم خرشوفي وهيفاء كامل و حبيب عدواني ورؤوف ليسير ومجموعة خنقة وهيثم محمدي وخالد اللملومي جميعهم امنوا بالفضاء، بالفن بالعطاء، امنوا بدورهم في تجسيد فعل ثقافي مقاوم في جهاتهم، يعملون دون دعم دعمهم محبتهم لما يقدمونه من اعمال مسرحية وموسيقية الى سكان الاحياء الشعبية.

مهرجان مسرح الاحياء فرصة للحلم ومعانقة امل متجدد فرصة لملاقاة شباب يؤمن بالفن وقدرته على التغيير، فرصة للإبداع في ظروف متوترة وفرصة لملاقاة كل مبدعي الاحياء فهم ملح الارض وهم شريانها النابض، والمسرح الصغير فتح مصراعيه للحلم والتغيير، فهل ستتحرك الوزارات لدعم الحلم في الجهات؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115