في الذكرى الأولى لرحيل أولاد أحمد: طابع بريدي و«نهج» يحمل اسمه... فهل أوفينا حقّ «شاعر البلد»؟

ودّع «أقلامه وساعته، كتبه وكراساته، والدموع التي توّدعه»... ورحل! قبل الرّحيل الأخير، أودع محمد الصغير أولاد أحمد حبيبته تونس التي أحبّها «كما لم يحب البلاد أحد» أشعارا وأحلاما وكلمات ليست كالكلمات... وبعد الرحيل الأبديّ


غاب طيف الشاعر الكبير وبقيت ذكراه حيّة كالجمرة الملتهبة وقصيدته نابضة كالثورة المزلزلة...وهو الذي أضاء كالنجمة اللاّمعة في سماء تونس الشاعرة ...

في يوم حزين بكت فيه السماء لملم الشاعر الخالد محمد الصغير أولاد أحمد تفاصيله وذكرياته وأحلامه وغادر الحياة لتبقى القصيدة من بعده يتيمة وهو الذي امتلك مفاتيح سريّة في الكتابة التي تطرق الأذهان والأفئدة دون استئذان. وقريبا وتحديدا يوم 5 أفريل الجاري تحل الذكرى الأولى لرحيل أولاد أحمد فماذا أعدّت تونس لشاعرها الكبير الذي أحبّها «صباحا ومساء ويوم الأحد»...
عنوان ومكان ...وبعد؟

لم يكن محمد الصغير أولاد أحمد مجرد شاعر يجيد اللعب بالحرف بل كان ملك القصيدة وفارس الكلمات البسيطة،المدهشة، المؤثرة ...التي منحته جواز سفر مفتوح نحو قلوب الجماهير العريضة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.

من بين دفاتر شعره يفوح عطر الشعر السلس، المتين والبسيط ، القوّي...ومن بين سطور قصائده تنبعث موسيقى عذبة وساحرة ونافذة إلى القلوب والعقول... ولأنه علامة فارقة في سجل الشعر التونسي خصوصا والعالم العربي عموما فقد كان حريّا بهذا البلد أن يكرم ذكرى شاعره الكريم بعد أن عذّبه وأقام عليه الرقابة والحصار في حياته.

وفي هذا السياق، أطلقت النيابة الخصوصية بأريانة اسم محمد الصغير أولاد أحمد على أحد الأنهج كحركـة رمــزية... وفي تصريح لــ«المغرب» علّقت حياة حمدي رئيسة «جمعية أولاد أحمد تونس الشاعرة» على هذه البادرة بالقول: «إن نشكر بلدية أريانة على هذه اللفتة الكريمة في حق أولاد أحمد ولكنا كنا ننتظر إطلاق اسم هذا الشاعر العظيم على شارع كبير وسط العاصمة وهو الذي

ارتبط في حياته كثيرا بهذا الشارع الرمز عوضا عن نهج منزو ومغمور في أريانة...» فهل كان هذا هو كل ما يستحقه أولاد أحمد وهو القائل:»أنا ملك الليل... لا سرّ لي غير وجهي وحبري المراق على سُرّة العاصمة»؟

تكريما لروحه المبدعة المناضلة يصدر البريد التونسي يوم 5 أفريل طابعا بريديا بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل شاعر الوطن محمد الصغير أولاد أحمد وهو الأمر الذي استحسنته حياة حمدي معتبرة إياه بادرة رمزية تستحق التحية.

وإن تمرّ الذكرى الأولى لرحيل أولاد أحمد دون التوّصل إلى تصوير فيلم وثائقي عن حياته وسيرته وشعره...فقد أفادت حياة حمدي رئيسة «جمعية أولاد أحمد تونس الشاعرة» أن هنالك اتصالات في هذا السياق من أجل تصوير فيلم سينمائي عن شاعر تونس الكبير كما كشفت عن الاستعداد لتقديم عمل مسرحي مستوحى من أشعار وخصوصا نصه الشعري غير المعروف الذي يحمل عنوان»الكاراكوز» بإمضاء جمال المداني.

جمعية «تونس الشاعرة» وبرمجة خاصة بذكرى رحيل أولاد أحمد
قبل رحيله سكن شاعر البلاد حلم تأسيس جمعية ثقافية يكون اسمها «تونس الشاعرة» لتكون صوت تونس الثائرة. وبعد رحيله الأبدي أكمل المؤتمنون على وصيّة الشاعر الدرب بتأسيس «جمعية أولاد أحمد تونس الشاعرة».

وفي وفاء لروحه وتحيّة سلام إلى طيفه أعدت «جمعية أولاد أحمد تونس الشاعرة برمجة خاصة لإحياء الذكرى الأولى لرحيل شاعر الثورة الصاخبة وذلك انطلاقا من يوم 5 أفريل الجاري وإلى غاية يوم 7 أفريل 2017 بدار الثقافة ابن رشيق.

وإن خطفت يد المنون روح أولاد أحمد في ذلك اليوم الحزين الموافق ليوم 5 أفريل 2016 فإن يوم 5 أفريل 2017 سيشهد تجمّع أصدقاء الراحل وعشاق شعره وأحبّاء قصيده ...بمقبرة الجلاز على الساعة 11 صباحا لوضع إكليل من الزهور على ضريح الشاعر. وعلى الساعة الخامسة مساء من اليوم نفسه سيتم افتتاح معرض»قل لنا يا أحمد» للخطاط التشكيلي عبد الرزاق حمّودة بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة.

وفي اليوم الموالي والموافق ليوم الخميس 6 أفريل فستحتضن دار الثقافة ابن رشيق ندوة فكرية بعنوان»أولاد أحمد شاعرا وناثرا» بمشاركة كل من محمد صالح العمري وهاجر بن إدريس وفتحي النصري وحياة حمدي والهادي إسماعلي إضافة إلى تقديم شهادات حية عن «أولاد أحمد الشاعر والإنسان» بإمضاء كل من ناجي البغوري ومختار الطريفي وحليمة الجويني وتوفيق بن بريك وعبد الدايم السلامي.

وفي الفضاء نفسه على الساعة الرابعة مساء من اليوم ذاته سيكون الحضور على موعد مع أمسية شعرية يؤثثها الشاعر سامح محجوب من مصر ومحمد البوصيفي من ليبيا وإبراهيم داوود من مصر وعادل الصياد من الجزائر وبوزيد حرز الله من الجزائر وبروين حبيب من البحرين وفانسون كالفت من فرنسا وكوستانزا فريني من إيطاليا. أما من تونس فيسجل كل من الشعراء رحيم الجماعي ومكي هلال وعادل المعيزي وناظم بن إبراهيم وسلوى الراشدي وسامي الذيبي حضورهم في هذه الأمسية الشعرية بمناسبة الذكري الأولى لرحيل شاعر البلد.

وفي ختام تظاهرة إحياء ذكرى أولاد أحمد بعد عام من رحيله سيكون الموعد يوم الجمعة 7 أفريل بدار الثقافة ابن رشيق مع عرض فني موسيقي يحييه الأوركستر السمفوني التونسي وبمشاركة الفنانات سعاد مقديش ولبنى نعمان وأسماء بن أحمد والفنانين خميس البحري وجمال قلة، إلى جانب مداخلات فنية لكل من محمود حميدة وجليلة بكار ورؤوف بن عمر.

وسيكون ختامها مسك مع تكريم الشاعر المصري الراحل سيد حجاب وهو شاعر القاهرة الذي يشترك مع شاعر قرطاج في جرأة الموقف وفي شجاعة القصيدة... وفي شريعة حب البلد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115