في رحلة عدد من مثقفي قابس الى معرض تونس الدولي للكتاب: عندما تتحوّل الأطراف إلى مركز...

«قيـل لأرسطـو: كيـف تحكم على إنسـان؟ فأجـاب: أسأله كم كتاباً يقراً؟ وماذا يقـرأ؟».. في موعدها الثاني وبعد ان كانت مقررة يوم السبت 25 مارس المنقضي، انطلقت فجر يوم الجمعة 31 مارس رحلة عدد

من الفاعلين والمهتمين بالثقافة بولاية قابس الى معرض تونس الدولي للكتاب في دورته 33 وهي سُنّة دأبت على تنظيمها المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بقابس التي يديرها الاستاذ محمد الدغسني.

رحلت سابقت الريح حيث امتدت لاقل من خمس ساعات وكأنها عبرت عن لهفة طفولية للمشاركين فيها لاكتشاف كل ما هو جديد في هذه الدورة الجديدة ..رحلة سمحت ودون انتظار كبير لتجاذب اطراف الحديث والغوص في بعض الاحيان في نقاش كان جله غير عقيم بين المشاركين في علاقة مباشرة وغير مباشرة بمواضيع الكتاب اليوم ، مكانة المثقف وادواره محليا ووطنيا، المشهد الثقافي عموما ،علاقة هذا المشهد بما يجري على الساحة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية... نقاش وكالعادة كان بدافع من قيدوم المشهد الجمعوي والثقافي الاستاذ عبد الله الزرلي الذي لا يمكن الحديث عنه او من خلاله الا ويكون موضوع كلية الطب خاصة والوضع البيئي بجهة بقابس والثقافي بدرجة اقل موجودا.. من المفارقات او بالأحرى من المفاجآت السعيدة تزامن دخول المشاركين في الرحلة حوالي الساعة 11 صباحا ، ودخول الناقد والروائي محمد الباردي والاستاذين رضا بن صالح ومحمد الصالح مجيد لتأثيث جلسة حوارية ضمن البرنامج الثقافي للمعرض تكريما للباردي ، لهذا وقبل الجولة الاولى بمختلف اركان المعرض كان الموعد بقاعة منوّر صمادح مع فعاليات الجلسة التكريمية ..

تكريم مضاعف للناقد والروائي محمد الباردي
جلسة تكريمية تندرج ضمن محور مسارات الرواية تحت عنوان «محمد الباردي وتسريد العالم» نظمها المعرض بالتعاون مع مركز الرواية العربية بقابس وتضمنت مداخلة اولى للأستاذ أحمد السماوي تناولت موضوع استراتيجية الإدراك في روايتيْ «حنّة» و»الكرنفال»، حيث بيّن أن إدراك الراوي للعالم كان أمرا عصيّا جدّا على المدرِك كما فسّر متاهة الراوي في البحث عن الحقيقة باللجوء إلى «السلاسل» أي اللجوء إلى الكتابة بالتسلسل عبر تجميع المعارف المتصلة بماضيه لتقديم سيرته الذاتية بأسلوب روائي مميز.. وما يثير المتلقي في قراءته لروايات محمد الباردي، اضاف السماوي ،الرغبة الشديدة للقارئ في تواصل أحداث الرواية بعد الانتهاء من قراءتها من جهة و وقوع القارئ في إغراءات الراوي الذي يدفعه لمواصلة القراءة من جهة ثانية ..اما أستاذة الأدب الحديث بكلية الآداب والإنسانيات والفنون بمنوبة سلوى السعداوي ، فاهتمت بعالم المتاهة في نصوص محمد الباردي مؤكدة ان المتاهة عالم الانسان المنسي بجميع تجلياته وروايات الباردي كرنفال او غابة ..الغابة الانسانية الكونية سرّدها بطرق مختلفة عائد الى القصة الواقعية بعد 14 جانفي 2011 ..هذا العالم مرآة الإنسان المنسي وعالم الإنسان الذي يبحث عن كينونته ....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115