نبش في الذاكرة... أولاد أحمد وقابس: في قابس ما يجعل الكلام شعرا والحياة جديرة بالحياة

علاقة المبدع والمكان تصنعها تفاصيل عدة مختزلة في الوجدان، وشاعرية المكان تلقي في قلب المبدع شيئا منها.. علاقة قابس والشاعر الراحل محمد الصغير اولاد احمد امتدت لعقود مع فرع قابس لاتحاد الكتاب ومركز الرواية العربية و مهرجان قابس الدولي وعديد التظاهرات

الثقافية لعل آخرها والتي تتزامن وذكرى رحيله وكانت يومي الجمعة والسبت 5 و6 افريل 2013 ضمن ملتقى الشاعر الراحل المختار اللغماني للشعر العربي المعاصر «أقسمت على انتصار الشمس»..

وان اهتمت هذه التظاهرة بالراحل المختار اللغماني ، فانها غاصت في الاحتفاء بأولاد احمد الشاعر والانسان الذي ابدع شعرا ونثرا ، كما بادرت وعلى هامش الملتقى مجموعة «قلق» الثقافية Groupe littéraire et artistique de Gabes التي يديرها الاستاذ البشير المؤدب إلى تنظيم لقاء مع الشاعر المبدع الصغير اولاد احمد اهتم بتقديم المجموعات الحديثة للشاعر «القيادة الشعرية للثورة التونسية» و «حالات الطريق» كذلك قراءة بعض نصوصها والتعرف والغوص في التجربة الشعرية والحياتية للمبدع من خلال اهم محطاتها و منعرجاتها ،كما طغى السياسي على الثقافي في هذا اللقاء في ظل تداخل البعدين ..اما خلال الملتقى فالقى المبدع الصغير أولاد أحمد قصائد عديدة على غرار « تونسي»، «اذا كنت شعبا عظيما» ،»هو» ، «الاهي اعني عليهم» ،» مرثية الى محمود درويش».. وقدم قصيدة «حمائم الى محمود درويش» تحية لشباب نادي محمود درويش كانت خير نبراس في تنوع وكثافة مبادراتهم الابداعية في الشعر والموسيقى والمسرح.. عن اولاد احمد المبدع وعلاقته بقابس الثقافة أكد الأستاذ البشير المؤدب ان اولاد احمد نزل ضيفا على مهرجان

قابس الدولي في العديد من المناسبات أولها كان سنة 1990، من خلال مشاركته في ندوة الفكر السياسي العربي كذلك في عديد أنشطة أحباء المكتبة والكتاب وفرع قابس لاتحاد الكتاب حيث قام في كل مرة بتوقيع جديد دواوينه الشعرية وصولا الى ملتقى مختاراللغماني سنة 2013 أين عبر بالقول «في قابس ما يجعل الكلام شعرا والحياة جديرة بالحياة»... ومن جانبه أكد الكاتب والباحث البشير الضاوي «أن الكلام على الكلام صعب خاصة حول أثر وإبداع رجل مثل محمد الصغير أولاد أحمد الذي طوع اللغة وجمع بين بلاغة البيان وقوة البرهان وأسكن وطنا بين ضلوعه وأضاءت صوره أركان ربوعه.لا أدعي أني كنت مقربا من الفقيد ولكن أغلب زياراته ومسامراته إلى قايس حضرتها مريدا ومنصتا وبعين القلق في تأمل تجليات مبدع غير مطمئن ودائم الغوص في ثنايا وأوجاع الناس .ينهل من المخيال الجمعي ومن التاريخ والجغرافيا السياسية للبلاد التونسية ويتفرد في تخريجات شعرية تختزن تطلع الأنا وأوجاع بلاد يحبها كما لا يحب البلاد أحد ..يختزن أولاد أحمد الإنسان تجربة جيل صادق عال سقف التطلعات. فتح عينه على دولة الاستقلال الجريح وعلى أوهام شبيبة يسارية حالمة وخيبة جيل عربي منكسر بعد سلسلة هزائم عسكرية وحضارية .. الرجل متورم الأنا إلى حد التماهي مع المتنبي خاصة حين يتحدث عن أغلب شعراء جيله من التونسيين ومنغرس في هموم الفقراء وأبناء الشعب الى حد استحضار نسقي لماضيه الريفي وتعايشه مع «المدني المفارق» ويمثل الرجل ظاهرة إبداعية هي الأكثر فرادة في تونس بعد الشابي..في لقاء «قلق» كانت الاستاذة أمال اليملاحي ضمن الحضور وهي تستذكر هذا اللقاء قالت : هو لقائي الاول بالشاعر الراحل اولاد احمد ضمن مجموعة «قلق» الثقافية ..الشاعر الثائر الذي آمن طيلة حياته بأن الحياة حب وحرب ..في ذاته تُختزَل جراح عقود من الزمن ..اكتشفت اولاد احمد الانسان بعد اثره الشعري لتكتمل الصورة لمن اهدى الى التونسيات والمراة في العالم «نساء بلادي نساء ونصف»..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115