المهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس: عروض متنوعة وندوة فكرية حول الكتابة المسرحية للطفل

في اجواء احتفالية، وبحضور عدد هام من الجماهير من مختلف الشرائح، انتظمت فعاليات المهرجان الدولي لمسرح الطفل، في دورته 17 وطنيا والخامسة دوليا والذي تنظمه جمعية مسرح الصمود بام العرائس، بعرض فرجوي وتنشيطي امام ساحة دار الثقافة، بمشاركة مجموعة من الفرسان والفرق الفولكلورية والتنشيطية.

حين تنتقي المسافات، والحواجز، وتتظافر الجهود والعزائم فالمستحيل يتحقق، لا سيما في المجال الابداعي، وهو فعلا ما تحقق بمدينة ام العرائس المنجمية، التي احتضنت فعاليات المهرجان، رغم «فقرها الثقافي» وانعدام فضاءات العروض المتطورة، ففي ظل ما نسمعه من شعارات صادرة عن وزارة الشؤون الثقافية من اللامركزية الثقافية، والتفاضل الايجابي لفائدة المناطق الداخلية، الى ترسيخ ثقافة القرب، ودعم المناطق الاقل حظا، ينتظم هذا المهرجان الدولي لمسرح الطفل الذي منحته الوزارة 3 الاف دينار، وحجبت عنه العروض المدعومة التي تكفلت المندوبية الجهوية للثقافة بقفصة بتحمل مصاريفها، وداخل مؤسسة ثقافية تم تجديدها مؤخرا لكن بدون مقاعد ثابتة الى الان. مما اضطر الاطراف المنظمة الى الاستنجاد بكراسي بلاستكية، وتحالفت ضده كالعادة مختلف وسائل الاعلام الممثلة جهويا بقفصة، من قنوات تلفزية واذاعية وصحف. ولم يحضر الفعاليات، في حين اكتفى البعض القليل بالاتصال والنقل الهاتفي قبل انطلاق المهرجان، والحال ان ام العرائس كانت ولا تزال، قبلة لوسائل الاعلام هذه وغيرها، كلما تعلق الامر ببعض الاحتجاجات المفتعلة أو اغلاق نهج بسبب خصومة عائلية اما حين يتعلق الامر بالثقافة والمسرح، فلا اعلام لمن ينادي...

معارض وتكريم في الافتتاح
وقد انطلقت فعاليات المهرجان الدولي لمسرح الطفل، بالاطلاع على المعرض الوثائقي للدورات السابقة والتي انجزت بداية من سنة 1991 لتتواصل الى اليوم دون انقطاع، وتبرز مدى اهمية العمل الثقافي والمسرحي بجهة ام العرائس، ولا سيما الموجه للاطفال، رغم الصعوبات على جميع الاصعدة، ومن اهمها الدعم المادي لهذه الانشطة.وبقاعة العروض، التي لم تكن قادرة على استيعاب الاعداد الهامة من الاطفال ثم تكريم ثلة من المبدعين، على غرار المسرحي القدير، ومدير مهرجان نيابوليس لمسرح الطفل حمادي الديماسي، والكاتب المسرحي الفلسطيني، محمود شقير، كما تم بالمناسبة امضاء اتفاقية شراكة، بين الرابطة الوطنية الثقافية الفلسطينية، ممثلة في الدكتور نادر القنة وجمعية مسرح الصمود بام العرائس، ممثلة في رئيسها المسرحي حسين براهمي وهذه الشراكة من شانها ان تساهم في مزيد دعم واشعاع المهرجان الدولي لمسرح الطفل، لا سيما وانه انطلاقا من هذه الدورة، سيشهد المهرجان اسناد جائزة فلسطين للابداع المسرحي (مسرح الطفل) مسندة من طرف الرابطة، لافضل عمل مسرحي متوج. وفي سياق فعاليات اليوم الاول ايضا تابع جمهور الاطفال عرض مسرحية اتحاد الاصدقاء، لجمعية مسرح الصمود. وملخص المسرحية، حكاية فراشة صغيرة كانت تتجول بين الأشجار لكنها علقت بشبكة عنكبوت وحاولت أختها مساعدتها لكن دون جدوى مما اضطرها للبحث عن أصدقاء اخرين لمساعدتها على تخليص أختها من براثن

العنكبوت لكن لا الخنفس ولا النملة ولا الصرار تمكنوا من انقاذها بينما النحلة هي الوحيدة التي تمكنت من إيجاد حيلة مناسبة تمثلت في توحيد الجميع من أجل تحرير الفراشة من خيوط العنكبوت.وقد تميزت مسرحية «اتحاد الاصدقاء» باخراج النص من جموديّته إلى حركيّة منفتحة ومرتبطة بالممارسات الفنيّة والجماليّة والفكريّة والتربويّة وإستغلال الوسائل المتاحة ليصبح العرض في متناول الطّفل المتلقّي. وقد تم عرضها خارج المسابقة الرسمية التي انطلقت في اليوم الثاني بعرض مسرحية شجرة الحكمة لجمعية الاتحاد المسرحي بسوسة، ثم مسرحة، العب وامرح، لجمعية البهجة للفنون المسرحية بليبيا، ومسرحية الملك الممحون والاميرة انايس، للتعاونية الفنية الثقافية مسرح نات ببجاية (الجزائر) وتكونت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية من الدكتور نادر القنة، والهادي عباس مدير مركز الفنون الدرامية بقفصة، والاديبة فضة خليفة. كما تضمن برنامج اليوم الثاني ايضا وبمركز الفنون الدرامية بقفصة، وفي اطار انفتاح المهرجان الدولي لمسرح الطفل على الفضاءات الخارجية، عرضا لمسرحية «حكاية الديك صياح» لفرقة المركز الثقافي العراقي للطفولة وفنون الدمى، وفي السهرة امسية شعرية بمشاركة الشعراء محمد عمار شعابنية، وفضة خليفة ومحمد برهومي.

اما برنامج يوم الجمعة 14 افريل، فتتواصلت خلاله العروض المسرحية المدرجة داخل المسابقة الرسمية، وهي مسرحية حكاية الديك صياح (العراق) ومسرحية المتعجرف والبهلوان، لفرقة البسمة لمسرح الطفل، ومسرحية سندرلا لجمعية العنقاء للفن المسرحي تونس، اما الندوة الفكرية فقد كان محورها «الكتابة المسرحية للطفل» بمشاركة الدكتور حسين علي هارف (العراق) والدكتور نادر القنة (فلسطين).
واختتمت الفعاليات يوم السبت 15 افريل، بتلاوة التقرير الختامي للدورة، وتكريم المشاركين لا سيما الفرق المسرحية، وضيوف المهرجان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115