الكاتب محمد فطّومي الفائز بجائزة معرض الكتاب للقصة القصيرة لـ«المغرب»: عشقي للقصة القصيرة يجذبني من الهندسة إلى الأدب ...

قد لا يكون اسم محمد فطّومي متداولا كثيرا في الأوساط الأدبية التونسية وهو الذي يكتب في انزواء عن الأعين وبعيدا عن دائرة الضوء... إلاّ أن خروج هذا القاصّ إلى النّور كان من

الباب الكبير بمعانقة جائزة على الدّوعاجي للقصّة القصيرة ضمن مسابقة الإبداع الأدبي لمعرض تونس الدولي للكتاب. وعن»جلّ ما تحتاجه زهرة قمريّة» كان التتويج الذي لفت الأنظار وأدار الرّقاب إلى خصوصية الكتابة عند محمد فطّومي... وعن القصّة وفنّ القص كان لـ»المغرب» مع صاحب جائزة علي الدّوعاجي الحوار التالي:

• ماالذي يمكن للكاتب محمد فطومي أن يقول عن مجموعته القصصية «جل ّ ما تحتاجه زهرة قمرية» المتوّجة بجائزة علي الدوعاجي للقصة القصيرة بمعرض تونس الدولي للكتاب؟
«جلّ ما تحتاجه زهرة قمرية» هي باكورة أعمالي القصصية الصادرة في تونس وتضم 21 قصة قصيرة استغرقت في كتابتها سنوات طويلة ما بين التمهل والتريث والتثبت حتى تكون مضامينها وأبعادها طريفة ومختلفة في ملامسة الواقعي والوجودي والإنساني... وقد كانت صفحات هذه المجموعة القصصية منفتحة على تيارات متعددة في الكتابة القصصية على غرار الواقعية والعجائبية والتجريب... وبعد الاشتغال العميق على مواضيعها والتعب الشديد في صياغة سطورها كلّل هذا الإجهاد الفكري الكبير بجائزة علي الدوعاجي للقصة القصيرة.

• هل من مكان اليوم للقصة القصيرة في زمن الرواية بامتياز ؟
صحيح أن الرواية افتكت الأضواء من القصة القصيرة وغيرها من الأجناس الأدبية ولكن يبقى للقصة القصيرة كتّابها وجمهورها... ومن المعلوم أن انتشار الرواية كان مسبوقا بدعاية إعلامية واسعة النطاق على غرار روايات أحلام مستغانمي وواسيني الأعرج ... ولهذا فإن بعض الكتاب يهرعون مباشرة إلى كتابة الرواية من باب البحث عن البقاء باعتبارها مفتاح النجاح والشهرة. ولكن هذا لا ينفي وجود الحاجة إلى القصة القصيرة فمثلا الكاتب العالمي «غابريل قارسيا ماركيز» كتب القصة القصيرة بعد أن كتب رواية»مائة سنة من العزلة»... وعن نفسي فإني أكتب القصة القصيرة عن عشق وولع كما أني لا أمتلك من الصبر قدرا كافيا لأكتب الرواية...

• وأنت تزاول مهنة الهندسة هل من السهل امتلاك صاحب التكوين العلمي لأبجديات الكتابة الأدبية وأسرار القصة القصيرة؟
لأني أتيت من الهندسة مارست الأدب. فالهندسة علمتني أن أكتب بكثير من التأمل والحذر وعدم الاندفاع ... فالقصة القصيرة من منظوري الخاص هي جنس أدبي يتطلب دقة العلوم وصحة الرياضيات في ربط النتائج بالأسباب والتحقق من مضمون كل جملة وسطر من أجل تحقيق الجودة المنشودة.
وإن بدأت الكتابة في سن متأخرة أي بعد الثلاثينات من العمر فهذا مردّه رغبتي في التشبّع بالقراءات المختلفة والمطالعات الكثيرة ...قبل التجرؤ على مسك القلم.

• هل من سمات خصوصيّة في القصة القصيرة التونسية؟
القصّة القصيرة هي فن مشوّق وآسر... وأعتقد أن كل من يلج هذا العالم الساحر عليه أن يمتلك مفاتيحه الخاصة في فك طلاسمه والاهتداء إلى جنّته... وبالنسبة للقصة القصيرة في تونس فأظن أن علي الدوعاجي امتلك من الذكاء الوّقاد ما جعله يحوّل النص الإنشائي إلى قصة جميلة ومشوّقة وبعده حافظت أجيال متلاحقة على الريادة في فن القصة القصيرة.
وشخصيا لامست صدى طيّبا للقصة التونسية في الخارج باعتباري اضطر إلى نشر أعمالي القصصية خارج حدود الوطن بسبب فقر المتون الثقافية حيث تلقيت كل التقدير والإعجاب في الأوساط الأدبية العربية...

• ما بعد «جلّ ما تحتاجه زهرة قمريّة» هل من مولود أدبي جديد في الأفق؟
فعلا بحوزتي مجموعة قصصية جديدة جاهزة للنشر تحمل عنوان «تهيؤات في المتناول» أرجو أن يجد فيها القارئ المتعة والإفادة ...

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115