بعد تعرضه إلى هجمة شرسة: رشدي بلقاسمي يجيب منتقديه «سأرقص وأرقص على عقدكم وأحكامكم المسبقة

لأنه متميز ومختلف وجريء، لأنه يعترف بأهمية جسده ويعرف ان للجسد قدرة على كتابة التاريخ والتعريف بالمنسيين ولأنه يؤمن بقدرة الرقص على النبش في الذاكرة الشفوية ولان جسده صوته وحركات جسده صرخة

عاتية لزلزلة المفاهيم القديمة و زحزحة الافكار المسبقة عن الرقص ولأنه يرقص ليعبر عما يسكنه ويعبر بطريقته الخاصة عن تاريخ البلاد يتعرض للعديد من الهجمات كلما صعد على الركح او في برنامج تلفزي ورقص بحزام.

اتهم بالميوعة والانحلال الأخلاقي.. كفّره البعض وشكك البعض الآخر في رجولته.. وشككوا في ميولاته.. تهم عديدة وجهت منذ أن قرر الرقص للمرة الأولى، رشدي بلقاسمي الراقص الذي يثير الضجة كلما صعد على الركح، في جل أعماله تقريبا يحاول المشاكسة وصدمة المتقبل.. يزلزل التلبد عند من لا يعرف قيمة الجسد ولا يعترف بأهميته، رشدي بلقاسمي أو «زوفري» كما يحلو له أن يسميه أصدقاؤه يعشق جسده لأنه وعاء تاريخ، بجسده يغيّر الخارطة المنسية..

بجسده قدم للجمهور اللغبابي وبجسده أيضا تحدث عن ولد الجلابة المنسي الذي نسيته الكتب التي تحدثت عن الرقص في تونس.. بجسده يقدم صورة عن «الكافيشانطا» ودور الراقصين أنذاك في الحركة الوطنية، ولد الجلابة هو لوحة راقصة مهداة لأولئك الراقصين الشعبيين، المطمورين، المنسيين، المهمّشين والمرفوضين من قبل مجتمعاتهم.

جسده ليس بأصم أو أخرس بل شعلة ملتهبة ناطقة باسم الحرية والتحرر والدعوة الدائمة للمصالحة مع الرقص الشعبي التونسي والخطوة التونسية وشعلة ملتهبة دائما للتعريف بالخطوة التونسية عند الآخر على كل الاركاح العالمية التي صعد عليها قدم العلاجي والبطايحي وبونوارة ، رقص على نغمات الطبلة وقدم الموروث التونسي تحدث بجسده عن تاريخ الرقص في تونس، كتبت قدماه ملحمة فنية تقدم رقصة الاقدين الى المتفرج مهما كانت جنسيته، وفي كل دولة يرقص فيها يقدم الجديد.

الراقص رشدي بلقاسمي بعد «رشدي وخيرة» و «زوفري» و«إذا عصيتم» و «ولد الجلابة» تعرض إلى الكثير من النقد وآخرها بعد حضوره في منوعة تلفزية ورقص على أغنية «شهود الباطل» مع الشاب بشير تعرض لهجمة «الكترونية» بسبب رقصه بالحزام وأجمع المهاجمون أن «الراجل مايشطحش هكاكة؟» على حد تعبيرهم، هجوم قابله الفنان برقصة أخرى و تصريح قال فيه «قلقهم حزامي باش نزيد نشطح بحزامين فوق حزامي»، مقدما مجموعة من الصور عمّن يرقصون في المناسبات خاصة في الأرياف بالحزام صحبة نسائهم فموش عيب الراجل يشطح بحزام» مضيفا «لا يهمني ما يقال، ولا تخيفني التهديدات، لأني أعشق ما أقدم، أرقص لأستفزك ارقص رقصة النساء لأنصفهن، وارقص لأكشف كل سلبيات المجتمع وممنوعاته، جسدي صوت للحرية ولن يخمد هذا الصوت ما دمت أرقص، ومستعد للرقص عاريا تماما أن تطلّب العمل ذلك».

كلما انتقد إلا وزادت جرأته في الرقص وكلما اتهم حول الاتهام طاقة ايجابية للتعريف أكثر بالخطوة التونسية، يقول البعض أن رقصه استفزازي ويشر الكوريغراف أنه فعلا يريد أن يستفز المتفرج ليبحث بدوره في التاريخ المنسي.

ولأن لغة الجسد عالمية ولا تعترف بالحدود الجغرافية ولان جسده حمال تواريخ البلاد وصورة لثقافتها و خطوتها التقليدية سيرقص زوفري في طوكيو أيام 21 و22 و23 أفريل 2017 بعد جولة في فرنسا وبلجيكيا وسويسرا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115